مكتبة التداول

هل يجب على المتداولين القلق بشأن الانخفاض المتواصل لأسعار النفط؟

0

واجهت أسعار النفط الخام انخفاضاً بشكل ملحوظ منذ أوائل نوفمبر. حيث انخفض خام برنت بحوالي ٢٠٪ في تلك الفترة، وانخفض منذ يومين فقط دون مستوى بداية العام. ولم يقتصر الأمر على ضياع جميع المكاسب التي حققها من الحرب في أوكرانيا، ولكن أصبح خام برنت الآن أرخص بأكثر من ١٣ دولاراً مما كان عليه في اليوم السابق للغزو الروسي. 

وبالطبع كان القلق الرئيسي خلال العام الماضي هو التضخم، حيث يُنظر إلى ارتفاع أسعار الطاقة على أنه أحد المحركات الرئيسية. وبالتالي إذا انخفضت أسعار النفط الخام، ألا ينبغي أن يكون هذا أمراً جيداً؟ فيما يتعلق بخفض التضخم، ربما على أفضل تقدير. لكن المشكلة تكمن في أن أسعار النفط الخام غالباً ما تكون إشارة لحدوث شيء آخر. وقد يكون الانخفاض الكبير في أسعار النفط الخام علامة مقلقة على وجود مشاكل في الاقتصاد العالمي. وقد يعني ذلك بعض التحولات في سوق الفوركس. 

الأوضاع في الصين والتوقعات

أعلنت السلطات الصينية بالأمس عن سلسلة من التغييرات في سياستها الخاصة بمكافحة فيروس كورونا. وكان يُنظر إلى هذا التغيير على نطاق واسع على أنها تحول التركيز نحو الحد من التأثير الاقتصادي، بعد احتجاجات واسعة النطاق وتقارير عن تباطؤ النمو الاقتصادي. لكن السوق لم يتفاعل مع كل هذا بشكل إيجابي، لأن الإجراءات كانت غير رسمية إلى حد كبير ولا يزال هناك الكثير من عدم اليقين. 

وحتى وقت قريب، كان هناك الكثير من التكهنات بأن أسعار النفط الخام سترتفع إذا ما أعلنت الصين إنهاء عمليات الإغلاق. وقد قطعت السلطات الصينية شوطاً طويلاً نحو القيام بذلك، لكن أسعار النفط الخام لم تتحسن. وكان أحد الإجراءات الرئيسية التي تم الإعلان عنها رسمياً هو رفع الضوابط المفروضة على السفر الداخلي، والذي كان يُنظر إليه على أنه عقبة رئيسية أمام سلاسل التوريد. لكن الاندفاع المتوقع من الصينيين لشراء تذاكر الطائرات والنظر في رحلات السيارات لم يقابل بزيادة في الطلب على الوقود. 

أين تكمن المشكلة

يمكن النظر إلى أسعار النفط الخام بطريقة معينة على أنها رائدة في الاقتصاد، حيث أن كل شيء يتطلب الطاقة عملياً. وتتطلب زيادة الأداء الاقتصادي المزيد من الطاقة، أو استثمارات جذرية لتحسين كفاءة الطاقة. وتمكنت أوروبا ثاني أكبر سوق للطاقة في العالم، من خفض استهلاكها للطاقة بنحو ٢٠٪ مقارنة بما كان الوضع عليه قبل الحرب. وفي الوقت ذاته، بقي الإنتاج الصناعي في الاقتصاد المشترك مستقراً نسبياً، بل وزاد في النصف الأخير من هذا العام. 

أما الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للطاقة، فقد شهدت نمو الإنتاج الصناعي بشكل أسرع مما هو عليه في أوروبا، لكن معدل النمو كان يتباطأ. وفي أحدث تقرير لوزارة الطاقة، زادت مخزونات البنزين بأكثر من المتوقع. وكان هذا أحد العوامل التي أدت إلى انخفاض أسعار النفط الخام، حيث أظهر أن الأمريكيين كانوا يقودون سيارات أقل. وتعتبر أسعار البنزين المرتفعة مجرد أحد العوامل التي تقوض القوة الشرائية للأمريكيين. 

ماذا يحدث الآن؟

ارتفعت أسعار النفط الخام بشكل كبير في الجزء الأول من العام بسبب مخاوف من حدوث صدمات في العرض، خاصة خلال فصل الشتاء. وهذا يعني أنه تم شراء الكثير من الإمدادات وتخزينها، ولكن حتى الآن لم تحدث صدمات كبيرة في المعروض. وهذا يعني أن العديد من الشركات لديها كل الوقود الذي تحتاجه للأشهر المقبلة، مما قد يؤدي إلى استمرار الضغط السلبي على أسعار النفط الخام. 

ورغم أن أسعار النفط الخام يمكن أن تشير في كثير من الأحيان إلى التوقعات المتزايدة بحدوث التباطؤ الاقتصادي العالمي، فقد لا يكون هذا هو الحال في الوقت الحالي. أو حتى نعرف على الأقل مدى قسوة فصل الشتاء. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

افتح حسابك مع أوربكس الآن واختبر استراتيجيتك حول أسعار النفط!

Leave A Reply

Your email address will not be published.