شهد الدولار الأمريكي تراجعاً على مدار تداولات الأسبوع الجاري، فقد هبط مؤشر الدولار بنسبة 2% من أعلى مستوياته الأسبوع الماضي، إثر تزايد التوقعات التي تشير إلى أن علامات الضعف التي بدأت في الظهور على الاقتصاد الأمريكي قد تدفع الفيدرالي إلى إعادة التفكير في وتيرة التشديد النقدي السريعة والتي قد تتسبب في انزلاق الاقتصاد الأمريكي في ركود قوي.
الجدير بالملاحظة، أن البيانات الصادرة بالأمس أظهرت تراجع عدد الوظائف الشاغرة بمقدار 1.1 مليون وظيفة خلال شهر أغسطس الماضي وهو أقوى تراجع لها منذ أبريل 2020 وأدنى قراءة منذ يونيو 2021، مما قد ينعكس على رؤية الفيدرالي الأمريكي في قدرته على السيطرة على النمو المفرط للاقتصاد والتضخم.
من ناحية أخرى، يظهر تراجع العائدات على السندات الأمريكية بشكل قوي تقلص المراهنات من قبل المتداولين على استمرار الفيدرالي برفع الفائدة بشكل سريع، وأن يتوقف الفيدرالي عن رفع الفائدة بحلول مارس 2023، فقد تراجع العائد على السندات الآجلة لعامين بشكل طفيف دون النسبة 4% لأول مرة منذ 21 سبتمبر.
الأمر الذي أدى إلى تراجع الدولار الأمريكي أمام أغلب العملات ولا سيما اليورو الذي واصل ارتفاعه إلى مستوى التكافؤ خاصة مع ارتفاع العائد على السندات الألمانية قصيرة الأجل بمقدار 16 نقطة إلى 1.46%.
الأسواق تترقب بيانات سوق العمل
قد يغير الدولار الأمريكي من اتجاهه الحالي بعد صدور بيانات سوق العمل يوم الجمعة 7 أكتوبر، ولكن هناك بعض البيانات التي قد تقلل من تفاؤل الأسواق وهي ضعف مكون التوظيف بالقطاع التصنيعي، فقد تراجع بمقدار -5.5 ليصل إلى 48.7 في نطاق الانكماش.
كما تراجع عدد الوظائف الشاغرة خلال الشهر الماضي بمقدار 1.1 مليون وظيفة بأقوى وتيرة هبوط منذ أبريل 2020.
من ناحية أخرى، يدعم تراجع متوسط الـ 4 أسابيع خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى له منذ مايو عند 207 ألف النظرة الإيجابية لسوق العمل.
في حال جاءت بيانات سوق العمل على نحو سلبي فقد نشهد استمرار ارتفاع المؤشرات الأمريكية واستمرار تراجع مؤشر الدولار، أما في حال جاءت البيانات على نحو إيجابي وأضاف القطاع غير الزراعي أكثر من 250 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي فقد نشهد انعكاس الاتجاهات الحالية ليبدأ ارتفاع الدولار من جديد ومعادة هبوط المؤشرات الأمريكية.
توقعات اليورو/ دولار
يواجه الزوج مقاومة قوية عند مستوى التكافؤ (1.000) وفي حال جاءت البيانات على نحو سلبي، فقد يختبر الزوج المستوى 1.0050 وفي حال اختراق هذا المستوى فقد يواصل الزوج ارتفاعه إلى المستوى 1.0197 وهو أعلى مستوى له يوم 12 سبتمبر الماضي ويليه نطاق المقاومة الأهم والأبرز عند 1.0350/1.0360.
على الجانب الهابط، في حال جاءت البيانات على نحو إيجابي فمن المتوقع أن يرتد الزوج هبوطاً إلى المستوى 0.9850 وفي حال كسره إلى المستوى 0.9650 خاصة في حال استقرار التداولات أسفل مستوى التكافؤ بعد البيانات.
تداول زوج اليورو-دولار بفروقات سعرية تصل إلى صفر! |
