Forex Trading Library

الى أي مدى ممكن ان تستقر اسعار النفط؟

0 393

منذ بداية العام الجاري الى الان, استطاعت منظمة اوبك النفطية بأن تضخ حالة من التفاؤل بشكل كبير في الاسواق حول احتمالية التوصل الى اتفاق لتجميد الانتاج النفطي او حتى اخف الانتاج النفطي خلال هذا العام بين اعضاء المنظمة. على الرغم من هذا, إلا اننا وصلنا الى نوفمبر من هذا العام, وحتى هذه اللحظة لا يوجد أي اتفاق او اعلان واضح من المنظمة حول التوصل الى اتفاق مع كل الاطراف. منذ بيناير من العام الجاري الى الان, ارتفعت اسعار النفط بأكثر من 50% من قيمتها. حيث ارتفع خام برنت من ادنى مستويات العام الجاري عند مستويات 27.10 دولار للبرميل ليصل الى 53.73 دولار (ارتفاع بواقع +99.27 من ادنى مستويات العام الى اعلاها). اما خام غرب تكساس فله نفس القصة ايضاً, فقد ارتفع من جديد من مستويات 26.05 دولار الى 51.93 دولار للبرميل (بواقع ارتفاع 99.35%). على الرغم من كل هذا, إلا ان جميع هذه الارتفاعات كانت مبنية على آمال واحتمالات طوال تداولات 11 شهر. لكن في الحقيقة, لا يوجد أي اتفاق الى الان حتى ولو على الورق او في الاعلانات. ماذا بعد؟

من المسؤول؟

عند بداية تداولات العام الجاري, كان الجميع يتحدث عن ان ايران هي الدولة التي كانت تعتبر عائقاً امام التوصل الى اتفاق مع باقي دول منظمة اوبك, حيث ان ايران ارادت في ذلك الوقت ان تستعيد حصتها السوقية النفطية بعد ان قام المجتمع الدولي برفع العقوبات عنها. لكن ايران رفضت ان تقوم بتجميد الانتاج حتى تستعيد المستويات التي كانت عليها قبل العقوبات عليها. على الرغم من ذلك, وبعض وقت بسيط, قررت ايران ان توافق على تجميد الانتاج النفطي بعد ان وصلت الى المستوى الذي تستهدفه في انتاجها اليومي. وعند الاعلان عن ذلك, الاسواق كانت في حالة من الايجابية حيث ان العقبة قد انتهت, لكن وفجأة يأتي العراق ليعلن ويطلب من منظمة اوبك استثنائه من هذا الاتفاق وانه لن يستطيع خفض او تجميد الانتاج حتى, ومن بعد ذلك, اتت روسيا لترفض المقترح السعودي بخفض الانتاج بواقع 4% وقالت انها توافق على التجميد فقط وليس خفض الانتاج؟ منذ ذلك الحين (اكتوبر) عندما كانت اسواق النفط عند اعلى مستوى لها لهذا العام, كان الجميع يسعر ان الاتفاق اصبح حتمي, لكن الآن لا يوجد اتفاق ولو بسيط. من المسؤول؟ الجميع!

تفاعل النفط عكس التيار

على الرغم من اسعار النفط كانت تسعر احتمالية كبيرة للتوصل الى اتفاق بين اعضاء منظمة اوبك منذ بداية تداولات هذا العام, إلا ان الامور قد تغيرت في الايام القليلة الماضية بشكل من الممكن ان نقول انه خطير. على الرغم من ان ايران والعراق وروسيا اعلنتا انهم لن يخفضوا الانتاج ولن يوافقوا على هكذا قرار, إلا ان منظمة اوبك حاولت ابقاء الاسواق في حالة من التفاؤل حيث اصدرت بيان وقالت فيه” نحن على الطريق الصحيح للتوصل الى اتفاق مع نهاية نوفمبر”. لكن وعلى الرغم من هذا البيان, إلا ان الاسواق تفاعلت مع هذا البيان بعكس ما تأملت اوبك, حيث انخفضت اسعار النفط منذ بداية تعاملات الاسبوع الجاري بأكثر من 6% لكل من خام برنت وخام غرب تكساس. لماذا؟ يبدوا ان الاسواق قد وصلت الى مرحلة لا تستطيع الاستمرار في التفاؤل دون وجود قرارات حقيقية على الارض منذ 11 شهر تقريباً. ومن الواضح ايضاً ان المتداولين في اسواق النفط يشعرون انه لن يكون هناك اتفاق في أي وقت قريب حتى مع نهاية نوفمبر, لكن اوبك كانت تقوم بعملية رفع الامال في كل مكان وفي كل يوم لتبقي الاسعار مرتفعة قليلاً.

ماذا بعد؟

في الوقت الحالي, ومع تغير النظرة العامة للأسعار على المستوى التقني على الاقل, من الممكن ان نشهد المزيد من الانخفاضات خلال الايام المقبلة, كل من خام برنت وخام غرب تكساس لم يستطيعوا الاستقرار فوق خط الاتجاه المرتفع للعام الجاري واستمرت الاسعار بالانخفاض الى ما دون ذلك الخط دون أي دعم يذكر الى الان, وفي الوقت الحالي نحن على بعد ساعات قليلة جداً من الاغلاق الاسبوعي, حيث وفي ما لو تم ذلك بالفعل اليوم, فهذا يعني ان الاسعار متجهة الى مزيد من الانخفاضات وتنتهي بهذا الامال لارتفاع جديد طالما لا يوجد اعلان جديد حول اتفاق واضح من اوبك الاسبوع المقبل.

الى اين ممكن ان نصل؟

في الواقع, عدم التوصل الى اتفاق يعني ان على الاسواق ان تعيد تسعير كل الامال التي كانت تبني عليها تحركات الاسواق منذ بداية العام بمعنى ان ارتفاع اسعار النفط الذي فاق 95% تقريباً منذ بداية العام الى الان قد يتم خسارته من جديد خلال اسابيع قليل. هذا في ما لو بالفعل قامت اوبك بالإعلان عن فشل التفاوض وان الاتفاق غير صحيح ولن يتم. لكن ابقاء الآمال في الاسواق من جديد سيبقي الاسواق في حالة من عدم اليقين وسيدفع الاسعار الى الانخفاض لكن بشكل تدريجي.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.