مكتبة التداول

البنك الفدرالي مستمر بسياسته التشديدية متجاهلاً إنتقادات ترامب.

0

 

في أعقاب صدور محضر إجتماع اللجنة الفيدرالية الأخير قبل إجتماع ديسمبر تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بعض الشئ في حين أن نتائج الأرباح القوية قد أدت إلى إرتداد في وقت سابق كما وضحنا في مقالتنا السابقة (مؤشرات الأسهم الأمريكية تتنفس الصعداء) قبل أن يتلاشى هذا الزخم يوم أمس الأربعاء في جلسة الولايات المتحدة بعد صدور المحضر.

كما تراجعت الأسهم في آسيا بعد أن قفزت عوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات, وعوض الدولار أغلب خسارئر التي شهدها بالأسبوع الماضي بعد إنتقادات الرئيس ترامب لسياسة البنك الفدرالي في حين وصلت العملة الصينية لأضعف مستوياتها منذ بداية العام الماضي.

  • الدولار الأمريكي يعوض أغلب خسائره هذا الأسبوع بعد ترجعات الأسبوع الماضي في ظل إنتقاد ترامب للفدرالي

 

محضر إجتماع البنك الفدرالي

صدر محضر إجتماع اللجنة الفدرالية بالسوق المفتوحة, والذي أظهر أن البنك الفدرالي سيستمر نحو المزيد من الزيادات التدريجية في النطاق المستهدف لمعدلات الفائدة على الرغم من إنتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

أستمر تطور مخطط النقاط مع أربعة إرتفاعات في سعر الفائدة هذا العام, وذلك بعد أن فضل سبعة مشاركين أقل من أربعة زيادات في يونيو. أما أربعة فقط في سبتمبر كانوا يعارضون رفع ديسمبر, وواحد منهم فقط من المرجح أن يكون ناخباً.

  • مخطط النقاط لمستويات الفائدة المستهدفة من قبل تصويت أعضاء البنك الفدرالي في سبتمبر

حيث يرى أعضاء البنك الفدرالي أن هذا سيكون ضرورياً لتحقيق توسع إقتصادي مطرد كما أظهر محضر إجتماع اللجنة الفيدرالية, وقال بعض المسؤولين في البنك الإحتياطي الفدرالي إن السياسة يجب أن تصبح مقيدة بشكل متواضع لبعض الوقت. كما رأى آخرون أنه سيكون من الضروري رفع أسعار الفائدة بشكل مؤقت فوق مستوى التطبيع لمنع التضخم من تجاوز الهدف المحدد بنسبة 2٪.

 

ماذا نفسر في بعض التغييرات في بيان سبتمبر؟

وافقت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بالإجماع على رفع أسعار الفائدة بما يتماشى مع التوقعات, وبالتالي تمديد فترة خالية من المعارضة للرئيس جيرمان باول كرئيس جديد للبنك الفدرالي.

أيضاً لا ينبغي أن تفسر إزالة اللغة في البيان الذي يصف موقف السياسة النقدية بأنها “ملائمة” على أنها إشارة حمائية. مع ذلك, يرى بعض الإقتصاديين إنها خطوة بارعة لتجنب الصراع في الإجتماعات المستقبلية حيث أن أسعار الفائدة تتعمق أكثر في المنطقة التي تعتبر محايدة.

حيث المستوى الحالي لمعدل الفائدة أقل بكثير من معظم التقديرات للمدى المحايد على المدى الطويل, ولذلك في حين إختفى “التكيف” من البيان. فإن الغالبية العظمى من صانعي السياسة سوف يتفقون على أن موقف الإحتياطي الفدرالي لا يزال كذلك حتى بعد رفع الفائدة للمرة الرابعة في وقت لاحق من هذا العام.

 

ملخص التوقعات الإقتصادية بإجتماع سبتمبر

يرى أغلب صانعي السياسة بالبنك الفدرالي بشكل عام أن المزيد من الزيادات التدريجية في النطاق المستهدف لمعدل الفائدة سوف يكون على الأرجح متماشياً مع التوسع الإقتصادي المستدام, وظروف سوق العمل القوية والتضخم بالقرب من 2%.

أظهر ملخص التوقعات الإقتصادية المحدث تعديلات تصاعدية لتوقعات النمو ممثلة في إجمالي الناتج المحلي في 2018 عند 3.1٪ مقابل 2.8٪ بالإجتماع السابق وفي عام 2019 عند 2.5٪ مقابل 2.4٪ سابقاً. بينما أظهر أول توقع لعام 2021 عودة النمو إلى الإتجاه عند 1.8 ٪, ولا يزال صانعى السياسة يرون مستوى 1.8% على المدى الطويل.

  • البنك الفدرالي الأمريكي يرفع توقعاته للنمو في عام 2018 و 2019 بإجتماع سبتمبر

أما تشير تنبؤات التضخم إلى تجاوز الهدف المحدد بنسبة 2٪ في عام 2020 عند 2.1٪, وفي عام 2021 عند 2.1٪. مما يشير التجاوز المتواضع إلى أن صانعي السياسة يدعمون فكرة أن الهدف متماثل, ويوحي ذلك بأنهم سيكونون مرتاحين بمعدل تضخم أعلى من 2٪ طالما أنه من المتوقع أن يعود إلى الهدف على المدى الطويل.

فيما يخص معدل الفائدة إستمر تطور مخطط النقاط في التحول نحو أربعة إرتفاعات في سعر الفائدة في عام 2018. في حين أظهر أول توقع لعام 2021 عند نسبة 3.4% بإجتماع سبتمبر, وتم تغيير التوقع للمدى الطويل عند معدل 3% مقارنة بنسبة 2.9% في الإجتماع السابق في يونيو.

  • البنك الفدرالي يظهر توقعاته للفائدة بعام 2021 ويرفع توقعاته على المدى الطويل بإجتماع سبتمبر

 

ماذا نراقب بعد هذا الإجتماع؟

قد تفاعلت الأسواق مع البيان على أنه أكثر تشدداً مع إحتمال إرتفاع سعر الفائدة في ديسمبر قبل بدء المؤتمر الصحفي حيث تشير توقعات السوق نحو رفع الفائدة في ديسمبر بنسبة 77.5٪ مقابل 75.3٪ قبل محضر إجتماع الفردالي أمس الأربعاء.

وسيكون هناك بعض اللقائات لأعضاء البنك الفدرالي, وقد يناقشوا فيها تطورات الإقتصاد الكلي أو قضايا السياسة النقدية, وقد يلقي رئيس البنك الإحتياطي الفدرالي في نيويورك جون ويليامز خطاباً حول تخفيض الإحتياطي وأسواق المال والإطارات المستقبلية.

بشكل عام قد تعزز تلك الأراء الدولار ويزيد عوائد سندات الخزانة, ولكن تثير قلق أسواق الأسهم. بينما أمام البنك الفدرالي بعض التحديات وهى البيانات الإقتصادية الوارة بالربع الأخير بالإضافة الأحداث السياسة مع قرب الإنتخابات الفصلية في نوفمبر.

بالإضافة ما زالت هناك المزيد من الأحداث العالمية الهامة والحرب التجارية القائمة ما بين أكبر إقتصادين بالعالم. في هذه الأثناء في أحدث جولة بالحرب التجارية يعتزم الرئيس دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة من معاهدة بريدية تمنح الشركات الصينية أسعار شحن مخفضة للحزم الصغيرة المرسلة إلى المستهلكين الأمريكيين.

أما للمزيد بما يخص المستويات الفنية لمؤشر الدولار يمكنك الإطلاع عليها في مقالتنا السابقة بمدونة أوربكس (الدولار يتراجع والأسواق تترقب محضر إجتماع البنك الفدرالي غداً).

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.