مكتبة التداول

بريق الذهب الأسود أمام مصير اجتماع أوبك!

0

سيعقد اجتماع “أوبك” وبعض الدول الحلفاء الآخرين، على رأسهم روسيا، بعد ظهر الخميس، في حين سيتبع اجتماع مجموعة العشرين لوزراء الطاقة بعد ذلك بيوم.

حيث إذا لم يكن بالإمكان التوصل إلى صفقة أو إذا فشلت في وقف هبوط أسعار النفط، فقد تصبح الأمور كارثية لبعض اقتصادات الدول المنتجة وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

ووضحنا تلك الأحداث المرتقبة في اجتماع “أوبك” غداً في مقالتنا السابقة “سباق نحو استقرار أسعار النفط، والمسثمرون يقيمون الهدنة!“.

ارتفعت عقود النفط الخام 4٪ خلال جلسات اليوم بعد انخفاض بنسبة 17٪ خلال الجلستين السابقتين. وبينما يستقر سعر نفط برنت عند مكاسب طفيفة لتداول قرب سعر 32 دولاراً للبرميل.

وتعكف المملكة العربية السعودية وروسيا على صياغة اتفاقية، حيث قال أحد المندوبين إنها ستخفض الإنتاج العالمي بنحو 10 ملايين برميل في اليوم.

قد يكون تخفيض 10 ملايين برميل يومياً دعماً كبيراً لتعزيز أسعار النفط. ولكن بدون مشاركة الولايات المتحدة قد لا يكون لدى المنتجين الآخرين حوافز قوية لخفض الإنتاج بهذه الدرجة.

يقترب أكبر منتجي النفط في العالم من التوصل إلى اتفاق عالمي غير مسبوق لإنقاذ صناعة الطاقة من الانهيار بعد أن قالت الولايات المتحدة إن الإنتاج سينخفض ​​بشكل كبير.

الولايات المتحدة تعزز الأسعار مؤقتاً!

ارتفعت أسعار النفط مؤقتاً بجلسات اليوم بعد أن قالت إدارة معلومات الطاقة إنها تتوقع انخفاض الإنتاج الأمريكي في العام المقبل من التقدير السابق عند 13 مليون برميل.

قال مسؤول في وزارة الطاقة الأمريكية إن التوقعات تظهر أن هناك بالفعل تخفيضات متوقعة تبلغ مليوني برميل يومياً دون أي تدخل من الحكومة الفيدرالية.

خفضت الولايات المتحدة توقعات إنتاج النفط لعام 2020 بأكثر من مليون برميل في اليوم حيث يهدد انهيار أسعار الخام وتراجع الطلب بإغلاق الإنتاج في أكبر الحقول في البلاد.

من المتوقع أن يبلغ متوسط الإنتاج 11.76 مليون برميل في اليوم حتى ديسمبر، وأكثر بقليل من 11 مليون برميل في اليوم في 2020.

كما خفضت وكالة معلومات الطاقة توقعاتها العالمية من إمدادات النفط لعام 2020 بمقدار 2.7 مليون برميل في اليوم، وأبلغت عن فائض في الإمدادات يلوح في الأفق يبلغ 11.4 مليون برميل في الربع الثاني.

هل تساعد الولايات المتحدة في نجاح قمة “أوبك”؟

تعتمد الصفقة على شكل من أشكال التعاون مع الولايات المتحدة بحسب المندوبين المشاركين في المحادثات.

قد تكون توقعات انخفاض الإنتاج التي توقعتها الحكومة الأمريكية يوم الثلاثاء كافية لإرضاء السعودية وروسيا.

قال “ترامب” في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” مساء الثلاثاء في الولايات المتحدة إنه تحدث إلى القادة الروس والسعوديين بشأن المفاوضات وإنها قد تنجح.

لكن ذكرنا بالسابق ان أسعار النفط حرب شرسة على مر التاريخ ووضحنا هذا في مقالتنا تلك “حرب النفط تاريخية، والأزمة كبرى!“، وهي حالياً تمر بأسوئها في ظل أزمة اقتصادية عالمية بسبب فيروس كورونا.

ففي أكثر من ثلاثة عقود أعلن الرؤساء الأمريكيون الوقود الرخيص كحق منحه الله تقريباً لسائقي السيارات وأصحاب المنازل الأمريكيين، مما شكل السياسة الخارجية للبلاد سعياً وراء الأسعار المنخفضة.

كرئيس أمريكي حالي، لم يدعم “ترامب” النفط الرخيص فقط فقد كان أكبر مؤيد له، وكثيراً ما يهاجم “أوبك” ويحتفل بتسليم الطفرة الصخرية كهيمنة على مصادر الطاقة.

أيضاً احتفل منذ فترة طويلة بأسعار البنزين المنخفضة كتخفيض ضريبي على المستهلكين الأمريكيين.

الآن، تسببت حرب الأسعار السعودية الروسية والوباء القاتل لفيروس كورونا في انخفاض الأسعار بشكل حاد.

مما وضع “ترامب” في موقف حرج من التسول لتلك الدول نفسها لإيقاف الصنابير على الرغم من أن البنزين بالتجزئة سيصبح أكثر تكلفة أيضاً.

وقال مسؤولون في إدارة “ترامب” إنهم على استعداد لدعم “أوبك” وحلفائها الذين يوافقون على تقييد الإنتاج لرفع أسعار النفط.

بينما في الوقت الحالي لم يصرّح “ترامب” ما إذا كان سيحاول كبح جماح الإنتاج الأمريكي أو تقييد صادرات النفط الخام.

لكنه هدد بفرض تعريفات على الخام الأجنبي لحماية عمال الطاقة وشركات النفط المحلية إذا لم يوافق السعوديون والروس على تخفيضات الإنتاج.

لكن وضحنا سابقاً إنه حتى مع مطالبة الولايات المتحدة بلقب أكبر منتج للنفط في العالم وتعنت روسيا ضد “أوبك” بتمديد الاتفاق.

ما زالوا تحت رحمة السعوديين الذين يتمتعون بميزة جيولوجية على أمريكا والدول الأخرى، ويمكنهم استخراج النفط الخام بأسعار أقل بكثير.

حيث حذر بنك الاحتياطي الفيدرالي في مدينة “كانساس سيتي” يوم الثلاثاء من أن استخراج النفط الذي جعل أمريكا مهيمنة على الطاقة أصبح مكلفاً للغاية.

لأن استخراج النفط بالأسعار الحالية قد يجعل 40٪ تقريباً من المنتجين الأمريكيين يواجهون إفلاساً في غضون عام إذا ظلت الأسعار قريبة من 30 دولاراً للبرميل.

على الصعيد الفني

ما زال يتداول العقد الآجل للنفط الخام أعلى مستوى 20 دولاراً للبرميل، وهو ما يعني فرص الارتداد لمستويات 31 ثم 36 دولاراً للبرميل في حالة نجاح اجتماع “أوبك” وحلفائها والوصول لاتفاق.

بينما في حالة فشل اجتماع “أوبك” وحلفائها قد نشهد المزيد من الخسائر ليعود النفط الخام ليتداول ما دون مستوى 20 دولار للبرميل.

بهذا قد يهبط ليتداول النفط الخام ضمن مناطق 18 دولار للبرميل، وباختراقها سيختبر مناطق 16 دولاراً للبرميل.

Leave A Reply

Your email address will not be published.