مكتبة التداول

هل يسهم الميزان التجاري العالمي في انتعاش الاقتصاد؟ 

0

كان الاستنتاج الرئيسي من سلسلة بيانات مؤشرات إدارة التصنيع التي صدرت يوم الجمعة، هو أن الاقتصادات الرئيسية في العالم لم تكن في حالة سيئة كما كان متوقعاً. وكانت استطلاعات الإدارة الوطنية للإحصاءات NBS الرسمية للصين أقل بقليل من التوقعات، لكن ذلك تم تعويضه بتحسن في الاستطلاع الخاص بكايشين Caixin. وكانت الولايات المتحدة بلا منازع الأكثر إيجابية بين الاقتصاديات الرئيسية، وهذا يتماشى مع تصريحات وزيرة الخزانة الأمريكية، والرئيسة السابقة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، جانيت يلين، التي قالت فيها إن الولايات المتحدة تقود النمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعزز هذا التحليل فهمنا للميزان التجاري العالمي.
وبالنسبة لمتداولي الفوركس، فإن هذا يعني أن البيانات التجارية القادمة قد توفر دعماً للعملات السلعية. ويبدو أنهم قد يحتاجون حقاً إلى المساعدة. فهناك تكهنات متزايدة بأن المركزي الأسترالي لن يمتنع عن التشديد فحسب، بل سيتجه قريباً إلى التيسير النقدي. والبنك المركزي لنيوزيلندا خيب الآمال بعدم رفع الفائدة، وقال إنه قلق بشأن من رفع أسعار الفائدة بشكل مبالغ فيه. ولم يكن الناتج الإجمالي المحلي الكندي قوياً إلى هذا الحد، على الرغم من أن شريكه التجاري الرئيسي قد حقق نتائج جيدة. إضافةً إلى ذلك، يظهر أن البيانات تشير إلى تحسن في الأداء الاقتصادي، مما قد يؤثر إيجابياً على الميزان التجاري العالمي.

حيث سينصب التركيز

يمكن قياس قوة الاقتصاد الأمريكي من خلال تجارته القوية. وإذا كانت كل من الواردات والصادرات تزداد، فيمكن فهمها كإشارة إلى أن أكبر اقتصاد في العالم لا يزال قوي ومتفوق على الجميع. ومن عجيب المفارقات هنا أن هذا قد يؤدي في النهاية إلى إضعاف الدولار، حيث تنتظر السوق أي إشارة تدل على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض الفائدة بسرعة أكبر من المتوقع. 

وإذا استمرت التجارة الصينية في الزيادة، سواء في الواردات أو الصادرات، فقد يوفر ذلك بعض الارتياح للمتداولين الذين ينتظرون تجاوز الاقتصاد الثاني في العالم لمرحلة الركود المستلهمة من سوق العقارات. وفي حال حدوث انتعاش في رغبة المستثمرين نتيجة للنتائج الأفضل من الولايات المتحدة، فإن ذلك قد يؤدي إلى تجديد الاهتمام بالاستثمار من قبل المستثمرين، مما يساعد الأسواق الناشئة ويزيد من ضعف الدولار بشكل إضافي. من ناحية أخرى، إذا كانت النتيجة العامة من بيانات التجارة تشير إلى مزيد من التباطؤ، فقد يؤثر ذلك على رغبة المخاطر ويعطي دفعة للدولار. وهذا ممكن لا سيما في سياق أزمة البحر الأحمر التي لا تزال تجعل الشحن العالمي أبطأ وأكثر تكلفة. 

ما يجب مراقبته

ومن المتوقع أن يشهد الفائض التجاري الصيني قفزة كبيرة ليصل إلى ١٠٦ مليار دولار مقارنة بـ ٧٥.٣ مليار دولار الشهر الماضي. ويرجع ذلك إلى توقعات بأن تنمو الصادرات بمعدل أسرع بكثير من الواردات بنسبة ٣.٠٪ مقابل ١.٠٪. وعلى الرغم من أن هذا قد لا يساعد عملات الدول التي تصدر إلى الصين، فإن الطلب القوي على السلع الصينية قد يساعد في تهدئة المستثمرين بشأن تحسن الاقتصاد العالمي. وهذا، بدوره، يعني أن الواردات الصينية قد ترتفع في المستقبل القريب.  

وقد نشهد بعض التوقعات فيما يتصل بالبيانات التجارية للصين، وذلك لأن أستراليا قبل ساعتين من الموعد المحدد سوف تعلن عن ميزانها التجاري، والذي من المتوقع أن يشهد نموا في الفائض نتيجة للطلب الصيني المتزايد. 

اللاعبين الآخرون الكبار

من المتوقع أن يتوسع العجز التجاري لأمريكا ليصل إلى -٦٤.٥ مليار دولار من -٦٢.٢ مليار دولار، مع توقع زيادة الواردات بشكل أسرع من الصادرات. وعجز التجارة الأمريكية يعتبر ظاهرة متوقعة إذا كان اقتصاد الولايات المتحدة يتحسن أكثر من العديد من الوجهات التجارية الخاصة بها، مثل أوروبا. 

والواردات السليمة إلى الولايات المتحدة ستساعد في تهدئة المستثمرين بشأن تحسن الاقتصاد، وقد تساعد في دعم الدولار الكندي. وهذا على افتراض أن الميزان التجاري العالمي بكندا لا ينخفض كثيراً إلى العجز، حيث من المتوقع أن تقوم البلاد بالإبلاغ عن زيادة الواردات على الرغم من الاضطرابات الاقتصادية. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية  

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.