مكتبة التداول

إدارة المخاطر في التداول: كيف تتجنب الخسائر الكبيرة من الأحداث الرئيسية

0

عدم التداول خلال الأحداث الرئيسية الهامة التي تخلف تأثيراً كبيراً على حركة الأسواق، هي من النصائح الشائعة نسبياً التي تقدم لمتداولي الفوركس. وقد يكون من الصعب في كثير من الأحيان اتّباع هذه النصيحة، لأنه في بعض الأحيان قد لا يكون واضحاً بالضبط ما إذا كانت الحدث الحاصل يعتبر رئيسياً وهاماً أم لا. ولأن الأحداث الكبرى كما ذكرنا تؤثر بشكل كبير على حركة الأسواق، وبما أن التداول قائم على فكرة الاستفادة من حركة الأسواق، أليس من المفترض علينا انتهاز فرصة حركة الأسواق في مثل هذه الأوقات والاستفادة منها؟ إن النصيحة العامة بعدم التداول خلال الأحداث الكبيرة بسبب وجود الكثير من التقلبات في الأسواق تحتاج إلى مزيد من التفصيل والتحليل لأنها ليست دائماً قاعدة ثابتة ومطلقة. 

وتذكر أن هذا يعتمد في الغالب أيضاً على استراتيجيتك. فهناك بعض المتداولين الذين يفضلون بيئة التداول عالية المخاطر، ويتمكنون بالفعل من تحقيق الأرباح من التداول خلال الأحداث الهامة. وبشكل عام، ليس من الوارد أن يُوصى بهذا لمعظم المتداولين، وتحديداً لأن الغالبية العظمى من المتداولون ينجحون في نهاية المطاف لأنهم يتجنبون المخاطر. 

مزايا وعيوب التقلبات السعرية

من المفترض أن يولّد تزايد الصعود والهبوط في السوق مزيداً من إشارات التداول. ولكنه ينطوي كذلك على مخاطر أكبر. والمشكلة في التقلبات غير المعتادة التي تنتجها الأحداث الكبرى، هي أنها يمكن أن تؤثر على الإشارات التي تستخدمها في التداول، لا سيما إذا كنت متداولاً تقنياً يعتمد على المؤشرات للحصول على إشارات. وعندما تكون الأسواق عرضة لتقلبات غير معتادة، يمكن أن تتأثر البيانات التي يعتمدها المؤشر لإنتاج إشارات التداول. وتفويته لبعض الإشارات أو فشله في إصدار إشارات دقيقة قد يحدث نتيجة لتلك التقلبات الغير عادية. 

لنأخذ مثالاً بسيطاً: لنقل إن زوج من العملات يتحرك عادة ضمن نطاق ١٠، إلى ٢٠ نقطة في كل فترة زمنية. ثم يأتي حدث يدفع الزوج للارتفاع بمقدار ١٠٠ نقطة. ستكون المؤشرات التي تقيّم متوسط حركة السوق قد شهدت قفزة من ٥ إلى ١٠ أضعاف في تلك الفترة الزمنية. وإذا كان مؤشرك يقوم بتعقب، لنقل، الشموع الـ ١٠ السابقة، فإن قفزة بمقدار ١٠ أضعاف ستطغى تماماً على أي من الحركات في فترة المؤشر، والمؤشر لن يستطيع التقاط التغييرات الصغيرة في الأسعار وسيكون غير قادر على إصدار إشارات دقيقة خلال تلك الفترة الزمنية نتيجة لتلك القفزة الكبيرة. ويمكن أن يتسبب في تجاهل المؤشر لإشارات مهمة تكون قد ظهرت بناءً على تغييرات طفيفة في الأسعار أو إصدار إشارات خاطئة لأن المؤشر أصبح مشوّش بسبب هذا الحدث الذي تم الإعلان عنه والذي لا يتفق مع المسار العادي للتداول. 

متى يتعين تجنب تداول الأحداث الرئيسية

الأحداث الرئيسية تؤثر على السوق عندما تأتي بشكل مفاجئ. وهذا يعني أن الجميع يتوقع نتيجة معينة ويقومون بترتيب أو تنفيذ صفقاتهم بناءً هذا التوقع. ثم تكون النتيجة مختلفة، مما يجبر المتداولين على إعادة تعديل مراكزهم أو صفقاتهم لمواجهة التغييرات الجديدة والاستفادة منها أو لحماية رؤوس أموالهم، مما يسبب تحرك السوق. وإذا كنت تعول على اللحاق بهذه الحركة، فأنت بحكم تعريفك تراهن ضد السوق وهو اقتراح ينطوي على مجازفة خطيرة. وبما أن ما حرك السوق هو حدث مفاجئ، فيمكن ان يكون هذا التحرك في أي من الاتجاهين ومن الصعب جداً التنبؤ به. 

ولهذا السبب ننصح بمراجعة أوامر وقف الخسارة الخاصة بك قبل الحدث لضمان حماية رأس مالك في حالة تحرك السوق في الاتجاه الخاطئ. ولكن بعد الحدث، من المهم فهم أن مؤشراتك قد أصبحت مشوشة نتيجة التحرك الكبير الذي حدث. ومعرفة الفترة التي تتزامن فيها المؤشرات ستساعدك في معرفة متى سيتم تصحيح تأثير التشويش الناجم عن تحرك السوق من نظام التداول الخاص بك. وبالتالي، يمكنك استئناف التداول بشكل طبيعي عندما تكون متأكداً من أن تلك التأثيرات قد اختفت بشكل كامل من نظام التداول الخاص بك. على سبيل المثال، إذا كان مؤشرك يقوم بتعقب آخر ١٤ شمعة، فقد ترغب في تجنب التداول حتى تنقضي ١٤ شمعة منذ  آخر حدث رئيسي للتأكد من أنه لم يزل يؤثر على مؤشراتك بشكل سلبي ويحرّف إشارات التداول. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية  

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.