مكتبة التداول

هل يتمكن مؤشر “زيو” الألماني من عكس مسار اليورو؟

0

كان سعر صرف اليورو يسجل مزيداً من التراجع مقابل ازواج العملات الرئيسية التي يتداول امامها خلال الشهر الماضي. واتخذ اليورو مسار حركة هابطة قوية مقابل الدولار الأمريكي بشكل خاص وذلك بعد أن فشل البنك المركزي الأوروبي في تغيير سياسته النقدية بشكل جذري. وعلى الرغم من أن حركة الهبوط كانت حركة قوية نسبياً، إلا أنها كانت ضمن الاتجاه العام الذي شوهد منذ بداية العام الماضي. وخلفت هذه الحركة اليورو عند أضعف نقطة له منذ ما قبل الأزمة المالية الأخيرة بوقت طويل.

والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر. هل يمكن أن ينخفض اليورو إلى مستوى التكافؤ مع الدولار؟ إجابة هذا السؤال سوف تعتمد على البيانات. فما يثير الحركة بشكل رئيسي في زوج اليورو مقابل دولار هو الفارق في عوائد السندات، والتي تحركها حالياً التوقعات حول السياسة النقدية. بيد أن البنوك المركزية تستجيب للبيانات الاقتصادية الأساسية، وغداً الأسواق على موعد مع أحد البيانات الرئيسية نوعاً ما والتي عادة ما تحرك الأسواق.

المسألة التي يجب التركيز عليها

البنك المركزي الأوروبي متردد في رفع أسعار الفائدة في المقام الأول لأن الائتمان الأكثر تكلفة يترجم إلى ضعف في الاداء الاقتصادي. وهو وضع مستغرب إلى حد ما. وذلك لأن اقتصاد الاتحاد الأوروبي إيجابي، فيما سجلت الولايات المتحدة نمواً سلبياً في الربع الأخير. ومع ذلك، فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي لديه موقف أكثر حزماً تجاه التضخم. وكي نكون منصفين، فإن الولايات المتحدة تواجه تضخماً أعلى من منطقة اليورو، ولكن بالمقارنة، فإن الفارق يعد ضئيل. ورغم الفارق الضئيل بين ٨.٥٪ و٧.٤٪، إلا أنها لا تزال تمثل مشكلة كبيرة.

لذا، فإن الاتحاد الأوروبي يواجه بشكل أساسي المزيد من التوقعات “المكبوتة” بشأن تشديد السياسة النقدية. فالسوق يسعر ٣ زيادات فقط في معدلات الفائدة هذا العام، مقارنة بـ ٦ زيادات لصالح بنك الاحتياطي الفيدرالي. ومع النمو في الاقتصاد المشترك الذي يفتقد للإثارة، فمن المرجح أن تبقى هذه التوقعات طي الكتمان. ولكن إذا ما كانت هناك دلالات على التفاؤل في الاقتصاد، فيمكن تفسير ذلك على أنه يمنح البنك المركزي الأوروبي حيزاً أكبر لاتخاذ إجراء. وهو ما قد يترجم إلى توقع بأن فجوة العائد بين كل من أوروبا والولايات المتحدة ستغلق مستقبلًا. وهو ما قد يمنح اليورو دفعة في نهاية المطاف.

ما يتوجب مراقبته

أحد المؤشرات الرئيسية للاقتصاد، هو مؤشر “زيو” لاستطلاع المعنويات الاقتصادية، والذي يطلب من الجهات الفاعلة الرئيسية مقارنة أين يتوقعوا أن يكون الاقتصاد بعد ستة أشهر من الآن. وارتفاع المؤشر يعكس تزايد التفاؤل، فيما تراجعه يعني توقع استمرار الاداء الضعيف للاقتصاد. وعلى الرغم من أن استطلاع مؤشر “زيو” لمنطقة اليورو يصدر في نفس الوقت مع المؤشر الألماني، فإن السوق عادةً ما يولي مزيدًا من الاهتمام للرقم الألماني.

وإجماع الاقتصاديين يصب في أن الاستطلاع سيستمر في الابتعاد عن التفاؤل. ومن المتوقع أن يتجه مؤشر “زيو” للمعنويات الاقتصادية لشهر مايو صوب المنطقة الحمراء عند -٤٢.٥ مقارنة بـ -٤١.٠ في آخر قراءة. ويقارن ذلك بالوضع الحالي، الذي من المتوقع أيضاً أن يزداد سوءا ليصل عند -٣٥.٠ من -٣٠.٨ سابقاً.

السيناريوهات المحتملة

من المتوقع بشكل أساسي أن تقول الشركات الألمانية بأن الوضع الحالي سيء، ويتوقعوا أن يزداد الوضع سوءاً خلال الأشهر الستة المقبلة. أي خلال فترة الصيف التي عادة ما تكون أكثر إيجابية.

ولكن في حال أظهر الوضع تحسناً؛ بمعنى أن تكون التوقعات أقل سلبية، فقد يساعد هذا اليورو نوعاً ما.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

هل تشعر بالثقة الكافية لبدء التداول؟ افتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.