مكتبة التداول

تحركات اليوان الصيني لها تداعيات عالمية

0

تجاوز اليوان الصيني حاجز ٧.٠٠٠٠ مقابل الدولار الأمريكي هذا الأسبوع، واستمر في الارتفاع. وعموماً، لا تحظى العملة الصينية بشعبية بين المتداولين في الأسواق بسبب قيود الحكومة الصينية على تداول العملة وتحكمها في نطاق تداولها. وسمحت الحكومة لهذا النطاق بالارتفاع أعلى المستوى الفني المحدد والمستوى النفسي المهم لأول مرة منذ نهاية العام الماضي. 

ويعتبر ضعف اليوان مؤشر آخر على عدم تحقق التوقعات التي أشارت لانتعاش بعد رفع قيود فيروس كوفيد بعد. وقد ارتفعت العملة في البداية مقابل الدولار في ديسمبر نتيجة توقع العديد من المتداولين أن ينمو الاقتصاد الصيني بشكل كبير. ولكن نتائج الربع الأول جاءت ضعيفة. وتظهر أحدث نتائج مؤشرات مديري المشتريات أن القطاع الصناعي يعود للانكماش مجدداً. ولكن يبدو أن هذه التطورات لها تأثيرات وتداعيات تتعدى حدود الصين وتؤثر على الأسواق العالمية والاقتصادات الأخرى. 

لا يزال الدولار العملة المفضلة والأقوى تأثيراً

ألقت وزارة المالية الصينية باللوم بشأن تحركات العملة الصينية الأخيرة على قوة الدولار. فقد استمرت قيمة العملة الأمريكية بالارتفاع معظم الأسبوع على الرغم من الجدل السياسي المتواصل حول رفع سقف الدين. في حين يطلق المسؤولون تحذيرات مرعبة حول احتمالية عجز الولايات المتحدة عن السداد، لا يعتقد أحد في الأسواق أن هذا احتمال حقيقي. ومع ذلك، فإن احتمال عدم اليقين الاقتصادي حول كيفية حل مشكلة سقف الديون قد يسبب بعض الضعف في الأسواق. وهو ما أدى بدوره إلى زيادة الطلب على الدولار بوصفه ملاذ آمن. 

والعامل الآخر هو أن المتداولين يتجهون إلى فكرة أن الاحتياطي الفيدرالي قد يرفع أسعار الفائدة في الاجتماع القادم آخذ في الازدياد. وفي بداية الشهر، كان السياق يتوقع بشكل عام أن لجنة السوق الفدرالية المفتوحة ستعلق رفع الفائدة، لكن هذا الرأي تراجع الآن إلى ٦٠٪ فقط، بعد أن كان ٨٥٪ قبل أسبوع فقط. 

خارج حدود الصين

فيما يتعلق بقضية التضخم، قد يساهم ضعف اليوان في خفض التكاليف في معظم الاقتصادات. وبوصفها أكبر مركز تصنيع في العالم، فإن قوة العملة الصينية ترتبط بتكلفة السلع المستوردة من الصين. وإذا ضعفت العملة، فهذا يعني أن السلع المصنوعة في الصين أصبحت أرخص، مما يمكن أن يساهم في تخفيض أسعار المستهلك. وسيكون لذلك أهمية بشكل خاص للولايات المتحدة في أوروبا التي تستورد المزيد من الصين. 

من ناحية أخرى، يعني ضعف اليوان أن تكلفة شراء الشركات الصينية للسلع المستوردة، مثل اليابان وأستراليا ونيوزيلندا وألمانيا، سيصبح أكثر تكلفة. وقد تشعر تلك الاقتصادات بتأثر أكبر إذا استمر اليوان في الاتجاه في اتجاهه الحالي. ولى الرغم من ضعف اليورو أيضاً في الأيام القليلة الماضية مع توقعات المتداولين بأن البنك المركزي الأوروبي قد لا يكون متشدد بقوة في الاجتماع القادم. لكن البيانات الأخيرة تشير إلى أن بنك الاحتياطي النيوزيلندي وبنك الاحتياطي الأسترالي قد يكونان على وشك رفع الفائدة أكثر، مما قد يعزز قيمة عملاتهما على المدى القصير على حساب أداء اقتصادي أضعف على المدى الطويل. 

إخفاء الركود

ومع ذلك، قد يكون أكبر قلق لمعظم المشاركين في السوق هو أن اليوان الضعيف يعني ضعف الطلب على صادرات الصين. وسيكون ذلك أحد أولى علامات الركود العالمي المتوقع، إن لم يكن ركوداً صريحاً. 

وقامت البنوك الحكومية الصينية بشراء اليوان في السوق الخارجية في محاولة لدعم العملة. ورغم توافق ذلك مع السياسات المحلية للحكومة الصينية، إلا إنه يعني أنه لو تُرك اليوان وحده، فقد يصبح أضعف. وسيكون هذا مؤشراً أكبر على تراجع  الطلب العالمي، وتخفي إنذاراً منبهاً بشأن مدى اقتراب الركود العالمي. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية  

افتح حساب تداول إسلامي بدون فوائد! ابدأ الآن

Leave A Reply

Your email address will not be published.