مكتبة التداول

ما الذي يحدث مع النفط؟

0

شهدت أسعار النفط الخام تحركات وتغيرات كبيرة ومفاجئة على مدار الشهر ونصف الشهر الماضي تقريباً. ورغم إشارة المحللين للأخبار التي أفضت لكل حركة شهدتها الأسعار على حِدى، إلا أن فهم الاتجاه العام يكون أكثر تعقيداً بكثير. 

فإن ما تشهده أسعار النفط قد يكون انعكاس أو نتيجة لحالة عدم اليقين العام التي تعتري الأسواق. ففي حين يتوقع عدد كبير من المتداولين حدوث نوع من الركود في المستقبل القريب، وهو ما قد يفضي لتقلبات كبيرة في أسعار الأصول بشكل عام. إلا أن توقيت حدوث الركود غير محدد بشكل واضح ومتاح للنقاش بشكل واسع. وقد يزداد النقاش حدة خلال الربع الثاني من العام، ويزيد من التقلبات في الأسواق، بما في ذلك سوق النفط. 

خفض الإنتاج لم يؤتي ثماره 

تنطوي التقلبات الجذرية الأخيرة على عوامل جيوسياسية واقتصادية، ومن المرجح أن تتضمن الأحداث التي تسبق اجتماع أوبك في يونيو نفس النوع من التأثير. وستصدر منظمة الدول المنتجة للنفط اليوم تقريرها الشهري، والذي قد يتسبب في بعض التقلبات القصيرة الأجل في السوق. ولكن يتركز اهتمام الأغلبية على اجتماع يونيو، الذي من المتوقع أن يعقد بحضور الممثلين عن الدول شخصياً في فيينا. ويهدف الاجتماع الحضوري عموماً إلى تقديم اتجاه جديد، بدلاً من الاجتماعات الافتراضية التي عادة ما تستمر في الاتفاقات الحالية. 

وقد خفض أعضاء أوبك+ في أواخر مارس الانتاج طواعية، مما دفع سعر النفط للارتفاع. ولكن تم فقد هذه المكاسب بالكامل في الأسابيع التالية بسبب صدور بيانات سيئة من الصين. وفي الأسبوع الماضي، وصلت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في عامين قبل أن تبدأ في ارتفاع دراماتيكي، لكنها لا زالت دون المستوى الذي أعلنت عنده أوبك+ التخفيضات. والافتراض هو أن الكارتل قد يقيد الإنتاج بشكل أكبر بهدف رفع أسعار النفط. 

ما هي كمية النفط التي تحتاجها؟ 

كانت تقلبات الأسعار مدفوعة بالشكوك حول الطلب قصير المدى، والذي يتناقض مع مشكلات الإمدادات المتوقعة على المدى البعيد. وهذا يمنح الأسعار سبباً لحدوث مزيد من التقلبات الدراماتيكية حيث يحاول المستثمرون تسعير المخاطر قصيرة المدى مقابل المكاسب طويلة الأجل. 

ومن المتوقع أن يتجاوز العرض القصير المدى الطلب بسبب توقعات تراجع الاقتصاد العالمي في النصف الثاني من العام، إذا لم يدخل الاقتصاد في ركود صريح. ومع ذلك، خارج هذا الإطار الزمني، من المتوقع أن يؤدي نقص الاستثمار في إنتاج النفط إلى انخفاض طبيعي في الإنتاج حتى وإن ارتفع الطلب في التعافي المحتمل في مرحلة ما بعد الركود. 

الوصول إلى الذروة 

ومع التحول نحو الطاقة النظيفة، توجد شكوك حول قدرة الاستثمارات في قطاع البترول على الاستمرار لأمد طويل. فقد أدت الضغوط التي تفرضها مجموعة الاستقرار الأوروبي (المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية والحوكمة) إلى تقليص الأموال المتاحة لعمليات التنقيب والإنتاج الجديدين، الأمر الذي أدى إلى لجوء العديد من شركات النفط الكبرى إلى استغلال ما لديها ببساطة ثم تمرير المكاسب إلى المستهلكين. وعلى الرغم من أن هذا يساعد في زيادة سعر الأسهم في المدى القصير لهذه الشركات من خلال توزيعات الأرباح العالية وعمليات إعادة الشراء، أنه سيكون هناك إنتاج أقل من النفط الجديد الذي يتم إدخاله لتعويض الإنتاج القائم الذي يتراجع. 

لذلك، من المتوقع أن تكون أسعار النفط أعلى في المستقبل، مما يجعل المستثمرين على المدى الطويل حريصين على “شراء القاع”. ومن ناحية أخرى، من المتوقع أن تهبط أسعار النفط إلى في مرحلة ما، مما يدفع البائعين على المدى القصير إلى محاولة خفض السعر. وإلى أن يصبح الوضع الاقتصادي أكثر ثباتاً قليلاً، من المتوقع أن تشهد أسعار النفط الخام مزيداً من التقلبات خلال الأشهر القادمة. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

افتح حسابك مع أوربكس الآن واختبر استراتيجيتك حول أسعار النفط!

Leave A Reply

Your email address will not be published.