مكتبة التداول

هل من الممكن أن يؤثر انهيار بنك “فيرست ريبابليك” ‏على أسواق الفوركس؟

0

تراجعت الأسواق خلال الأسبوع بعدما بدأ المستثمرون في القلق من جديد بشأن أزمة السيولة بين البنوك المحلية في الولايات المتحدة. وكانت الأمور هادئة على مدى الأسابيع الماضية، حيث لم تظهر أي أخبار سيئة جديدة بشأن القطاع المصرفي، مما سمح للمستثمرين بالتركيز على أمور أخرى. ولكن في يوم الإثنين، أعلن بنك “فيرست ريبابليك” ‏عن أرباحه، وفي ذلك اليوم انخفضت أسهمه بنسبة ٥٠٪، ليهبط معه مؤشر البورصة بأكملها.

وعندما بلغت أزمة بنك سيليكون فالي أوجها، كان يُنظر إلى بنك “فيرست ريبابليك” على أنه قطعة الدومينو التالية المحتمل سقوطها. إذ كانت لديه مشكلة مماثلة، حيث كان هناك عدد كبير من المودعين غير المؤمن عليهم والذين كانوا يسحبون أموالهم. وعلى عكس بنك سيليكون فالي، لم يكن لديه حيازة كبيرة من سندات الخزانة الأمريكية وصكوك الرهن العقاري. فمن ناحية، كان يعني أنه لم يكن يتعامل مع قدر كبير من الخسائر غير المحققة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة. ومن ناحية أخرى، فإن ذلك يعني أنه لا يمكنه الاستفادة من برنامج القروض الطارئ الجديد الذي أعلن عنه مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

سبب الانهيارات في النظام المصرفي

كان السبب الأساسي لأزمة المصرفية هو ارتفاع أسعار الفائدة الذي أدى إلى انخفاض قيمة سندات الخزانة. وهذا يعني أن البنوك كانت تتعرض لـ “خسائر غير محققة”. أي أن لديهم سندات ستكون قيمتها أقل من قيمتها الفعلية إذا حاولوا بيعها. لم يكن ذلك ليمثل مشكلة بالنسبة للبنوك، حيث يمكنهم الاحتفاظ بها حتى تاريخ الاستحقاق. ولكن إذا قررت عدد كبير من المودعين سحب الأموال، سيحتاج البنك إلى السيولة وبالتالي سيجبر على “تحقيق” الخسائر في سنداته من خلال بيعها. وهذا هو ما عجل بانهيار بنك سيليكون فالي.

ولحل هذه المشكلة، قام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتنفيذ برنامج القروض الطارئة والذي سمح من خلاله للبنوك بالاقتراض باستخدام سندات الخزانة هذه المقومة بأقل من قيمتها. وهذا يعني أنه بإمكانهم الدفع للمودعين حتى لو كانت حيازاتهم من سندات الخزانة أقل من قيمتها الاسمية. وهذا وضع حدًا فعالًا للمخاوف الرئيسية للنظام المصرفي، حيث تم التغلب على السبب الأساسي للأزمة.

هل يعد كونك متفرداً أمراً جيداً؟

ولكن عند تلك المرحلة، شهد بنك “فيرست ريبابليك” بالفعل سحب كثير من المودعين للأموال كجزء من تحرك عام لنقل الأموال من البنوك الأصغر. ولم يكن لدى بنك “فيرست ريبابليك” نفس المشكلة؛ إذ كان لديهم ما لا يستحق ذكره من السندات. مما يعني أنهم لا يستطيعون اللجوء إلى برنامج القروض الطارئ مثل البنوك الأصغر الأخرى. ومع تصدر اسم بنك “فيرست ريبابليك” للأخبار، هرع عدد أكبر من المودعين لسحب أموالهم، مما تسبب في أزمة ثقة عجلت من انهيار البنك.

وفي يوم الاثنين أعلن البنك عن أرباحه، معلنًا أن أكثر من ٤٠ ٪ من الودائع قد تم سحبها. كما تمكن البنك من تسجيل ربح، لأن مصدر الدخل لا يزال موجودًا. لكنه يواجه صعوبات شديدة في تلبية مطالب المودعين. وتراجع سعر سهمه من جديد، وتساءل الناس عما إذا كانت سيكون هناك جولة جديدة من تفشي الأزمة المصرفية.

الخلاصة

البنوك الأخرى ليست في وضع مماثل لبنك “فيرست ريبابليك”، حيث يمكنها تغطية جميع حصصها الرهنية من الضمانات مع الاحتياطي الفيدرالي. لذلك، فإن العدوى المباشرة غير مرجحة بشكل خاص. ولكن انهيار بنك آخر قد يثير قلق المستثمرين من جديد، ويتسبب في جولة أخرى من التداول بعيدًا عن المخاطر حتى يستقر الوضع.

وقد تصبح “العدوى غير المباشرة” المشكلة التالية. وإذا ما خضع بنك “فيرست ريبابليك” للحراسة القضائية، فهذا يعني أنه قد يتم استنزاف صندوق تأمين الودائع الفيدرالي، مما يجبر البنوك على دفع مبالغ لموازنة النظام المصرفي. يمكن أن تؤدي هذه الزيادة في تكلفة التشغيل للبنوك أن تؤثر على البنوك الصغيرة الأخرى. كما انه من المرجح أيضًا أن يؤدي ذلك إلى عدم رغبة البنوك بدرجة أكبر في منح القروض، مما يؤدي إلى زيادة تباطؤ الاقتصاد. وقد يؤثر هذا من جديد بالسلب على الدولار الأمريكي، إذا اضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى دعم البنوك مرة أخرى، والتخفيف من تشديد السياسة النقدية.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

تداول بأمان مع حماية من الرصيد السالب. افتح حسابك وابدأ الآن!

Leave A Reply

Your email address will not be published.