مكتبة التداول

أسبوع هام لمتداولين أسواق السلع

0

 

لدى مستثمري السلع الأساسية جدول أعمال مزدحم هذا الأسبوع حيث سيهيمن على الأخبار على المدى القريب الأضرار الناجمة عن إعصار فلورنس في الولايات المتحدة, ومن المحتمل أيضاً أن تكون هناك عمليات بيع للمواد الخام من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. مع تراجع المعادن بما في ذلك النحاس اليوم الإثنين بسبب مخاوف من أن تفرض المزيد من الرسوم.

أثار الحرب التجارية ما زالت قائمة!

كان هناك رسائل مختلطة من الولايات المتحدة تواجه مخاطر غرق المحادثات التجارية مرة أخرى مع إستعداد الولايات المتحدة لإطلاق تعريفات جمركية على سلع بقيمة 200 مليار دولار. هذا ليس من جديد على الإدارة الأمريكية أن تحاول تصعيد التوترات من أجل إستغلال المزيد من المكاسب على طاولة المفاوضات, ويبدو أن الصين لن تلعب فقط للدفاع على خلفية الهجمات الأمريكية المتتالية في الحرب التجارية.

حيث تقدمت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء وواصلت الأسهم الآسيوية موجتها الهابطة مع تحول تركيز المتداولين على التوقعات للسياسة النقدية وسط المخاوف المستمرة بشأن التجارة العالمية. كما إرتفعت العقود الآجلة على مؤشر داو جونز, ومؤشر ستاندرد اند بورز 500  ومؤشر ناسداك حتى مع إنهيار الساحل الشرقي للولايات المتحدة بسبب إعصار فلورنس. بينما مؤشر MSCI للأسهم الآسيوية مازال نحو الإنخفاض العاشر على التوالي, وهو أطول سلسلة هبوط منذ عام 2002.

  • الأسهم الأمريكية أكبر الفائزين في 2018 بظل تصعيد الحرب التجارية (مقارنة) الأوربية والآسيوية والأسواق الناشئة

تلك الرسائل المختلطة القادمة من الولايات المتحدة حول الحرب التجارية مع الصين قد تغرق المفاوضات المرتقبة قبل أن تبدأ مما يضر بآفاق حل النزاع المتزايد. ووفقاً إلى تقرير صحيفة وول ستريت إن بكين ليست مستعدة للتفاوض مع “بندقية موجهة إلى رأسها” مضيفة أن المسئولين الصينين يدرسون أيضاً خطوات إنتقام محتملة. في الوقت الذي يطلب فيه الرئيس دونالد ترامب من المساعدين المضي قدماً في التعريفات الإضافية على المنتجات الصينية.

مع ذلك, لم تستجب وزارات التجارة والمالية في الصين على الفور لطلب التعليق اليوم الإثنين على المناقشات التجارية. مع ترحيب بكين الأسبوع الماضي بالدعوة للإجتماع مع وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين, وهو العرض الذي يتم تقويضه بعد تهديدات مستمرة من الرئيس ترامب.

قد تأتي هذه المحادثات بعد أن إلتقى مسؤولون من كلا البلدين أربع مرات لإجراء محادثات رسمية كان آخرها في أغسطس, وأدى عدم إحراز تقدم وإنهيار تلك الصفقة إلى جعل المفاوضات المستقبلية أكثر صعوبة. حيث أنه من غير الواضح من الذي يتحدث نيابة عن الإدارة الأمريكية مع التعارض من قبل الرئيس والمشرفين على المحادثات, وهناك عدم ثقة في أن أي صفقة سيتم الوفاء بها.

مع العلم, ستكون الجولة الجديدة من الرسوم الجمركية إضافة إلى تلك التي تبلغ قيمتها 50 مليار دولار من السلع الصينية التي تواجه بالفعل نسبة 25٪. حيث إنتقم الصينيون من الرسوم الجمركية على ما يعادل صادرات الولايات المتحدة, ووعدوا بالإنتقام من الجولات المستقبلية للولايات المتحدة.

أيضاً كان ترامب قد هدد بجزء ثالث من التعريفات الجمركية على 267 مليار دولار أخرى من الواردات الصينية, وهو ما يعني أن فرض الرسوم على كل شيء تقريباً تصدره الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

سوق السلع مع أسبوع مزدحم من الأحداث!

حيث يستعد المشاركون في السوق بشكل متزايد للإحتياطي الفيدرالي لرفع معدلات الفائدة مرتين في عام 2018, وعلى أن يكون أول رفع مع إجتماعه بالأسبوع القادم. بعد إجتماعات السياسة للبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا بالإضافة إلى البنك المركزي التركي كما وضحنا في مقالتنا السابقة (أبرز ما تضمنته إجتماعات البنوك المركزية في تركيا وأوروبا وإنجلترا في سبتمبر).

في غضون ذلك سوف يقوم المستثمرون بقياس إحتمالات الطقس المتطرف لتعطيل النشاط الإقتصادي, ومع إستمرار تهديدات التوتر التجاري ومفاوضات خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي. سوف يركز متداولين النفط على محادثات أوبك في الجزائر حيث يجتمع تحالف من المنتجين بقيادة منظمة أوبك وروسيا يومي السبت والأحد  القادم لدراسة خطوتهم التالية.

يأتي هذا الإجتماع لتقيمهم الأسواق العالمية, ومع قرب فرض المزيد من العقوبات الأمريكية على إيران. على الرغم من أنهم وافقوا على زيادة الإنتاج للحفاظ على الأسعار تحت السيطرة إلا أن التوقعات آخذة في التزايد على نحو متزايد.

  • إرتفاع الإنتاج من قبل المنتجين الأخرين للنفط منذ مايو لتعويض الخسائر في الإنتاج الإيراني والفنزويلي

كما يناقشون شروط تحويل هذا التحالف المخصص لرفع الإنتاج إلى شيء أكثر من إتفاق مؤقت. في حين ستواصل إيران الدولة العضو في منظمة أوبك الإحتجاج على زملائها الأعضاء الذين يأخذون حصة السوق التي تخسرها بسبب العقوبات الأمريكية.

كما سيشهد الحدث إطلاق تقرير أوبك على المدى الطويل أيضاً تقرير آفاق النفط العالمية. فمن ناحية تقترب عقود برنت الآجلة من 80 دولاراً للبرميل من خسائر العرض في فنزويلا وإيران مما يدل على الحاجة إلى ضخ السعودية وروسيا المزيد من المضخات.

فإن التهديد بالطلب في الأسواق الناشئة قد يؤدي إلى ثباتها. كما قد تشهد أسعار النفط الخام المزيد من التحديات مع تراجع المخزونات وأزمات الأمدادات الوشيكة كما وضحنا في مقالتنا السابقة (هل بدأت الموجة الصاعدة لأسعار النفط الخام؟) أيضاً أزمة العواصف بعد ضرب كلاً من عاصفة جوردن وفلورنس السواحل الأمريكية.

على صعيد أخر, سيقدم مؤتمر “جاستك” كبار منتجي الغاز الطبيعي في برشلونة هذا الأسبوع في الوقت الذي يتنافسون فيه للحصول على مركز في سوق متغيرة. مع العلم إن التنافس على تزويد أوروبا يزداد حدة حيث تقدم روسيا والنرويج أحجاماً قياسية, وفي حين يصر الرئيس دونالد ترامب على أن المنطقة على وشك أن تصبح مشتري ضخما” للغاز الطبيعي الأمريكي المسال الأكثر سعراً.

أما ما يخص سوق سلع المواد الخام لقد تعرضت آسيا لآثار قاسية بسبب الأحوال الجوية القاسية حيث من المتوقع أن تتضح العواقب الكاملة في الأيام القادمة, وإندفع الاعصار سوبر مانغكوت عبر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في الفلبين في مطلع الأسبوع ثم هاجم هونج كونج وهز الصين.

قد يؤدي الضرر الذي لحق بمزارع الأرز إلى زيادة وتيرة مكاسب الأسعار, وبلغت التقديرات الأولية بالفلبين خسائر بلغت نحو 250 ألف طن من الأرز حيث تضرر 175.301 هكتار. في ظل ترقب صدور تقرير منظمة الأغذية والزراعة عن أسواق السلع الزراعية العالمية مع التركيز على التجارة وتغير المناخ والأمن الغذائي اليوم الإثنين.

  • معدل التفاؤل لإستمرار المكاسب في السكر من قبل المحللين والمتداولين عند أفضل تقدير منذ ديسمبر.

أيضاً إرتفاع المكاسب في أسعار السكر حيث يهدد الطقس الجاف في البرازيل ومناطق الإنتاج الرئيسية في أوروبا بإحداث ضرر في الإنتاج, وتوج السكر فقط بأفضل مكسب أسبوعي منذ عام 2016. ووفقاً لإستبيان لوكالة بلومبرج إستمرار التفاؤل بنسبة 71% شمل متداولين ومحللين لإستمرار المكاسب الجيدة.

من جهة أخرى, هذا الأسبوع مزدحم مع بيانات إجتماع مؤتمر أوبك, وتقرير الإنتاج الشهري لحفر الولايات المتحدة من وكالة الطاقة للنفط والغاز. كما يصدر معهد البترول الأمريكي بيانات المخزونات الأسبوعية بعد أن شهدت تراجع حاد عن توقعات السوق بأخر تقيم بالأسبوع الماضي.

 

 

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.