مكتبة التداول

ترامب يشعل الحرب التجارية من جديد

والصين في طريقها للتصعيد

0

تفاعلت الأسواق العالمية مع التصعيد الأخير للصراع بين الولايات المتحدة والصين بالحرب التجارية مع فرض المزيد من التعريفات الجمركية من قبل الرئيس دونالد ترامب, وفرضت إدارة ترامب في شهري يوليو وأغسطس بالفعل تعريفة بنسبة 25٪ على 50 مليار دولار على السلع الصينية كما وضحناه في مقالتنا بالسابق (ترامب يطلق الرصاصة الأولى بالحرب التجارية).

قد ألتقى مسؤولون من كلا البلدين أربع مرات لإجراء محادثات رسمية كان آخرها في أغسطس, وكان من المقرر بدأ نقاشات جديدة ما بين الطرفين حيث جميعها لم تصل إلى حل ودي.

حيث أعلن اليوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض المزيد من التعريفات الجمركية بمقدار 200 مليار دولار على الواردات الصينية مع إخضاعها لضريبة بنسبة 10٪ على أن ترتفع إلى 25٪ في يناير 2019, وستصبح التعريفة الجمركية البالغة 10% سارية المفعول بنهاية الشهر الجاري بدءاً من تاريخ 24 سبتمبر.

  • مع التعريفات الجمركية الجديدة على الصين يكون طبق مقدار 250 مليار من إجمالي 506 مليار مستهدفة من الإدارة الأمريكية.

 

إطلاق ترامب الرصاصة الثانية

قال الرئيس دونالد ترامب في بيانه يوم الإثنين إن الولايات المتحدة قد فعلت التعريفات الجمركية الجديدة بمقدار 200 مليار على الواردات الصينية, وإذا إنتقمت بكين من فلاحين والصناعيين الأمريكيين كما تعهدت سابقاً. فسوف يسعى فوراً إلى زيادة التعريفات على نحو 267 مليار دولار أخرى على الواردات الصينية. مما يعمق ما سيشكل نهاية لحرب تجارية طويلة بين أكبر إقتصادين في العالم.

سعى البيت الأبيض إلى الضغط على بكين لخفض فائضها التجاري مع الولايات المتحدة وحماية حقوق الملكية الفكرية للشركات الأمريكية ، التي تقول إنها تُساء إستخدامها في الصين. قد قامت الإدارة بمراجعة قائمة السلع التي سوف تتأثر بالتعريفات بعد فترة التعليق وجلسات الإستماع العامة في الشهر الماضي.

  • التعريفات الجمركية المفروضة على البضائع الصينية وتوضيح للنسب والفترات التي يتم تفعيلها عليها

حيث إختلفت القائمة النهائية للبضائع المخصصة لرسوم الإستيراد عن النسخة المقترحة مع إستبعاد عشرات المنتجات, وهو ما يثبت أن الأطفال وأولياء الأمور والشركات التي تلبي إحتياجاتهم هم الفائزون هنا. حيث تم تجريد كل شيء من ألعاب المنصات الحافظة للطفل إلى مجموعات الكراسي الهزازة من القائمة المعدلة.

  • مقاعد السيارة للأطفال والكراسي العالية تشكل جزء كبير إيرادات السلع المعمرة للطفل بالولايات المتحدة

كما تم منح العديد من منتجات شركة أبل بما في ذلك سماعات وساعات أبل فترة راحة. كما ذكرت وكالة بلومبرج, وإن القائمة النهائية تستثني بنداً يغطي بعض الأجهزة اللاسلكية. مع ذلك, لا يزال من الممكن أن يتأثر المتسوقون الأمريكيون برسوم الإستيراد الإضافية.

حيث تؤثر التعريفات على المواد اليومية بما في ذلك الطعام والأثاث والملابس, وهذا يوسع التأثير المحتمل على مستوى إنفاق الأسر أو ما يقرب من 70% من إقتصاد الولايات المتحدة.

الرد الصيني على التعريفات الجديدة

قال وزير التجارة الصينى تشونغ شان وفقاً لما جاء فى بيان على موقع الوزارة الإلكترونى أن الإنفرادية الأمريكية والحمائية ستؤذي مصالح البلدين والإقتصاد العالمي.

بعد ترحيب الصين بالأسبوع السابق لمحاولة الجلوس على طاولة المفاوضات إلا أن بكين إنسحبت من المناقشات التجارية بعد التحرك الأمريكي, وهذا بعد أن وضحنا ذلك بمقالتنال بالأمس (أسبوع هام لمتداولين أسواق السلع) مع محاولات تقويد الرئيس ترامب فرص الإجتماع ما بين المسؤلين الصينين ووزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين.

كما لم يشر بيان وزارة التجارة إلى إجراءات محددة على الرغم من أن الصين قالت في وقت سابق إنها سترد بضرائب بقيمة 60 مليار دولار من البضائع الأمريكية, وتتراوح من الغاز الطبيعي المسال إلى الطائرات إذا مررت الولايات المتحدة تهديدها بالمزيد من التعريفات.

مثل هذه الخطوة تنطوي على خطر تفاقم المواجهة حيث قال الرئيس ترامب في بيانه ستلاحق على الفور المزيد من التعريفات على الواردات الصينية إذا ما قامت بكين بالرد. بالعلم إن إضافة إدارة ترامب التعريفات الجمركية على واردات الصين الإضافية بقيمة 200 مليار دولار تخاطر بإتخاذ إجراءات إنتقامية من ثاني أكبر إقتصاد في العالم.

ماذا بعد؟

إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تتحول إلى مواجهة طويلة, ومن غير المرجح أن يؤدي الضغط المتراكم على الصين إلى تنازلات. بينما إذا كان هناك خطأ إستراتيجي من جانب الولايات المتحدة بالسياسة المتبعة بالحرب التجارية قد يخاطر بمزيد من تصعيد حرب الرسوم الجمركية, وهو الأمر الذي سيزيد من التأثير على النمو مع وجود تأثيرات أكبر على سلاسل التوريد في آسيا.

حيث تمنح إدارة ترامب الشركات الأمريكية فرصة للتكيف والبحث عن سلاسل توريد بديلة بتأجيل زيادة التعريفة الجمركية إلى 25٪ في 1 يناير  2019 لدفعة 200 مليار دولار من البضائع الصينية.

أيضاً مع أحدث التعريفيات الجمركية الجديدة يمكن للمستهلكين الأمريكيين أن يبدأوا الشعور بالتكلفة في السلع اليومية, وهو من تأثير جميع الواردات الصينية الخاضعة للتعريفات المضافة إلى 250 مليار دولار أي ما يقرب من نصف شحنات الصين إلى الولايات المتحدة في العام الماضي.

  • التأثير على آسيا بإنخفاض نسبة 10٪ في صادرات الصين

بعيداً عن التأثير على الصين من المرجح أن تؤثر الحرب التجارية على الإقتصاديات الآسيوية عبر سلاسل التوريد العالمية, وفي تحليل لوكالة بلومبرج الإقتصادية يشير إلى أن كل إنخفاض بنسبة 10٪ في صادرات الصين قد يقلل من نمو الإقتصادات الآسيوية بمعدل 1.1 نقطة على المتوسط.

كما يقدر الإقتصاديون في غولدمان ساكس أنه في حين أن التأثيرات المباشرة للتعريفات على أحجام الصادرات الصينية والناتج المحلي الإجمالي ستكون منخفضة إلا إن التأثير الرئيسي على المدى القريب سيكون على ثقة الشركات وثقتها.

أثار التصعيد بالحرب التجارية على الأسواق؟

كان رد فعل السوق المبدئي للإعلان إلى حد كبير كما هو متوقع حيث خفض اليوان الصيني من تراجعاته مما يدل على أن المتداولين كانوا يتوقعون أحدث تعريفة جمركية. مع العلم, أن اليوان الصيني شهد إستمرار في تراجعاته مقابل الدولار الأمريكي منذ بدأ فرض الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية.

اليوان الصيني مستمر في تراجعاته مقابل الدولار مع بدأ فرض التعريفات الأمريكية الأولى بدءاً منذ يوليو الماضي

حتى أن الأسهم الصينية بالكاد كانت ترمش الأمر الذي دفع المحللين إلى التفكير في رد فعل السوق المخفف. حيث قفزت الأسهم الآسيوية, وإرتفعت العقود الآجلة الأمريكية مع مؤشر ستاندرد أند بورز 500. كما إرتفعت الأسهم الأوروبية بعد أن حددت أمريكا جولتها التالية من الرسوم الجمركية بنسبة 10%, وتعهدت الدولة الآسيوية بالرد.

حيث كان السيناريو الأكثر خوفاً هو أن تطبق الولايات المتحدة تعريفة كاملة بنسبة 25٪ على السلع الصينية بقيمة 200 مليار دولار. هذا التصعيد حتى الأن مازال في صالح إقتصاد الولايات المتحدة بشكل عام  كما وضحنا بمقالتنا السابقة (إنتصار أولي لترامب بالحرب التجارية). حيث المؤشرات الأمريكية هي أكبر الرابحين منذ بداية 2018 مع تحقيق مستويات تاريخية, وهذا بظل تفاقم الحرب التجارية العالمية.

  • ما زالت المؤشرات الأمريكية هي أكبر الفائزين خلال العام الجاري في ظل تصاعد الحرب التجارية

قد تعهد ترامب بالفعل بزيادة الضغوط على الصين إذا قامت الدولة الآسيوية بالرد على التعريفة الأمريكية. مما يزيد من خطر التصعيد المتبادل بين أكبر إقتصادين في العالم. مع ذلك, فإن الخطابة ظلت مستمرة منذ شهور, وقد سعرت الكثير من الأصول في تصاعد التوترات مما ساعد على تخفيف الضربة الأخيرة.

بينما كان الدولار ثابتاً حيث قلص اليورو مكاسبه وتراجع الجنيه, تراجعت سندات الخزانة وكانت السندات الحكومية الأوروبية مختلطة مع إنخفاض أداء الديون الإيطالية بعد تقرير عن مزيد من التوتر حول ميزانية البلاد الوشيكة

Leave A Reply

Your email address will not be published.