مكتبة التداول

كيفية استخدام مؤشر الخوف والطمع في الفوركس

0

من المتعارف عليه أن حركة الأسواق المالية غالباً ما تتأثر بالعواطف، على الرغم من الجهود التي يبذلها المتداولون ليكونوا على قدر عالٍ من العقلانية عند اتخاذ قراراتهم الخاصة بالتداول. والعاطفتين الرئيسيتين اللتان تلعبا دوراً مهماً في توجيه سلوك المستثمرين والمتداولين في الأسواق المالية، هما مشاعر الخوف والطمع. فكما يخاف المستثمرون من خسارة أموالهم، هم يطمعون كذلك في كسب المال. واعتماداً على المشاعر التي ستسيطر أكثر، سيترجم ذلك إلى ارتفاع أو انخفاض في السوق. 

وقد طورت “سي إن إن بيزنس” مؤشراً لقياس مدى تأثير هذه المشاعر على سوق الأسهم. ويمكنه أيضاً قياس اتجاه حركة السوق، بناءً على فكرة أساسية، مفادها أنه إذا سادت المشاعر المتعلقة بالخوف من الخسارة، فمن المرجح أن تشهد الأسواق انخفاضاً في الأسعار. وفي المقابل، إذا سادت المشاعر المتعلقة بالطمع في الربح، فمن المرجح أن تشهد الأسواق ارتفاعاً في الأسعار. ولا يتفق الجميع على فعالية هذه الأداة، لكن مع ذلك، فإنها لا تزال تستخدم بشكل شائع في أبحاث الاستثمار وكوسيلة لتقدير توقيت السوق (اللحظة المثلى للشراء أو البيع). 

آلية عمل المؤشر

لقد كان مؤشر الخوف والطمع مؤشراً موثوقاً إلى حد ما لتحولات اتجاه حركة السوق في أسواق الأسهم. حيث ينخفض المؤشر إلى أدنى مستوياته عندما تتجه الأسواق نحو الهبوط على إثر تغيير اقتصادي كبير، مثل أزمة الرهن العقاري في عام ٢٠٠٨. ويرتفع المؤشر إلى أعلى مستوياته عندما تتحرك الأسواق نحو الارتفاع، كما الحال في بداية تعافي الأسواق من الجائحة.

ويستخدم المؤشر سبعة مؤشرات مختلفة ثم يقوم بحساب متوسطها لإنشاء مقياس يتراوح من (صفر) إلى ١٠٠. ويمثل الرقم (صفر) أعلى مستوى من الخوف، بينما الرقم ١٠٠ يمثل المستوى الأعلى من الطمع. أما الرقم ٥٠ فيشير إلى الحياد حيث لا تفوق واضح لإحدى المشاعر. والأرقام الأعلى من ٥٠ تشير إلى زيادة الطمع وأن السوق قد يستمر في الارتفاع. في حين تشير الأرقام الأدنى من ٥٠ لسيطرة الخوف وأن السوق محتمل أن يستمر في الهبوط. 

كيف أستفيد منه؟

تم تصميم المؤشر في الأساس للاستخدام في أسواق الأسهم، كون هدفه الرئيسي هو مراقبة ما إذا كانت الأسهم تتداول بأسعار أقل أو أعلى من قيمتها الأصلية. لكن هذا لا يعني أن المستثمرين في سوق الفوركس لا يمكنهم الاستفادة منه، لا سيما أن السوقين مرتبطين بشكل لا يتجزأ. والمؤشر ليس مصمماً للعمل بمفرده أو لتقديم “إشارات” مثل مؤشرات السوق التقليدية. بل هو مقياس لمشاعر السوق العامة، ومن المفترض أن يكون مفيداً عند استخدامه بالتزامن مع أدوات تحليلية أخرى، سواء كانت أدوات تحليل أساسي أو فني. 

ويتم حساب المؤشر على أساس يومي، وأسبوعي، وشهري، وحتى سنوي، لذلك غالباً ما يكون أداة أكثر فائدة للمتداولين على المدى القصير والمتوسط، من المتداولين بنظام سكالبينج (خطف النقاط). ولكن إذا تم تعزيز استراتيجية خطف النقاط بمتابعة اتجاهات الأسواق، فإن المؤشر يمكن أن يكون مفيداً أيضاً. 

تطبيق المؤشر على سوق الفوركس

عندما يسيطر الخوف على السوق، يكون هناك اتجاه نحو دعم الملاذات الآمنة. وعندما يتغلب الطمع، فإن الأصول مرتفعة المخاطر تنال مزيداً من الدعم. وهذا يترجم بشكل جيد نسبياً في سوق الفوركس، حيث تؤثر تدفقات الملاذات الآمنة والمخاطر على تحركات العملات ارتفاعاً وهبوطاً مقابل بعضها البعض. 

لذلك، إذا كان المؤشر دون مستوى ٥٠، فإن الأصول مثل الدولار الأمريكي والفرنك السويسري يمكن أن تحصل على الدعم مقابل العملات الأكثر خطورة مثل الأسواق الناشئة والسلع. ومن المتوقع أن يرتفع سعر الذهب والفضة، ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن قوة الدولار قد يكون لها تأثير سلبي على أسعار السلع. ومن ناحية أخرى، عندما يتجاوز المؤشر ٥٠، فقد تحصل العملات المدعومة بالسلع على دعم إضافي. وعادة ما يرتفع سعر النفط الخام، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الدولار الكندي. والطلب على المواد الخام يمكن أن يدعم بدوره الدولار الأسترالي.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.