مكتبة التداول

هل يعتبر مستوى أسعار خام غرب تكساس الوسيط الحالي طبيعي؟

0

بقيت أسعار النفط الخام مستقرة إلى حد كبير لمعظم النصف الأخير من العام الماضي، حيث كان خام غرب تكساس الوسيط يتداول بما يزيد قليلاً عن ٤٠ دولاراً للبرميل. ويمكن أن يكون هذا قد جعل بعض المتداولون معتادون على نطاق سعري ثابت نسبياً للخام. ولكن إذا كان هناك شيء واحد صحيح بشأن الأسواق، فهو أن لا شيء يدوم إلى الأبد.

ففي الآونة الأخيرة، كانت أسعار النفط الخام تتحرك نحو الأعلى والآن تفتح باب التساؤل حول ما إذا كانت هذه الارتفاعات مجرد فقاعة نوعاً ما، أو يمكننا أن نشهد بعض الثبات في الاتجاه.

أحد الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار هو الرجوع من الوضع الطبيعي من الوباء. وقبل اضطرابات السوق مع الإعلان عن اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا في منتصف يناير، كان خام غرب تكساس الوسيط يتداول بين مستوى ٥٥ – ٦٠ دولاراً للبرميل.

وتظهر آخر الأسعار أننا عدنا إلى أدنى هذا النطاق. فهل عاد النفط الخام إلى مستواه الذي كان عليه قبل انتشار الوباء؟

افتح حسابك مع أوربكس الآن واختبر استراتيجيتك حول أسعار النفط!

الأمر دائماً أكثر تعقيداً

يعد التوقيت مهماً عندما نحاول معرفة إلى أين يسير الاتجاه (أو في الواقع، ما إذا كان اتجاهاً أصلاً). لقد بدأت أسعار النفط الخام في الارتفاع في نهاية شهر نوفمبر من العام الماضي. وكان ذلك عندما أعلنت شركة “فايزر” لأول مرة عن امتلاكها لقاحاً فعالاً ضد فيروس كورونا. ومنذ ذلك الحين، كان لدينا المزيد من اللقاحات التي تمت الموافقة عليها، وارتفع النفط الخام.

ومن المنطقي الاعتقاد بأن أسعار النفط الخام كانت ترتفع تحسباً لارتفاع الطلب بمجرد استئناف السفر. ولكن، من بين العوامل الأخرى التي يتعين علينا أن ننظر فيها أنه في غضون ذلك الوقت، أصبح من الواضح تماماً أن “جو بايدن” سيكون الرئيس الجديد للولايات المتحدة. وهذا يشير إلى تحول في الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

هل نحن بصدد اتفاق نووي جديد؟

أدى الانخفاض غير المسبوق في أسعار خام غرب تكساس الوسيط في أبريل من العام الماضي إلى نزاع بين كل من روسيا والمملكة العربية السعودية، حيث تتمتع الأخيرة بتنسيق أقوى بكثير مع الولايات المتحدة.

ومع ذلك، تراجعت إدارة بايدن الجديدة عن التعاون مع السعوديين. ومع عودة السياسة الخارجية للولايات المتحدة إلى سياسة إدارة أوباما، قد يؤدي الوضع الجيوسياسي إلى العودة إلى ضغوط مماثلة للخام والتي أبقت السعر منخفضاً.

ويتعين علينا أن نتذكر أنه بعد توقيع الولايات المتحدة على اتفاق نووي مع إيران، انخفض سعر النفط الخام مع جلب تلك الدولة مزيداً من الإمدادات إلى السوق. ومع تقليص الولايات المتحدة لإنتاج النفط في ظل الإدارة الجديدة، واحتمال عودة الصفقة مع إيران، فمن المرجح أن يكون للشرق الأوسط دور أكبر في إنتاج النفط الخام في العامين المقبلين.

هل يعتبر هذا اتجاه إذن؟

ويظهر متتبعي التنقل أننا ما زلنا أقل بنحو ٢٠٪ تقريباً من نسبة السفر بالمركبات قبل انتشار الوباء، والذي يمثل الجزء الأكبر من الاستهلاك للخام. وخلال الأشهر القليلة المقبلة، من المرجح أن يزداد الطلب على النفط الخام في ذلك الإجراء. وقد ينطوي ذلك على ارتفاع الأسعار مع محاولة المستثمرين الشراء قبل الطلب المتوقع.

وقد أوقفت عمليات الاستكشاف خلال العام الماضي، بينما خفض العديد من الموردين الصادرات للحفاظ على سعر النفط الخام أعلى من تكلفة الإنتاج، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية. ومن غير المتوقع أن يعود السفر جواً إلى مستويات ما قبل الجائحة حتى عام ٢٠٢٢، حيث توقف العديد من شركات الطيران التحوط بشأن الوقود في الوقت الحالي للحفاظ على السيولة النقدية. وهذا يعني أنهم قد يكونون في ورطة خطيرة في العام القادم إذا استمرت الأسعار الخام في الارتفاع.

وخلاصة القول، إن أسعار النفط من المرجح أن ترتفع الآن تحسباً لتجاوز الطلب للعرض في المستقبل القريب. ومع ذلك، إذا حدث تأخير في اللقاحات، أو تم جلب المزيد من الإمدادات إلى السوق لأسباب جيوسياسية، فقد يتعرض السعر لانخفاض غير متوقع.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

Leave A Reply

Your email address will not be published.