مكتبة التداول

الأسهم الأمريكية كلاكيت للمرة الثانية!

0

شهدت الأسواق أكبر عمليات بيع للأسهم الكبرى منذ فبراير من الولايات المتحدة إلى آسيا خلال جلسات أمس الأربعاء لتستمر بإنخفاضها حتى جلسات اليوم الخميس, وشهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية إلى الأسواق الأسيوية من طوكيو إلى هونج كونج إنخفاضات تفوق 3٪.

هبط مؤشر شنغهاي المركب للصين بأكثر من 5% في وقت واحد قرب أدنى مستوياته في أربع سنوات, وتراجع مؤشر TWSE التايواني التكنولوجي أكثر من 6% في أسوأ أداء في المنطقة كما شهدت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية إلى إنخفاضات كبيرة.

  • أسواق الأسهم العالمية تشهد تراجع حاد خلال جلسات الأربعاء من أمريكا إلى آسيا

بينما ضعف الدولار مقابل جميع العملات الرئيسية, وإرتفع الين الياباني وإرتفعت معظم عملات الأسواق الناشئة.

حيث سندات الخزانة التي ساعدت على إنخفاض الأسهم عندما بلغ العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات أعلى مستوياتها منذ عام 2011 كما وضحنا في مقالتنا الأسبوع الماضي (سندات الخزانة تقفز لأعلى مستوى منذ 2011).

حيث أن الإرتفاع في معدل الفعالية الخالية من المخاطر على مستوى العالم هو شهية صعبة للأصول الأخرى, ووراء هذا الهبوط أخبار جديدة أيضاً عن الأضرار التي لحقت بأرباح الشركات من الحرب التجارية إلى جانب الضغط المتزايد من التحول العالمي بعيداً عن التحفيز النقدي.

 

الأسهم الأمريكية مع أكبر خسائر للمرة الثانية في 2018

قبل يوم واحد فقط من بدء موسم أرباح الربع الثالث أميركا وعلامات تتصاعد أن الشركات قد لا تكون قادرة على تحقيق النمو السريع, وهذا ما كان التوقع الذي عزز الأسهم حتى الآن في عام 2018. حيث الأرباح هي مهمة حقا لأنها كانت جزءاً من القلق الذي أثار موجة البيع, والإهتمام في بداية موسم أرباح الربع الثالث يدور حول حجم التجارة والتعريفات التي ستخفض الأرباح.

تعود الأسواق الأمريكية لتشهد أسوء يوم تداول بعد الإثنين الأسود خلال العام الجاري في 5 فبراير. حيث يبدو أن المستثمرون بدأو يستوعبوا أن حرب تجارية طويلة سيحد من الأرباح, والآن تحذر مجموعة من الشركات من أن هذا يحدث في نفس الوقت الذي تؤدي فيه عوائد السندات المرتفعة إلى رفع تكلفة الإقتراض.

دفعت عمليات البيع المكثفة لسوق الأسهم الأمريكية يوم الأربعاء مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر, وأغلق مؤشر الأسهم الرئيسي على إنخفاض بنسبة 3.3% مواصلاً خسائره على مدى خمسة أيام إلى 4.8%.

بهذا يكون المؤشر شهد أكبر خسائر منذ أن أنتخب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع قلق جديد بشأن تأثير الحرب التجارية مع الصين المؤثرة على التكنولوجيا والأسهم الصناعية.

  • مؤشر ستاندر آند بورز 500 يشهد أكبر فترة خسائر منذ الإنتخابات الأمريكية في 2016

أيضاً إنخفض مؤشر داو جونز الصناعي بما يصل إلى أكثر من 1000 نقطة بعد خلال جلسات الأربعاء الأسود بالأمس بنسبة أكثر من 3%, وهذا أكبر إنخفاض له بعد الهبوط الحاد الذي شهده المؤشر بالإثنين الأسود في 5 فبراير بالعام الجاري بمقدار تجاوز 1500 نقطة. كما إنخفض مؤشر ناسداك 100 بأكثر من 4% لأسوأ يوم له منذ سبع سنوات.

حيث في وقت سابق أضافت شركة فاستنال لتوزيع المواد الصناعية والإنشاءات في الولايات المتحدة إلى القلق من أن الصراع التجاري مع الصين يرفع تكاليف المواد التي من شأنها أن تعيق هوامش الربح. مع ذلك,  فأن الإنخفاض بالعقود الآجلة للأسهم في الولايات المتحدة قد إرتفعت أحجام التداول مع الإرتفاع المذهل ل 3.3 مليون عقد يوم أمس الأربعاء.

  • أكبر إنخفاض لمؤشر الداو جونز ومؤشر ستاندر آند بورز500 منذ فبراير مع إرتفاع حاد بعقود التداول

وجاءت عمليات البيع هذه بعد يوم من إعلان صندوق النقد الدولي أن الإقتصاد العالمي يتباطأ ويقلص توقعاته للنمو لأول مرة منذ أكثر من عامين, وذلك مع تصاعد التوترات التجارية والضغوط في الأسواق الناشئة كما وضحنا في مقالتنا السابقة (صندوق النقد الدولي يحذر).

بهذا يظل “الحذر” هي الكلمة الأساسية في الأسواق العالمية حيث يحاول المستثمرون قياس ما إذا كانت عمليات البيع الأخيرة لديها مجال أمام المزيد, ولكن خلفية التداول ما زالت تهيمن عليها توترات عميقة بين الولايات المتحدة والصين وزيادة في التقلبات في أسواق الأسهم والسندات.

حيث إرتفعت مقاييس تقلبات الأسهم في اليابان وأستراليا بأكثر من 40% بعد إرتفاع مؤشر الخوف في وول ستريت كما هو معروف بمؤشر Cboe Volatility أو VIX, والذي إرتفع بشكل كبير منذ شهر أبريل.

  • مؤشر المخاوف VIX لتقلبات الأسواق يعود للإرتفاع عند أعلى مستوى منذ أبريل بجلسات هذا الأسبوع

صراع ترامب والبنك الفدرالي

خرج الرئيس دونالد ترامب في وقت متأخر من يوم الثلاثاء وقال إن وتيرة إرتفاع أسعار الفائدة التي قام بها البنك الفدرالي مرة واحدة في الفصل كانت سريعة للغاية, وكررها من جديد ترامب أنه يفضل أسعار الفائدة المنخفضة ليضيف إن الإحتياطي الفيدرالي “أصبح مجنوناً”.

كما قال ترامب إن إنخفاض الأسهم كان تصحيحاً كنا ننتظره منذ فترة طويلة بعد أن أطلعنا على إضطراب السوق, وصرح أيضاً وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوشين إنه ليس مندهشاً من أن السوق لديه تصحيح إلى حد ما.

إن إنتقادات دونالد ترامب القوية للبنك الفدرالي غير مسبوقة إلى حد كبير حيث يتجنب الرؤساء الأمريكيون عادة الإستهداف المباشر لقرارات البنك الإحتياطي الفيدرالي المتعلقة بالسياسة النقدية.

وقد صنف ترامب الرسوم الجمركية على 250 مليار دولار من البضائع الصينية هذا العام, وإنتقمت بكين برسوم تبلغ قيمتها 110 مليار دولار من المنتجات الأمريكية. ليأتي تقييم صندوق النقد الدولي نحو المزيد من المخاطر في الإعتبار تهديد ترامب بتوسيع التعريفات إلى جميع السلع التي إشترتها الولايات المتحدة من الصين العام الماضي بواقع أكثر من 500 مليار دولار.

  • معدل الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين تقدر 250 مليار دولار(مقارنة) الرسوم الجمركية الصينية على أمريكا تقدر 110 مليار دولار

تعرضت الأسهم والسندات لضغوط منذ رفع البنك االفدرالي أسعار الفائدة يوم 26 سبتمبر للمرة الثالثة هذا العام, والمرة السابعة منذ إنتخاب ترامب. حيث في الخطابات اللاحقة أوضح صانعو السياسة أنهم يميلون إلى رفع معدلات أعلى من ما يعتبر محايداً وهو المستوى الذي لا يحفز ولا يقيد النمو الإقتصادي.

حيث قال رئيس البنك الفدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي نحن بعيدون كل البعد عن الحياد, ولذا فإنه من غير المستغرب أن عائدات السندات عبر المنحنى قد تحولت إلى أعلى.

حيث هذا أمر مهم بالنسبة للأسهم لأن السوق الصاعدة الحالية, والتي بدأت في مارس 2009 هي الآن ثاني أطول سوق في التاريخ. كانت إلى حد كبير نتيجة لإنخفاض تكاليف الإقتراض التي جلبتها أسعار الفائدة التي إعتبرها البنك الفدرالي ملائمة حتى 26 سبتمبر.

تعكس العقود الآجلة لصناديق الإحتياطي الفدرالي إعادة تقييم توقعات سعر الفائدة في قطاع اليورو دولار, وتراجعت توقعات متداولين اليورو دولار نحو عدد المرات لرفع الفائدة من قبل الفدرالي على مدى العامين المقبلين بعد أن أظهرت أعلى مستويات هذا العام في بداية أكتوبر.

  • فإن الركود الحالي للأسهم يحفز متداولي اليورو دولار على محو بعض الرهانات نحو المزيد من الرفع لمعدلات الفائدة الأمريكية

أما بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي قال 72٪ من المستجيبين إن سعر الفائدة على الودائع سيرتفع بحد أقصى بمقدار 10 نقاط أساس بنهاية عام 2019. بينما قال 38٪ إن السعر سيكون عند المستوى الحالي أو أقل في حين قال 34٪ إن السعر سيكون أعلى بمقدار 10 نقاط أساسية, ولكن هذا قبل حدوث الإضطرابات الحالية  حيث كانت الشكوك بين المستثمرين بشأن التشديد المستقبلي واضح بالفعل.

Leave A Reply

Your email address will not be published.