تخطت أسعار الألمنيوم الـ 3 آلاف دولار للمرة الأولى منذ يوليو 2008 بسبب وجود أزمة في إمدادات الطاقة. حيث يعتمد تصنيع الألومنيوم على الكهرباء ويستهلك إنتاج كل طن حوالي 14 ميجاوات في الساعة، وهو ما يكفي لإمداد عقار في المملكة المتحدة لمدة 3 أعوام. وإذا اعتبرنا أن الإنتاج السنوي للألومنيوم دولة، فإنها ستكون خامس أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم.
ومن المتوقع أن تتفاقم أزمة الإمدادات بسبب نقص الطاقة اللازمة لإنتاج المعدن، خاصة في آسيا وأوروبا مع الأخذ في الاعتبار أيضاً ارتفاع أسعار الغاز إلى أعلى مستوياتها بعد جائحة كورونا.
من ناحية أخرى، يلاحظ وجود ارتفاع قوي في عقود الشراء Buying calls باستهداف مستويات 4 آلاف دولار للطن.
وقد أعلن مجلس الدولة الصيني يوم الجمعة الماضية عن السماح برفع أسعار الطاقة في محاولة لتخفيف أزمة الطاقة المتفاقمة والتي نجمت بشكل كبير عن نقص إمدادات الفحم في الصين، وتشديد معايير الانبعاثات والطلب القوي من المصنّعين مما أدى إلى دفع أسعار الفحم إلى مستويات قياسية. وتم خفض حوالي 2.33 مليون طن سنوياً من سعة المصهرات في الصين بسبب قيود الطاقة المرتبطة بأهداف تقليل الانبعاثات الكربونية.
وفي الهند، تسبب نقص إمدادات الفحم في حدوث أزمة كهرباء، حيث يتم تشغيل حوالي 70% من كهرباء البلاد بواسطة الوقود. ويمكن أن يتسبب انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ساعتين في مصانع الألمنيوم لأن يصبح المعدن المنصهر في خط الإنتاج صلباً، مما يضطر وحدة الصهر إلى الإغلاق لمدة ستة أشهر على الأقل. ويشكل الفحم حوالي 35% من حجم إنتاج الطاقة المستخدمة في إنتاج الألومنيوم.
مما سبق، يبدو أن ارتفاع أسعار المعادن يرجع إلى فرض قيود على الطاقة على نطاق واسع وليس بسبب زيادة الطلب إذا وضعناهم في مقارنة، ويبدو أن ارتفاع الأسعار سيستمر حتى منتصف العام المقبل حتى يتم تقليل القيود على الإمدادات وإعادة التوزان بالأسواق.
وتعد الصين من أكبر الدول المنتجة للألمنيوم، ولذلك، فإن تعديل السياسات سيكون له تأثير قوي وواضح خلال الشهور المقبلة، حيث أنتجت الصين حوالي 37 مليون طن خلال 2020. وهناك فارق كبير في معدل الإنتاج إذا ما تم مقارنته بالولايات المتحدة التي أنتجت نحو مليون طن في 2020.
هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن
