واصلت معدلات التضخم ارتفاعها القوي في المملكة المتحدة مرة أخرى وصولاً إلى أعلى مستوى لها في 40 عام خلال شهر سبتمبر الماضي مقارنة بسبتمبر 2021، فقد سجل مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعاً بنسبة 10.1% خلال سبتمبر بأعلى من المتوقع.
وقد سجلت معدلات التضخم ارتفاعاً بالتزامن مع ارتفاع تكاليف المعيشة خلال الشهر الماضي قبل دخول فصل الشتاء، وقد شمل الارتفاع أغلب القطاعات بداية من الغذاء ووسائل النقل مروراً بالطاقة وكانت تلك المكونات هي المساهم الأكبر في ارتفاع الأسعار.
فقد سجلت أسعار الغذاء ارتفاعاً بنسبة 14.6% على أساس سنوي بينما سجل قطاع وسائل النقل ارتفاعاً بنسبة 10.9% في حين سجلت أسعار الأثاث والسلع ارتفاعاً بنسبة 10.8%.
هذا، وقد سجل الجنيه الإسترليني تراجعاً إلى مستويات تداولاته وقت كتابة هذا التقرير عند 1.1223 بعد صدور البيانات مقارنة بـ 1.1330 قبل صدورها.
يأتي ارتفاع التضخم في الوقت الذي يتجه فيه بنك إنجلترا إلى بيع بعض من السندات لديه يوم 1 نوفمبر المقبل، وسوف يعمل هذا القرار على تقليل السيولة الموجودة في السوق.
في سياق آخر، قال وزير المالية البريطاني “هانت” إلى أن الدعم الحكومي سيتم تقديمه إلى الفئات الأكثر احتياجاً والذي يعد الأولوية الكبرى لدى الحكومة، بينما سيتم العمل على السيطرة على معدلات التضخم المرتفعة والحفاظ على استدامة النمو الاقتصادي.
يُذكر أن وزير المالية البريطاني قد ألغى كافة قرارات خفض الضرائب التي أقرها وزير المالية السابق “كوارتنج” يوم 23 سبتمبر الماضي والتي أعتذرت عنها رئيسة الوزراء الحالية “ليز تراس” لافتة إلى أنها لم تكن تقصد إحداث تخبط في الأسواق.
ولا يزال المواطن البريطاني يعاني من ارتفاع معدل الأسعار وفواتير الطاقة مع استمرار ارتفاع أسعار النفط العالمية، وقد أظهرت المسوحات الأخيرة حالة من التشاؤم لدى المواطنين حيال ارتفاع أسعار الخضروات، وينوي 58% من الذين شاركوا في المسح أن يخفضوا معدل إنفاقهم باحتفالات الكريسماس و8% لا ينوون التسوق على الإطلاق، الأمر الذي يشير إلى تباطؤ النمو الاقتصادي خلال الشهور المقبلة وسط ضعف معدلات الانفاق.
من المتوقع أن يقوم بنك إنجلترا برفع معدلات الفائدة مرة أخرى خلال اجتماعه القادم في 3 نوفمبر بنحو 50 نقطة أساس وذلك بعد بيانات التضخم الصادرة اليوم.
النظرة الفنية
يجري تداول زوج الإسترليني دولار أعلى خط اتجاه صاعد على الإطار الزمني الساعة بداية من يوم 26 سبتمبر، ولذلك الاستقرار أعلى المستوى 1.1150 يعني استمرار النظرة الشرائية على المدى القصير ومن المتوقع أن يحشد الزوج المزيد من زخم الصعود في حال اختراق المستوى 1.1270 لاستهداف المستوى 1.1350 ويليه المستوى 1.1430.
تتحول النظرة إلى البيع في حال كسر خط الاتجاه والاستقرار أدناه باستهداف المستوى 1.1050.
