مكتبة التداول

هل بلغ سعر النفط الخام ذروته لهذا العام؟

0

هل بلغ سعر النفط الخام ذروته لهذا العام؟
تخطى سعر خام غرب تكساس الوسيط مؤخراً مستوى ٨٠ دولاراً للبرميل من جديد. وكانت حركة الارتفاع هذه المرة أكثر إقناعًا، وقد تشير إلى عودة السعر بقوة إلى مستويات نوفمبر. وكان الارتفاع نتيجة لتقرير وزارة الطاقة الأمريكية الذي أعلن فيه عن انخفاض مفاجئ في المخزون قدره ٥.٥ مليون برميل
 

على الرغم من أن سعر النفط الخام الأمريكي قد شهد وضع غير مألوف إلى حدٍ ما خلال الشهر الماضي. حيث توقفت مصفاة رئيسية في ولاية إنديانا عن العمل في فبراير، الأمر الذي أدى إلى نقص السعة الانتاجية بمقدار نصف مليون برميل يوميًا. ونتيجة لذلك ارتفعت أسعار البنزين، والتي بدورها ساهمت في زيادة أرقام التضخم الأخيرة والمخزونات. وكان من المتوقع أن تعود هذه المصفاة كامل طاقتها الإنتاجية خلال هذا الشهر. 

إلى أين يتجه الطلب؟

اتساع فارق التوقعات بين الوكالات الرئيسية المعنية بتجارة النفط، يعد أحد العوامل التي تعيق توقع الحد الذي قد ترتفع له الأسعار. وقد سجل فارق التوقعات بشأن سوق النفط بين وكالة الطاقة الدولية وأوبك يوم الإثنين أعلى مستوى منذ أزمة الرهن العقاري، ولقد استحوذ هذا الفارق على اهتمام المحللين. وكل من الخيارين يعرض سيناريوهات مختلفة تشير ضمنا إلى اختلاف جذري لأسعار الخام لهذا العام. 

فوكالة الطاقة الدولية تتوقع انتعاش أبطأ للطلب في عام ٢٠٢٤، معللة ذلك بنقص النمو الاقتصادي العالمي. لكن البعض تساءل عما إذا كان تركيز الوكالة على التحول إلى مصادر طاقة بديلة، مثل الطاقة المتجددة، قد أثر على توقعاتها لتتوقع نقص الطلب على النفط في المستقبل. أما منظمة أوبك، وباعتبارها منظمة منتجة للنفط، فمن الطبيعي أن تتحيز لزيادة الانتاج. ومن غير المستغرب أن يقول التقرير إن الطلب على النفط هذا العام سوف يزداد مليون برميل يوميا عن توقعات وكالة الطاقة الدولية. وتستند منظمة أوبك في تقييمها إلى افتراض مفاده أن أداء الاقتصاد الصيني سوف يكون أفضل، وهو ما من شأنه أن يسهم في زيادة الطلب على النفط من أكبر مستورد له على مستوى العالم. 

ما مصير الأسعار إذن؟

وصلنا للنقطة التي يمكن أن تكون فيه الأمور مثيرة للقلق قليلاً بالنسبة لمشتري النفط. فوكالة الطاقة الدولية تتوقع أن يتراوح متوسط سعر النفط الخام هذا العام بين ٧٥ و٧٨ دولارًا للبرميل، أي أقل من السعر الحالي. وفي حين أن الوكالة تعترف بوجود أزمة في العرض، حيث من المتوقع أن يتجاوز الطلب الإنتاج هذا العام، فإنها تقترح أن ذلك لن يؤثر على الأسعار كثيرا. ففي نهاية المطاف، استمرت أوبك في تجاوز أهدافها الإنتاجية لتعويض خسائرها الناجمة عن انخفاض أسعار النفط. 

ومن المتوقع أن تقوم أوبك بتمديد خفض الإنتاج في الربع المقبل، للحفاظ على الأسعار مرتفعة. وقد قالت السعودية، الراعي الرئيسي لتلك القيود، والتي قامت بتقليل إنتاجها بمقدار ٣ ملايين برميل يوميًا، إن ديناميات السعر أصبحت “معقولة” مؤخرًا. وذلك لأن سعر النفط الخام يتجه نحو ٨٠ دولارًا للبرميل، مما يشير إلى أن ذلك قد يكون مستوى قريبًا من هدف المملكة. 

ما هي الاضطرابات المحتملة لسوق النفط؟

رغم الأحداث الجيوسياسية، كان سعر النفط الخام يتحرك في قناة ضيقة نسبيًا خلال الأسبوعين الماضيين. وتم تعويض النقص الناجم عن حرائق مصفاة النفط الأخيرة في روسيا بزيادة الإنتاج في ليبيا. وقد تقلب الدولار ليبدو أن التضخم أكثر حدة مما كان متوقعًا، بيد أن المتداولون لا يزالون يراهنون على خفض الفائدة. 

إذا كان السوق قد سعرت تيسير يفوق ما سيقدمه الاحتياطي الفيدرالي، فقد ينتهي به الأمر إلى وضع حد أقصى لسعر النفط الخام. ومن المرجح أن تلقي السياسة النقدية الأكثر عدوانية بثقلها على أضخم اقتصاد في العالم، وتقوي الدولار نسبيا. وهذا من شأنه أن يخلف تأثيرا أكبر على الأسعار مقارنة بما إذا كانت وكالة الطاقة الدولية أو أوبك أقرب الواقع فيما يتعلق بتوقعات الطلب. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

تداول بأمان مع حماية من الرصيد السالب. افتح حسابك وابدأ الآن!

Leave A Reply

Your email address will not be published.