واصلت الأسهم الأمريكية ارتفاعها إلى مستويات قياسية بدعم من النبرة الحذرة التي أظهرها الفيدرالي الأمريكي فيما يتعلق بتعديل السياسة التسهيلية المكثفة الحالية. فبالرغم من تصريحات “جيروم باول” الأخيرة التي أشار فيها إلى أن الفيدرالي الأمريكي سيتجه لخفض برنامج مشتريات الأصول البالغ قيمته 120 مليار دولار شهرياً بنهاية العام الجاري، إلا أنه أشار إلى أن ذلك لا يعني الاتجاه لرفع الفائدة وأن وتيرة الخفض لن تكون سريعة نظراً لأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال بحاجة إلى السياسة النقدية التسهيلية وسط استمرار مخاوف من تفشي سلالة دلتا الجديدة.
ولكن بالرغم من أن النظرة التفاؤلية لسوق الأسهم الأمريكية لا تزال قائمة، إلا أن الأسواق تسعّر عمليات تصحيح قوية خلال شهر سبتمبر الجاري، خاصة وأن الأسهم واصلت مكاسبها على مدار الـ 7 أشهر الماضية.
بالنظر تاريخياً، فإن مؤشر S&P 500 قد أنهى شهر سبتمبر مرتفعاً في 45% من عدد الأشهر فقط منذ الحرب العالمية الأولى، ويسجل متوسط الهبوط خلال أشهر سبتمبر التي هبط فيها 0.56%. كما أن المؤشر عادة ما سجل هبوطاً في المتوسط بنسبة 0.73% في العام الأول من الفترات الرئاسية الجديدة، كما أنه يسجل هبوطاً بنحو 0.74% في الأعوام التي يسجل فيها مستويات قياسية خلال شهري يوليو وأغسطس، كما حدث هذا العام.
وتترقب أيضاً الأسواق بيانات سوق العمل عن كثب، ففي حال جاءت القراءة أعلى من المتوقع، فإن الفيدرالي قد يلمّح بالبدء في تقليص عمليات شراء الأصول خلال الربع الأخير من العام الجاري، مما قد يزيد الضغوط على أسواق الأسهم بطبيعة الحال، وذلك خلال الاجتماع المزمع عقده يوم 22 سبتمبر. ولكن إذا جاءت البيانات أقل من المتوقع، فقد يتمهل الفيدرالي في الإعلان عن سحب السيولة.
كما يُنظر إلى شهر سبتمبر على أنه شهر عودة الحياة إلى طبيعتها، حيث يعود الأطفال إلى المدارس، وانتهاء إعانات البطالة الممتدة يوم 6 سبتمبر، وسيفقد حوالي 7.5 مليون مواطن تلك الميزة.
هذا بالإضافة إلى ترقب الأسواق محطات هامة هذا الشهر، وهي مناقشات رفع سقف الدين وخطط الإنفاق على البنية التحتية والذيمن المقرر أن ينظر فيهم الكونجرس هذا الشهر.
ويوضح الرسم البياني التالي أداء مؤشرS&P 500 خلال الـ 5 سنوات الماضية.
وبالرغم من النظرة الحذرة هذا الشهر، إلا أن الأسواق ستحافظ على مكاسبها على المدى الطويل. بمعنى آخر، ستظل الأسواق صاعدة طالما لم يقم الفيدرالي برفع الفائدة.
وأفضل التركيز خلال شهر سبتمبر على الأسهم المنفردة بدلاً من قطاعات بأكملها، ومن الأسهم المرشحة للارتفاع خلال الشهر الجاري سهم AMC الذي يستقر حالياً عند متوسط الـ 52 أسبوع. وفاقت أرباح الشركة التوقعات خلال الربعين الماضيين، وتم ذكر اسم الشركة حوالي 330 مرة خلال الـ 30 يوم الماضية على موقع wallstreetbets.
سهم Apple أيضاً مرشح للارتفاع بعد الإعلان عن الإصدار الجديد للآيفون خلال الشهر الجاري. وبالرغم من وجود عجز في أشباه الموصلات الذي أثر على الشركات المنافسة، إلا أن آبل لن تتأثر بنفس القدر، بالإضافة إلى أن مستويات آبل أقل حالياً من المؤشرات الرئيسية، مما يزيد من احتمالات الارتفاع.
