مكتبة التداول

كيف سيتصرف بنك الاحتياطي الفيدرالي الآن؟

0

شكلت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي يوم الجمعة صدمة للأسواق. حيث بلغ التضخم من جديد أعلى مستوياته منذ عقود. الأمر الذي دفع إلى إعادة تقييم مسار رفع أسعار الفائدة، وما إذا كان الركود قد بات وشيكاً أم لا. وجاء انعكاس منحنى العائد من جديد ليبين أن العديد من المستثمرين كانوا يراهنون على الركود في غضون العامين المقبلين.

وبالفعل كانت هناك مخاوف من أن دورة التشديد الأكثر شراسة منذ الثمانينات والتي انتهجها بنك الاحتياطي الفيدرالي من شأنها أن تدفع الاقتصاد نحو الركود. وحيث يبدو أن التضخم الآن قد بات خارج نطاق السيطرة، وأنه سيتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي اتخاذ موقف أكثر صرامة، فإن مستوى المخاوف المتعلقة بالركود قد ارتفع. وبهدف طمأنة الاقتصاد، أكدت وزيرة الخزانة “يلين” أنها لا ترى أي مؤشرات على أن الركود قد بات وشيكاً. إلا أن تصريحها لن تسهل المهمة على رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي “باول”.

ماذا يعني كل ذلك

في حين ركزت العناوين الرئيسية على تجاوز التضخم حتى أعلى التوقعات، نجد البيانات تتضمن بعض العناصر المثيرة للاهتمام والتي قد تخبرنا العكس. يركز بنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر على رقم التضخم الأساسي، والذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة. وبطبيعة الحال، هذان العنصران مهمان للمستهلك الأميركي، لكنهما يميلان إلى أن يكونا أكثر تقلباً. وقد يكون هذا هو المفتاح هنا لفهم ما يمكن أن يقدم عليه بنك الاحتياطي الفيدرالي.

فاق التضخم الأساسي الإجماع بعشر واحد، ولكن الأهم من ذلك، أنه أقل مما كان عليه في أبريل. والذي بدوره كان أقل من رقم مارس. أي أن الحديث حول أن التضخم قد “بلغ ذروته” لا يزال على حاله بالنسبة للرقم الأساسي الذي يتتبعه بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يعني أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ستلتزم بمسارها الحالي. وهذا يعني رفع سعر الفائدة بمقدار ٥٠ نقطة أساس في هذا الاجتماع، وعمليا توقع ٥٠ نقطة أساس أخرى في يوليو.

آراء خبراء الاقتصاد

أجمع الاقتصاديون قبل بيانات التضخم على أن الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة بمقدار ٥٠ نقطة أساس. ولكن بعد صدور بيانات التضخم، أصبح ما يزيد عن الربع منهم يتوقع زيادة بمقدار ٧٥ نقطة أساس. وهو ما أحدث تحولاً في أسواق المال، وأدى إلى ارتفاع الدولار مقارنة بالعملات الأخرى. مما يعني أنه إذا رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بمقدار ٥٠ نقطة أساس فقط، سنشهد تراجعاً للدولار يوم الأربعاء.

ومع ذلك، فمن المرجح أن يكون المؤتمر الصحفي الذي يلي الاجتماع هو المحرك الفعلي للأسواق. فمسؤولو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في فترة التعتيم التي تسبق قرار سعر الفائدة، لذلك ليس لدينا أي رد فعل رسمي من أي من صانعي السياسة حتى يتم إعلان سعر الفائدة. مما يعني أن تصريح “باول” ضمن المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع ستكون هي المرة الأولى التي نحصل فيها على أي رد فعل حول رقم التضخم، وما يعنيه ذلك بالنسبة لمستقبل رفع أسعار الفائدة.

ما يجب عليك الانتباه له كمتداول

إذا ما أكد “باول” على مسار سعر الفائدة الحالي، فمن المرجح أن يفسر ذلك على أنه نبرة مسالمة ويضعف الدولار فيما يشكل عامل دعم للأسهم. ولكن إذا اشار “باول” إلى أن وضع التضخم أكثر صعوبة، فيمكن تفسير ذلك من قبل الأسواق على أنه مزيد من التشدد. وبالتالي، فحتى لو يتم رفع سعر الفائدة بمقدار ٧٥ نقطة أساس هذه المرة من قبل الفيدرالي، فإن قلقهم بشأن التضخم يعني أنهم قد يفعلوا ذلك في يوليو.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

هل تشعر بالثقة الكافية لبدء التداول؟ افتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.