مكتبة التداول

هل تصدق توقعات المحللون بشأن الوظائف غير الزراعية هذه المرة؟

0

يظهر خبراء الاقتصاد المزيد من التفاؤل بشأن عدد الوظائف التي تم استحداثها في الولايات المتحدة خلال الشهر الماضي. ولكن قد يكون ذلك تصحيحاً زائداً بعد أن تم تقدير قدرة سوق العمل على الصمود هذا العام. ولكن هناك عوامل أخرى تجعل من التنبؤ بإصدار الجمعة أكثر صعوبة قليلاً، مما يعني وجود فرصة لتقلبات في الأسواق. 

وبسبب العطلات في وقت سابق من هذا الأسبوع، تم تأجيل إصدار العديد من نقاط بيانات العمل الرئيسية قبل ارقام الوظائف غير الزراعية. ويتضمن ذلك أرقام شركة خدمات تكنولوجيا المعلومات الأمريكية (ADP) ومكتب إحصاءات العمل الأمريكي(JOLTS) . وهذا الأخير له أهمية خاصة لإظهار سبب التقليل باستمرار من عدد الوظائف. وكل هذا يؤثر على التوقعات بشأن ما قد يقوم به الاحتياطي الفيدرالي في الاجتماعات المقبلة، مع تحول التركيز الآن إلى سوق العمل. 

لماذا يخطئ خبراء الاقتصاد في توقعاتهم غالباً؟ 

يمر سوق العمل في الولايات المتحدة بظرف استثنائي نوعاً ما هذه الفترة كما أشرنا طوال العام. فعدد وظائف العمل الشاغرة يفوق بكثير عدد الأشخاص الذين يبحثون عن عمل. وهذا يعني أن أرقام الوظائف غير الزراعية لا تعتمد كثيراً على العوامل الاقتصادية، بقدر القرارات الشخصية، والتي يمكن أن تكون أكثر تعسفاً. 

على سبيل المثال، توزيع البطالة في الولايات المتحدة ليس متساوياً. ففي ولاية نبراسكا يبلغ معدل البطالة في ١.٩.٪، وتعاني، جنباً إلى جنب مع داكوتا من نقص في عدد العمال. وتشهد كاليفورنيا ومقاطعة كولومبيا أعلى معدلات البطالة مع ندرة فرص العمل. ولكن الأشخاص يترددون في الانتقال من المدن إلى المناطق الريفية حيث يوجد شواغر وظيفية. وعدد الأشخاص الذين يقررون النزوح من جذورهم والانتقال ليس عاملاً ثابتاً أو قابلاً للتنبؤ به اقتصادياً، حيث تعتمد الأسباب التي تدفع الأشخاص للبقاء أو الانتقال غالباً على أمور شخصية. 

التوجهات التي قد تحدث مستقبلاً 

أظهر آخر اصدار لمكتب احصاءات العمل الأمريكي أن عدد فرص العمل الشاغرة قد زاد بالفعل، ما يزيد الفجوة بين الوظائف الشاغرة وعدد الباحثين عن عمل. وإذا استمر هذا النمط حتى نهاية الربيع، فقد يفاقم ذلك من مشكلة التنبؤ الدقيق بأرقام الوظائف غير الزراعية في هذا التوقيت. 

والعامل الآخر هو الاحتياطي الفيدرالي، الذي ركز حتى الآن تقريباً حصرياً على مكافحة التضخم، دون النظر إلى الجزء الثاني من مهمته المتمثلة في توفير فرص عمل كافية لجميع الأفراد القادرين والراغبين في العمل. وكان معدل البطالة في المجمل دون المستوى الهيكلي بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى توتر في سوق العمل. وهذا يدفع تكاليف العمالة للارتفاع، والتي يمكن أن تترجم إلى تضخم مرتفع بشكل مستمر. وهذه مشكلة يتحدث مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي عنها بشكل متزايد، ويمكن أن تشير إلى أن الفيدرالي سيستمر في رفع أسعار الفائدة لحين وصول التضخم إلى النسبة المستهدفة. 

ما تفصح عنه البيانات 

يشير إجماع التوقعات هو أن تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يونيو سيأتي عند ٢٥٠ ألفًا، أي أقل من ٣٣٩ ألفًا التي تم الإبلاغ عنها في الشهر السابق. ولكن من المتوقع أن يبقى معدل البطالة ثابتًا عند ٣.٧٪، دون تغيير في معدل المشاركة. 

وقد يتحول التركيز إلى متوسط الدخل في الساعة، والذي من المتوقع أن يظهر نمواً بنسبة ٤.١٪ سنوياً، مقارنة بالنسبة السابقة ٤.٣٪. والمشكلة هي أن آخر تقرير عن التضخم تم كان ٤.٠٪، ما يعني أن تكاليف العمالة يمكن أن ترتفع قريباً بشكل أسرع من التضخم. ومن المرجح أن يعتبر بنك الاحتياطي الفيدرالي ذلك مشكلة، وبالتالي يمكن أن تتفاعل الأسواق بشكل أكبر مع هذا الرقم. فزيادة تكاليف العمالة تعني ضمنًا  زيادة احتمالية رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في المستقبل. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

افتح حساب تداول إسلامي بدون فوائد! ابدأ الآن

Leave A Reply

Your email address will not be published.