مكتبة التداول

الروبل الروسي يهوي على أثر العقوبات الأمريكية الجديدة

0

تراجع الروبل الروسي بسبب العقوبات الأمريكية الجديدة. في غضون ذلك, حاول رئيس البنك المركزي الروسي ومسؤولون آخرون تهدئة مخاوف المستثمرين حيث إستهدفت العقوبات الأمريكية بعض الشركات الكبيرة في روسيا.

إنخفض الروبل إلى 63 مقابل الدولار الأمريكي حيث فقد نحو 4.5% في 10 أبريل, وهو ما يمثل أكبر إنخفاض منذ ديسمبر 2016. كما سجل الروبل إنخفاضاً قوياً مقابل اليورو بإنخفاض إلى 78 نقطة للمرة الأولى منذ أوائل عام 2016, والتي كانت فترة من الركود الإقتصادي بسبب إنخفاض أسعار النفط وتفاقمت بفعل العقوبات الأمريكية. حيث جاءت تلك الإنخفاضات في الروبل الروسي بعد يوم واحد من تسجيل العملة أكبر إنخفاض في يوم واحد في أكثر من ثلاث سنوات. كما تراجعت سوق الأوراق المالية الروسية بشكلاً حاد بعد إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات في وقت متأخر من يوم الأحد  وقبل بداية التداولات يوم الإثنين.

إعترف نائب رئيس الوزراء الروسي دفوركوفيتش بعدم اليقين في مجتمع المستثمرين في أعقاب جولة العقوبات الجديدة التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية في 6 أبريل. مع ذلك, فإن الأساس الآن هو تقليل عدم اليقين مع ضمان الأداء المستقر للشركات حيث يعمل مئات الآلاف من الناس. حيث صرح دفوركوفيتش في منتدى إقتصادي في موسكو الأسبوع الماضي إن لزم الأمر سنضمن الحفاظ على الأداء المستقر. وأضاف إن “أسعار الأسهم كانت شيء ثانوي” كما يبدو أن بيانه موجه للأفراد وكان ينظر إليه من قبل الكثيرين على أنه محاولة لإظهار أن الإدارة الروسية كانت أكثر إهتماماً برفاهية الفرد بدلًا من أسهم الشركة.

حيث أستهدفت العقوبات من الولايات المتحدة أفراداً معينين قد يساومون على كبار رجال الأعمال والشركات المتعددة الجنسيات والمسؤولين والشخصيات السياسية المختلفة التي إعتبرت قريبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كانت العقوبات جزءاً من محاولة لمعاقبة روسيا بسبب “نشاطها الخبيث في جميع أنحاء العالم” وفقاً لتصريح وزير خزانة الولايات المتحدة ستيفن منوشين.

قالت رئيسة البنك المركزي الروسي “ألفيرا نابيولينا” إن إستقرار القطاع المالي لم يكن في خطر في الوقت الراهن, وإن البنك المركزي لديه سلسلة من الأدوات لمعالجة المخاطر المرتبطة بالعقوبات. في السابق, خلال ذروة حرب القرم تعرضت روسيا للعقوبات الأمريكية حيث ضخ البنك المركزي الروسي السيولة في الأسواق في محاولة لإستقرار العملة لكنه تخلى فقط مع إستمرار المضاربين في بيع الروبل. صرحت أيضاً نابيولينا أن أحداث الجمعة [العقوبات الأمريكية] تتسبب بالتأكيد في تصحيح السوق الذي نشهده الآن, وكما هو معتاد في مثل هذه الحالات فإن السوق يصبح متقلباً خلال الأيام الأولى. فيما حذرت من أن البنك المركزي قد يحتاج إلى بعض الوقت من أجل تكييف القطاع المالي للإقتصاد مع الظروف الخارجية المتغيرة.

إلى جانب نائب رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي حاول وزير المالية الروسي أنتون سيلانوف تهدئة مخاوف المستثمرين بالقول إن الإدارة ستنفذ جميع الأدوات المطلوبة للتخفيف من مخاطر العقوبات الجديدة والأحداث الخارجية الأخرى.

تهدف العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة إلى تجميد أي أصول يملكها الأفراد المستهدفين في الولايات المتحدة. كما يمنع أيضاً المواطنين والشركات الأمريكية من القيام بأعمال تجارية مع الشركات التي تم إستهدافها. حيث إستهدفت العقوبات أيضاً بعض الأسماء البارزة التي شاركت في تدخل الإنتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016, ومن بين تلك الأسماء الكبيرة الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم العملاقة التي تسيطر عليها الدولة وأليكسي ميلر ورئيس الحرس الوطني والحارس الشخصي السابق لبوتين فيكتور زولوتوف ونيكولاي باتروشيف أمين مجلس أمن بوتين.

تأتي العقوبات بعد أقل من شهر من فوز بوتين بفترة رئاسية مدتها ست سنوات للمرة الرابعة بإنتصار ساحق مما أبرز هيمنته كأفضل شخصية روسية, وخلال حملته الإنتخابية تعهد بوتين بأنه سيحسن الظروف المعيشية ووعد بمواصلة نمو الإقتصاد بوتيرة 2٪ في عام 2018. حيث شهدت روسيا خروج من فترة ركود قصيرة إستمرت عامين مع نمو الإقتصاد بنسبة 1.5٪ العام الماضي.

Leave A Reply

Your email address will not be published.