أين أمضيت ليلتك السابقة؟! هكذا سُئِل مارك زوركربيرج

في شهادة تاريخية لرئيس تنفيذي لأحد أكبر الشركات الأمريكية والعملاقة في شبكات التواصل الإجتماعي مثل “مارك زوكربيرج” مؤسس موقع فيسبوك أمام المشرعين الأمريكيين, وأمام لجنة الطاقة والتجارة في مجلس الشيوخ التي تقدر بنصف الأعضاء ليقدم إعتذاره عن الطريقة التي تعاملت بها شركته مع الغضب المتزايد بشأن الخصوصية على الإنترنت وتوعد بإجراء تغيير، وشرح سياسات عملاق وسائل التواصل الإجتماعي. حيث جاءت رحلة زوكربيرج إلى واشنطن بعد أسابيع من التقارير المدمرة حول ممارسات بيانات الشبكة الاجتماعية. فيما أعترف مارك زوكربيرج رجل الأعمال البالغ من العمر 33 عاماً الذي أنشأ أكبر شبكة إجتماعية في العالم بأن الشبكة الإجتماعية فشلت في القيام بما يكفي لحماية بيانات المستخدمين وتحمل المسؤولية عن خرق البيانات في الآونة الأخيرة.

• “مارك زوكربيرج” مؤسس موقع فيسبوك في شهادته أمام السيناتور باتريك ليهي

هذا الإستدعاء لزوكربيرج من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي بعد أن حطمت الأخبار في مارس آمال المستخدمين والمساهين في أسهم الشركة. مع العلم بأن ثلاثة من أعضاء الكونجرس كورت شريدر وجو كينيدي الثالث والسيناتور شيلدون وايتهاوس يمتلكون أسهماً في فيسبوك وهم أعضاء في اللجان التي تسأل زوكربيرج بعد إستغلالات شركة “Cambridge Analytica” للإعلانات السياسية ومقرها بريطانيا، وأتهمت شركة كامبريدج أناليتيكا بتدخلها بالإنتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح دونالد ترامب بالفوز في عام 2016 بعد حصول الشركة على تمويل ما يقارب 15 مليون دولار من أحد أكبر الممولين للحزب الجمهوري. حيث استولت بشكل غير صحيح على معلومات من موقع فيسبوك وإستغلال بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم لموقع التواصل الإجتماعي من خلال إستخدام تطبيق تحت اسم “هذه هي حياتك الرقمية” الذي يجري اختبار للتنبؤ بشخصية المستخدم، والذي جمع أيضاً معلومات عن أصدقاء الذين أجروا الاختبار مما جمع قاعدة بيانات عشرات الملايين للأشخاص. فيما أكد فيسبوك الأسبوع الماضي أن ما يصل إلى 87 مليون شخص إستحوزت على بياناتهم من قبل شركة الإستشارات السياسية كامبريدج أناليتيكا، والتي كان حوالي مليون منهم في المملكة المتحدة. حيث طالتها أيضاً الشركة الإتهامات بما يخص التدخل للتأثير على مجرى الإستفتاء في البريكست لخروج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي.

حيث شهدت أسهم شركة فيسبوك إرتفاع 4.5% في تعاملات نيويورك يوم أمس, وهو أعلى مستوى له خلال اليوم منذ 23 مارس بعد إنخفاض بنسبة 1% مع بدء التداول يوم أمس الثلاثاء.حيث أنخفض السهم بنسبة 11% منذ ظهور تقارير إستغلال شركة كامبريدج أناليتيكا لبيانات فيسبوك لأغراض سياسية في مارس.

• مؤشر فيسبوك وتوضيح لمستويات الهبوط بعد الأزمة (الأحمر)، وبعد صعود يوم أمس (الأخضر).

الإعتذار، في جولات متكررة من الإعتذار قال زوكربيرج في بيانه إنه مسؤول عن القضايا في الشركة ليصرح إننا لم نتخذ رؤية واسعة بما يكفي لمسؤوليتنا، وكان ذلك خطأ كبير وهو خطأي وأنا آسف.صرح أيضاً زوكربيرج أنه يتحمل مسؤولية ضمان حلمه بأن لا يصبح كابوس خصوصية لملايين الأمريكيين والمستخدمين، وفي إعتذار علني أضاف زوكربيرج لقد أرتكبنا الكثير من الأخطاء في إدارة الشركة حيث من المستحيل أن نبدأ بشركة في غرفة نوم وننمو بهذا الحجم ولا نرتكب الأخطاء.

الحماية، قامَ أعضاء مجلس الشيوخ بقصف زوكربيرج بتساؤلات كثيرة حول مجموعة من سياسة الخصوصية والبيانات الخاصة بالفيسبوك الطويلة، ولكن شهدنا أنهم لا يعرفون كيفية متابعة حديث الملياردير الفني عن الخوارزميات وأنظمة الذكاء الإصطناعي. حيث قال مارك زوكربيرج إنه لا يمتلك الرقم الدقيق لعدد المرات التي تم فيها نقل البيانات التي تم الحصول عليها من مستخدمين بشكل غير صحيح وعدد التطبيقات التي حظرها موقع فيسبوك. أيضاً عندما سُئِل عما يقوم به فيسبوك للمساعدة في حماية مستخدميه قال مارك زوكربيرج نعتقد أننا سنحقق في العديد من التطبيقات وعشرات الآلاف من التطبيقات، وإذا وجدنا أي نشاط مريب سنقوم بإجراء مراجعة كاملة لتلك التطبيقات لمعرفة كيفية إستخدامهم لبياناتهم. عندما سئل زوكربيرج عن سبب عدم كشف الشركة للمستخدمين على النحو الذي يمكن أن تستخدم بها بياناتهم قال “إن سياسات الخصوصية الطويلة مربكة للغاية وإذا جعلت الأمر مطولاً لتوضيح كل التفاصيل فمن المحتمل أن تقلل عدد الأشخاص الذين يقرأوها”. أضاف أيضاً نحن نمر بتحولات فلسفية واسعة في كيفية رؤيتنا للشركة وما تعلمناه الآن سواء كان خصوصية البيانات أو أخبار مزيفة هو أننا بحاجة إلى القيام بدور أكثر إيجابية، وإنها مسؤوليتنا لبناء الأدوات حيث علينا التأكد من إستخدامها للأبد وسيقيمنا المستخدمين من خلال نتائجنا في هذا الشأن، وأنا ملتزم بالحصول على هذا الحق.

حيث صرح زوكربيرج إلى أنه منفتح على نوع من التنظيم، وقد أشار إلى تبني نظام النمط الأوروبي حيث بأوروبا توجد قواعد أكثر صرامة على شركات حصاد وتسويق بيانات المستخدم.حيث اللائحة العامة لحماية البيانات سوف تدخل حيز التنفيذ في مايو، ويتعين على الشركات أن تمنح العملاء سيطرة أكبر على بياناتهم. مع ذلك، قد تواجه شركات مثل فيسبوك غرامات باهظة تصل إلى 4% من العائدات العالمية إذا ما خرقت القانون.

الإنتخابات، قد أشتكى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من قبل بأن الفيسبوك لم يكن متقدمًا بشكل كامل في تحقيقاته في محاولة تدخل روسيا بالإنتخابات الأمريكية. حيث تعرض موقع فيسبوك للفحص بعد الكشف عن إستخدام الروس للموقع في محاولاته للتأثير على إنتخابات عام 2016, وكما تمكنت شركة أبحاث البيانات “كامبريدج أناليتيكا” من الوصول إلى كميات هائلة من بيانات مستخدمي فيسبوك بالنيابة عن حملة الرئيس دونالد ترامب. حيث قال زوكربيرج أمام لجنة الشيوخ أن أسوأ أخطائي في إدارة الشركة هو أننا كنا بطيئين في تحديد عمليات المعلومات الروسية، وقال إن إصلاح هذه الثغرة يعد من أهم أولوياته هذا العام وإن الشركة قامت بعمل أفضل هذا العام في فرنسا وألمانيا وفي العام الماضي في إنتخابات مجلس الشيوخ في ألاباما. حيث أخبر زوكربيرج لجان مجلس الشيوخ والقضاء في مجلس الشيوخ أنه لم يجر مقابلة شخصية من قبل مع فريق المستشار الخاص روبرت موليرين المسؤول عن التحقيق في التدخل الروسي في الإنتخابات الرئاسية لعام 2016 لكن شركته تتعاون معهم، ولم يقدم أي تفاصيل مشيراً إلى وجود قلق بشأن قواعد السرية في التحقيق.