مكتبة التداول

هل أنهى الذهب مسيرة الارتفاع؟

0

في أعقاب تسجيل الذهب مستوى قياسي جديد يوم الجمعة الماضي، بقيت الأسعار إيجابية بشكل عام. ويختلف الوضع الحالي لسعر الذهب عما اعتدناه من تاريخ حركة الاتجاه الخاص به. ولا يعني ذلك بالضرورة انه قد لا تنعكس حركة الاتجاه، ولكن هناك بعض المؤشرات التي تدل على أن الأسعار ربما تواجه صعوبة في الارتفاع أكثر وتسجيل مزيدًا من المستويات القياسية. 

وما نقصده هنا، أن أسعار الذهب تسلك مسارًا عكسيًا لأسعار الفائدة على الدولار الأمريكي. وهذه العلاقة العكسية عائدة لطبيعة المعدن الأصفر نفسه الذي لا يدفع فائدة، وإنما يستخدم كتحوط من التضخم. ومع ارتفاع أسعار الفائدة إلى مستويات أعلى من معدل التضخم، يصبح الاحتفاظ بسندات الخزانة أكثر ربحية من الاحتفاظ بالذهب. وهذا هو الوضع الحالي، حيث أن عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية التي تخطت ٤.٧٥٪، يقابلها تضخم سنوي عند مستوي ٣.٢٪. 

ما الذي يحفز المزاج؟

كان التضخم يشهد ارتفاعًا ولا يبدي أي مؤشرات للتراجع، وهو ما دفع الاحتياطي الفيدرالي للحديث عن إبقاء معدلات الفائدة مرتفعة لفترة أطول. وإذا كان المستثمرون يتوقعون بالفعل أن يبقى التضخم في مستويات مرتفعة، فقد يكون مبررًا إذًا ارتفع سعر الذهب، حيث يحتفظون بالذهب لتعويض التضخم المتوقع له تخطي معدل الفائدة. ومع ذلك، هناك توافق كبير على أنه إذا كان التضخم يتجه نحو هذه المستويات العالية، فإن الاحتياطي الفيدرالي سيضطر أيضًا لرفع معدلات الفائدة. 

وفي الظروف الطبيعية كان هناك ما يكفي من العوامل لانخفاض سعر الذهب، ولكن هناك عوامل أخرى استجدت على الساحة وحالت دون انخفاض سعر. وفي حال ما اختفت هذه المسببات، فإن الأسعار قد تتجه إلى مستويات أقل بشكل سريع. 

لماذا يجب أن يكون سعر الذهب دون المستويات الحالية؟

ارتفع سعر الذهب في البداية بفعل التوقعات التي قدرتها الأسواق بشأن خفض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. في بداية العام، وكانت الأسواق تسعر ٦ تخفيضات لسعر الفائدة، يكون أولها في مارس. إلا أن هذه التوقعات لم تتحقق، وأصبح السوق يستبعد أن يبدأ الخفض قبل شهر سبتمبر. حتى أنها غير متأكدة ما إذا كان سيحدث أكثر من خفض. فالفرصة المقدرة لخفض ٥٠ نقطة أساس لا تتجاوز ٥٤٪، وهو أقل بكثير من ٣٠٠ نقطة أساس توقعتها الأسواق في البداية 

وهذا بطبيعة الحال يدفع عوائد السندات لمستويات أعلى، وفي المقابل أن يكون الذهب عند مستويات ٢٠٠٠ دولار، أي ما كانت عليه قبل أن ترفع السوق سقف توقعاتها بشأن مرات ومقدار خفض معدل الفائدة. وكانت التوترات الجيوسياسية في الواقع هي الدافع وراء ارتفاع سعر الذهب وتحقيقه لمستويات قياسية، والحيلولة دون هبوطه. وعلى وجه التحديد، نتحدث عن توترات الشرق الأوسط. 

تصاعد التوترات يزيد من سعر الذهب

ويبدو ان الاسواق بدأت تهدأ بعد الهجوم الاخير في الشرق الاوسط عندما أطلقت إيران مئات الصواريخ على إسرائيل. وعد تدمير معظمها تقريبًا دون وقوع أضرار كبيرة، كانت التوقعات أن الوضع يمكن أن يهدأ تدريجيًا.  ولكن على ما يبدو أن الواقع يقول عكس ذلك. 

وصرحت إسرائيل إنها سترد على العدوان الإيراني، لكنها لم تقدم أي تفاصيل عن كيفية الرد ولا موعده. وكانت التوقعات أن تستهدف البرنامج النووي المثير للجدل في إيران. وفي ضوء تلك التوقعات، صرحت إيران مؤخرًا إنها سترد على أي هجوم على مرافقها النووية من باستهداف الأسلحة النووية لإسرائيل. 

وفي ظل تكرار كلمة نووي، فلا يبدو أن الأسواق ستحظى بالهدوء. ومع تعالي صفارات الإنذار المنذرة بغارة جوية وتقارير عن انفجارات في مدينة أصفهان في إيران. وحتى يتم تأكيد مدى الأضرار التي لحقت بالمنشآت هناك فمن المحتمل أن يبقى سعر الذهب مرتفعًا أقله في المدى القصير. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

هل تشعر بالثقة الكافية لبدء التداول؟ افتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.