مكتبة التداول

التداول الموسمي: هل يجب على المتداولين أخذ فترات استراحة؟

0

هل الابتعاد عن التداول يعود بفائدة على نفسيتك كمتداول؟

يمكن أن يساعدك أخذ استراحة من التداول في تجديد طاقتك الذهنية وتقييم أدائك. بالإضافة إلى ذلك، ويمكنك استغلال مفهوم التداول الموسمي لتحديد فترات استراحتك وتحسين استراتيجياتك. يشير التداول الموسمي إلى أنماط سلوك السوق التي تختلف اعتماداً على فترة العام. فعلى سبيل المثال، تميل بعض الأسواق إلى أن تكون أكثر تقلباً أو أكثر صعوداً خلال أشهر أو مواسم معينة. ومن خلال فهم هذه الأنماط، يمكنك تكييف أسلوبك في اتخاذ قرارات التداول والاستفادة من الفرص التي تظهر في السوق. ويمكنك أيضاً تجنب التداول خلال فترات انخفاض السيولة أو ارتفاع مستوى عدم اليقين، واستخدام هذا الوقت لمراجعة أدائك السابق وتحسين مهاراتك. 

قد يؤدي التداول اليومي إلى تراجع الزخم، مما قد يؤدي إلى تحقيق أرباح وخسائر صغيرة حيث يضيق نطاق تحرك السوق. ويمكن أن يؤثر ذلك على الروح المعنوية والتركيز. 

ومن جهة أخرى،ويسهل ارتكاب الأخطاء عندما يكون السوق خامل ولا يحوي ما يكفي من الزخم، ويصعب إيجاد فرص، كما يمكن أن تجعل من الصعب التعامل مع تحركات غير متوقعة وبالتالي ارتكاب أخطاء. وتذكر أنه لا يلزم بالضرورة إجراء صفقات يومياً، خاصة مع الحد الأدنى من حجم وحركة السعر. 

إذاً، هل تؤثر فعلاً أشهر السنة على الأسواق؟ 

ماذا عن العطلة الصيفية؟

لقد تبنى العديد من المتداولين لسنوات إستراتيجية “البيع في شهر مايو والابتعاد لبعض الوقت”، معتقدين أن أشهر الصيف عادة ما تكون هادئة لكل من سوق الفوركس، وسوق الأسهم. وهو ما يعني عادةً أنه من شهر يونيو وحتى أغسطس تمثل فترة للراحة وتجديد النشاط والعودة للتداول بتركيز أكبر. وهذا ينطبق أكثر على بلدان نصف الكرة الشمالي لأن غالبية تدفقات النقد الأجنبي تأتي من مدن مثل لندن ونيويورك. 

وحتى الحكومات تأخذ إجازة صيفية. وعطلة برلمان المملكة المتحدة مدتها ستة أسابيع، وعادة ما تبدأ من نهاية شهر يوليو. 

وفي كل عام تكون عطلة الكونغرس الأمريكي ومجلسي النواب والشيوخ في شهر أغسطس. وكان هذا تقليداً يرجع إلى عام ١٧٩١ حيث لم يكن أعضاء الكونجرس سياسيين متفرغين لدوام كامل. 

وماذا عن اقتراب نهاية العام؟

 أشهر الشتاء قد تبدو مختلفة إلى حد كبير. إذ إن فترة عيد الميلاد عادة ما تشهد نشاطاً مكثفاً في الأسواق بسبب التحركات الأخيرة والارتفاعات التي قد تحدث في نهاية العام. 

وأظهرت نهاية ديسمبر عادة، أنها فرصة مناسبة للمستثمرين لشراء أسهم بعينها بهدف الاستفادة من ارتفاع محتمل مع بداية العام الجديد. وهناك ميزة إضافية أيضاً، حيث يبدأ العديد من المستثمرين في بيع الأسهم في نهاية العام، خاصة تلك التي انخفضت قيمتها. ولذلك، فإن أيام التداول الأخيرة من العام يمكن أن تقدم بعض الصفقات الجيدة أو أسهم بأسعار منخفضة. 

هل يؤثر الموسم على نفسية المتداولين؟

يعتبر الصيف من أصعب فترات التداول، إلى جانب الفترة التي تسبق عطلة الشتاء. ففي هذا الوقت، يقوم العديد من المتداولين بالابتعاد عن السوق لأخذ قسط من الراحة. وهذا يؤدي إلى انخفاض السيولة مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع التقلبات. وبالتالي يصعب التنبؤ بسلوك حركة السعر. 

و من الأهمية مراقبة حجم التداول لتحديد ما إذا كانت هناك تقلبات منخفضة أو مرتفعة في الأسواق، وهو عامل يمكن أن يؤثر على استراتيجيات التداول واتخاذ القرارات في ظل تلك الظروف. فبدلا من تحرك ضمن نطاق ٦٠-٨٠ نقطة، تميل الأسواق إلى التحرك ضمن نطاق١٠-٢٠ نقطة أو ما يعادلها من النقاط للأسهم والمؤشرات وما إلى ذلك. 

أما فيما يتعلق بالتقارير الإخبارية، فعادة ما تكون أقل إثارة لأن تحركات السوق تعتمد على التوقعات أو التكهنات بدلا من الأحداث الفعلية التي تحدث في تلك الفترة. 

ولكن هذه هي الكيفية التي تعمل بها النظرية، فهل تتغير تقلبات الأسواق وسيولتها حقا في فصل الصيف؟ ما هو تأثير العوامل الموسمية على أداء الأدوات المالية؟ هل هناك أنماط موسمية دورية في أدوات الأسواق المختلفة؟ 

هل ينبغي للعامل الموسمي أن يغير نهجك في التداول؟

تصف معظم المصادر على الإنترنت الصيف ودورة العام الجديد بأنهما الفترة التجارية الأكثر صعوبة في التنبؤ. 

وبصرف النظر عن النهج الموسمي، فإن صغار المضاربين وبعض كبار المتداولين الذين لم تعرف خططهم لا يزالون في السوق. وقد يكون هذا أحد الأسباب التي تؤدي إلى اندفاعات غير متوقعة باستمرار لمستويات المقاومة والدعم. 

والتحليل الموسمي يمكننا من رؤية أنماط نسبية للارتفاع أو الانخفاض. 

ويمكننا بوضوح مراقبة الطبيعة الدورية التي تتكرر على مدى فترات زمنية محددة، مثل فصل معين من السنة، وكذلك مراقبة التواتر النفسي في السوق. وفي حين يستخدم التحليل الفني لتحليل الأسعار وتحديد مستويات الدعم والمقاومة النفسية في السوق، فإن التحليل الإحصائي سيساعد على تحديد أنماط السوق. 

ما هي الأسواق التي يمكن أن تتأثر؟

يشهد الطلب على النفط والغاز الطبيعي زيادة خلال أشهر الشتاء بسبب زيادة الطلب على الطاقة. وبالتالي، تخلق فترات الصيف طلباً أكبر على الكهرباء، حيث يشهد زيادة حادة في استخدام مكيفات الهواء. 

فالطاقات فريدة من نوعها، وبالإضافة إلى العوامل الجيوسياسية والمضاربة، تتأثر أسعارها إلى حد كبير بالطلب المباشر من قطاعات مثل صناعة النقل والطيران. 

وتعتبر تقلبات أسعار النفط والغاز الطبيعي خلال فصل الشتاء ناتجة جزئياً عن حقيقة أن مصادر الطاقة هذه يتم استخراجها إلى حد كبير في أشهر الربيع والصيف، ويتم تخزينها للاستخدام خلال فصلي الخريف والشتاء. 

هل النفط والغاز الأكثر تقلباً؟

نظراً لأن الذهب يتم تعدينه على مدار السنة، يظل الإمداد نسبياً مستقراً. ومع ذلك، وبخلاف العوامل الجيوسياسية الأخيرة المتعلقة بجائحة كوفيد، شهدت السنوات السابقة قفزات تقليدية لسعر الذهب مع اقتراب نهاية العام. 

كما أن أشهر الخريف تتزامن مع موسم الزفاف في الهند، مما يؤثر بشكل كبير على الذهب حيث يزداد شراءه. 

ثم يأتي موسم الأعياد في الغرب، حيث يرتفع الطلب على المصوغات الذهبية لتقديمها كهدايا. 

ويتبع ذلك رأس السنة الصينية الجديدة في فبراير مما يؤدى عادة إلى زيادة الطلب عليه. لذلك من المهم مراقبة ذلك لأن سوق المعادن حيث يمكن أن يكون متقلبًا بشدة. 

ماذا عن الأسهم؟

تميل الأسهم كل عام إلى تكرار الاتجاهات الموسمية. ويكون من الواضح أكثر أن بعض الشركات الفردية مثل الشركات الزراعية الكبيرة تتأثر، نظراً للقدرة على إنتاج المزيد من المخزون في أشهر الصيف. 

في حين قطاعات مثل تجار التجزئة أو شركات التكنولوجيا لا تظهر أنماط موسمية لأن الطلب عادة ما يكون مرتبطاً بأحداث مثل إعلان الأخبار أو الكشف عن أحدث المنتجات.  

لذلك، من الأهمية عند تداول أسهم الشركات الفردية، يتعين دراسة وتقييم هذه الخصائص الفريدة وأثرها على أداء الشركة، وهو أمر يتيح للمتداول اتخاذ قرارات تداول مستنيرة ومستندة إلى فهم أعمق للشركة المعنية. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن نهاية الربع عادة ما تكون فترة مهمة، حيث يمكن لموسم الأرباح، والتقارير السنوية، وتوزيع الشركات الأرباح على المساهمين، أن تسبب عمليات بيع في السوق. 

هل يبقى الفوركس على حاله؟

تفاعل سعر صرف العملات الأجنبية مع العامل الموسمي بشكل أقل من معظم الأسواق الأخرى. ففي حالة السلع على سبيل المثال، هناك على الأقل تأثير جزئي للنمو في الاستهلاك. بيد أن تداول العملة من حيث مستوى التقلب بسبب التطورات الأساسية الجارية هو في الأساس نفسه في أي وقت من السنة. 

وتضخيم التأثير المحتمل الذي يمكن أن يكون لتقلبات السوق المرتبطة بالعوامل الفصلية على أزواج العملات غير مبرر. وعلى الرغم من أن هناك احتمالاً لتغيرات في الأسعار خلال العطلات الوطنية، إلا أنه لا يوجد نمط يمكن تحديده بشكل واضح. ولا يوجد أي نمط قوي أو اتجاه واضح للتقلبات في أسواق العملات خلال فصل الصيف أو الشتاء. لذلك، من الأفضل للمستثمرين أن يعتمدوا على العوامل الأساسية الأكثر أهمية عند اتخاذ قرارات الاستثمار مثل الأخبار الاقتصادية، وسياسات البنوك المركزية، واداء الاقتصاد المحلي، وعوامل أخرى ذات تأثير كبير على الأسواق المالية. 

وعلى عكس السلع والأسهم، تستند قيم العملات إلى سياسات البنوك المركزية والاداء الاقتصادي المحلي. 

وبشكل عام، تأثير العوامل الموسمية على الأسواق المالية يعتمد بشكل كبير على نوع الأصل أو الأداة التي يتداولها المتداول. والدراسات قد أشارت إلى إنه خلال فترات العطلات، يمكن أن يختلف حجم التداول، حيث قد يرتفع مستوى الاهتمام في بداية فترة العطلة نتيجة لتغيرات في حجم التداول، وبعد ذلك يمكن أن يتراجع مع اقتراب نهاية العطلة. 

لذلك، فإن قرار أخذ استراحة من التداول يعتمد في الغالب على رؤية المتداول نفسه. وعلى الرغم من وجود العوامل الموسمية التي قد تؤثر على الأسواق المالية، يجب على المتداول ألا يتردد في التداول إذا رأى فرصة جيدة. ففي بعض الأحيان، يمكن أن يكون الوقت الأمثل للدخول في السوق هو عندما تكون التقلبات أقل، حيث يمكن للمتداولين الاستفادة من الفرص بشكل أكبر وتقليل المخاطر المحتملة. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

تداول بأمان مع حماية من الرصيد السالب. افتح حسابك وابدأ الآن!

Leave A Reply

Your email address will not be published.