مكتبة التداول

الليرة التركية مازالت الأضعف بين عملات الأسواق الناشئة

0

شهدت عملات الأسواق الناشئة بداية رائعة لهذا العام، وأجبر التباطؤ في الاقتصاد العالمي البنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة على وقف السياسة التشديدية مؤقتاً على سرعة رفع معدلات الفائدة.

ويتطلع بعض المستثمرين إلى الأسواق الناشئة لزيادة أرباحهم بعد خطوة الفيدرالي الأمريكي، وتجعل أسعار الفائدة المنخفضة في الولايات المتحدة عملات الأسواق الناشئة الأكثر مخاطرة وأكثر جاذبية من حيث السعر.

لقد كان التعافي في عملات الأسواق الناشئة واضحاً فقد تراجع الدولار بنسبة 1.9٪ مقابل البيزو المكسيكي، و4.2٪ مقابل الراند الجنوب أفريقي و5.9٪ مقابل الروبل الروسي. بينما لم تكتسب الليرة التركية سوى البسيط بنسبة 0.3٪ مقابل الدولار منذ بداية العام، وهذا على الرغم من الدعم من ارتفاع أسعار الفائدة وتحسن ميزان المدفوعات بشكل سريع ومشجع.

مؤشر MSCI
مؤشر MSCI لعملات الأسواق الناشئة يشهد أفضل أداء بداية العام محققاً أفضل مستوى منذ يونيو 2018

بالنسبة للمستثمرين الأجانب على الأقل تتحسن المشاعر اتجاه تركيا، وهذا بعد أن تمكنت وزارة المالية من بيع السندات بالدولار واليورو دون مشاكل في يناير. أيضاً إذا تمكنت الحكومة من إقناع شعبها بعدم تكرار بعض أخطاء العام الماضي فيجب أن يستمر انتعاش الليرة.

ولحدوث ذلك الانتعاش يطالب الاقتصاديون الحكومة باتخاذ إجراءات تشمل التعامل مع ديون العملات الأجنبية للشركات المتعثرة وزيادة رأس مال البنوك إذا لزم الأمر. كما يجب أن تكون الإصلاحات الديمقراطية على جدول الأعمال كما يرى الكثيرون.

مزايدات الدولار
مزايدات الدولار في المزاد اليومي للبنك المركزي في مزاد العملات الأجنبية يقفز إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر عند 2.2 مليار دولار في فبراير

وارتفعت الليرة التركية من أدنى مستوى لها على الاطلاق عند 7.22 مقابل الدولار في أغسطس لتبلغ نحو 5.16، ولكن لا تزال العملة أضعف تقريباً مما كانت عليه في بداية العام الماضي.

أما على صعيد الأسهم، اقتربت الأسهم التركية من دخول السوق الصاعد حيث أنها تحقق واحدة من أكبر المكاسب بين أسواق الأسهم الرئيسية على مستوى العالم هذا العام، وارتفع مؤشر بورصة اسطنبول 100 بنسبة 20% تقريباً من أدنى مستوى في أغسطس عندما أدت المخاوف المرتبطة بتخفيض قيمة الليرة إلى عمليات بيع في أسهم البلاد.

حيث انخفاض تقلبات العملة يدفع المستثمرون الأجانب من زيادة استثماراتهم على البنوك والاتصالات.

الأسهم التركية
الأسهم التركية تقترب من الدخول في نطاق (الثيران) مع تحقيق أفضل مكاسب منذ 8 أشهر

وشهدت العملات الآسيوية الناشئة ارتفاع بجلسات اليوم مع ارتفاع الأصول الخطرة بعد أن أشار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى المرونة في تمديد الموعد النهائي لرفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، وارتفع أيضاً مؤشر الأسهم الآسيوية الناشئة لليوم الثالث.

حيث وضحنا ما يخص تلك المحادثات في مقالتنا السابقة (الدولار يشهد أفضل أداء منذ 2016 ليعوض خسائره منذ بداية العام)، وقال “ترامب” إنه منفتح لتوسيع مهلة التعريفة الجمركية في 1 مارس إذا ما اقترب الجانبان من الاتفاق، مما أدى إلى إرسال إشارة تصالحية وسط محادثات لحل الصراع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.

التحديات القائمة!

شهد معدل التضخم ممثل في أسعار المستهلكين ارتفاع عند 20.35٪ في يناير، وعطل ارتفاع أسعار المواد الغذائية اتجاه انخفاض التضخم في الشهرين الماضيين. حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 31٪ على أساس سنوي من 25.1٪ في ديسمبر، وسوء الأحوال الجوية كان السبب وراء التسارع في هذه الفئة.

التضخم
التضخم بأسعار المواد الغذائية عند أعلى مستوى منذ عام 2004

مما تجعل تلك البيانات فرص أي تغيير في سعر الفائدة في اجتماع البنك المركزي في 6 مارس ضعيفاً للغاية وتبقى أبريل أو يونيو هي التواريخ الأكثر ترجيحاً لخفض الفائدة، ويكون الاختبار الحقيقي عندما ينخفض ​​التضخم بشكل ملحوظ على الأرجح في أواخر الربع الثاني.

معدلات التضخم
معدلات التضخم تأتي أعلى من التوقعات في يناير وذلك بسبب ارتفاع المواد الغذائية

وسيتلقى البنك المركزي قراءة تضخمية أخرى قبل ذلك الاجتماع ومن غير المرجح أن يخاطر بزعزعة استقرار الليرة بمعدل مفاجئ، وأيضاً قبل الانتخابات المحلية المرتقبة في 31 مارس.

ويرى الاقتصاديون أنه لن يبدأ التسهيل حتى الربع الثاني حيث من المتوقع أن ينتهي سعر الفائدة هذا العام بنسبة 20٪، ولقد استعاد البنك المركزي بعض المصداقية لكنه ما زال هشاً حيث يستغرق الأمر عدة أشهر لطمأنة الأسواق.

مع ذلك، إذا كانت توقعات السوق متعارضة مع وجهة النظر الرسمية قد يكون من الصعب على البنك المركزي أن يشير إلى خفض سعر الفائدة دون أن يقوض استقرار الليرة، وهو عامل حاسم للحفاظ على التضخم على المسار الهابط.

إلا أنه من الواضح أنه لا تزال هناك مخاطر في المستقبل مع إعلان الحكومة الأسبوع الماضي أنها تنظر في إمكانية تأميم بنك “Isbank” أكبر بنك مدرج في البلاد مما يرسل إشارات مثيرة للقلق.

أيضاً من الناحية الجيوسياسية مع الانسحاب المخطط للقوات الأمريكية من شمال سوريا، يصبح هناك مجالاً لحوادث مختلفة بشأن الأكراد السوريين الذين يشتبه في مساعدتهم المتمردين الأكراد في تركيا، والذي قد يجدد الخلاف من جديد بين الإدارة الأمريكية والتركية. كما يواجه الحزب الحاكم الانتخابات المحلية في جميع أنحاء البلاد في نهاية مارس.

النظرة الفنية

على صعيد المستويات الفنية للدولار مقابل الليرة التركية فعلى المدى القصير مع حفاظ السعر على تداولاته ما دون 5.2690 يقترب الزوج من اختبار مستوى الدعم الأول عند 5.2330، وإذا نجح بالتداول ما دون هذا المستوى قد يستهدف مستوى الدعم الثاني عند 5.2132 قاع 7 فبراير.

حيث باختراق مستوى الدعم هذا قد يعزز من قيمة الليرة لاستهداف أقل مستوى في 2019 عند 5.1621 قاع 31 يناير.

بينما أي ارتداد للزوج أعلى مستوى 5.2690 قد يعزز من من السعر لاستهداف مستوى 5.3140 متوسط متحرك 55 يوم، وبتجاوزه يستهدف مستوى المقاومة عند 5.3520 متوسط متحرك 200 يوم.

Leave A Reply

Your email address will not be published.