مكتبة التداول

الصين تتجه لإطلاق عملة رقمية مدعومة بالذهب

0

يبدو أن هناك إعصار من نوع آخر سيضرب الولايات المتحدة بشكل غير مباشر بمطلع العام المقبل، حيث تتجه الحكومة الصينية نحو إطلاق عملة مدعومة بالذهب مع بداية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها بكين. وبالرغم من أنه لم يتم الإعلان بشكل صريح عن ربطها بالذهب إلا أن الإعلانات الترويجية أظهرت اليوان الرقمي وكأنه من الذهب.

ولا تعد تلك هي الخطوة الأولى التي تتخذها الحكومة الصينية في هذا الأمر، ففي مارس 2018 أطلقت الحكومة الصينية البيترويوان والذي تم إطلاقه خصيصاً لتداول العقود الآجلة للنفط لمنافسة الدولار الأمريكي.

من المعروف أن الصين تحاول القضاء على هيمنة الدولار الأمريكي على القطاع المصرفي والتعاملات المالية العالمية، حيث يمثّل الدولار حوالي 88.3% منها، ولهذا هناك العديد من المحاولات لإيجاد بديل له من خلال إطلاق عملات رقمية مدعومة يعتمد عليها النظام العالمي بدلاً من الدولار الأمريكي،.وهذه هي الطريقة الأفضل لمنافسة الدولار وهي عن إطلاق عملية رقمية ذات مصداقية، فلا أحد يرغب في أن تتسبب أزمة اقتصادية أمريكية أخرى في زعزعة النظام المالي العالمي وخاصة أنه منذ الأزمة المالية العالمية لم يستطيع النظام المالي التعافي بشكل كامل. وبدا ذلك واضحاً في التدخلات القوية من البنوك المركزية بضخ سيولة ضخمة تبلغ حوالي 800 مليون دولار في الساعة الواحدة، كما بلغ حجم السندات التي يجري تداولها بعائد سلبي حوالي 16 تريليون دولار.

ونلاحظ خلال السنوات الأخيرة إن القطاع المالي أصبح يشكل جزءاً أكبر من الاقتصاد الكلي. وعلّق “هالدن” كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا الذي استقال مؤخراً من منصبه، على هذا الأمر قائلًا “إن مساهمة القطاع المالي في الناتج المحلي الإجمالي أصبح أمراً مبالغاً فيه”. ويبدو أن العالم أصبح يتخذ قرارات ناجمة عن محاولات الحفاظ على الدولار كعملة احتياط تحفها المخاطر ولا يجب أن يتم تجاهلها مع تزايد المخاطر الائتمانية.

فحدوث أزمة مالية جديدة لا يتطلب سوى مرور المزيد من الوقت ولكن حدوثها أمر حتمي الآن، فالقرارات التي يتخذها الفيدرالي الأمريكي للحفاظ على استقرار الأسواق والحفاظ على الدولار كعملة احتياط عالمي أدت إلى زيادة الأصول التي تتخذ شكل أوراق مالية بفائدة تبلغ 8 تريليون دولارولهذا يتم الاتجاه إلى رفع سقف الدين كحل وحيد من الحكومة الأمريكية.

كما نلاحظ أن أغلب الدول المتقدمة تتجه إلى زيادة الإنفاق على البنية التحتية في الوقت الذي تتجه في الاقتصادات إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة. وتتشكل أغلب الموارد اللازمة لهذا الأمر في الدول النامية التي يشكل عدد سكانها 58% من سكان العالم، ولهذا، فإن  الاستمرار في تطوير البنى التحتية سيتطلب كم كبير من الموارد الذي يقع معظمها في العالم النامي. وأشارت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة إلى أنه من المتوقع زيادة الطلب على المواد الخام بنسبة 70% خلال الأعوام المقبلة إلى ما يقرب من 168 مليون طن يومياً، الأمر الذي سيزيد من ارتفاع أسعار السلع بشكل غير مسبوق.

ولهذا قد تفكر الصين في دعم فكرة عالم واقتصاد جديد متجدد ولا يعتمد فقط على الموارد، وذلك من خلال تعزيز الإنفاق على البنية التحتية على المستوى العالمي. ولهذا رأينا عدد من المحاولات لإنشاء هذا الاقتصاد الجديد، وعلى رأسها طريق الحرير.

وأشارت الدراسات إلى أنه يجب إيجاد عملة احتياط تسهّل عملية تسريع النمو العالمي أو على الأقل جزء كبير منه. ومن المتوقع أن تكون الصين هي التي ستتخذ خطوات حاسمة في تعريف العالم بعملة احتياط جديدة بديلة للدولار، حيث سيتم التحوُّل من أمر مرغوب فيه إلى ضرورة بالنسبة للعالم أجمع.

بالطبع لا يمكن نزع الدولار كعملة احتياط عالمية بشكل مفاجئ، ولكن من خلال اتجاه الصين إلى تقديم سلة بديلة من العملات أو من خلال إطلاق يوان رقمي مدعوم بالذهب، وحينها سيفقد الدولار هيمنته التي حافظ عليها لمدة 50 عاماً تقريباً.

وعلى الصين إيجاد حلفاء لها خلال الفترة المقبلة، فالولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا المخطط الذي بدا واضحاً الآن أكثر من ذي قبل. حينها يمكن أن نتوقع مدى زمني متوقع لحدوث هذا الأمر من خلال الاتفاقات التجارية أو سبل التعاون المشتركة بين الصين والدول النامية والناشئة لفرض الواقع الجديد على الولايات المتحدة.

ابدأ بتداول الذهب الآن بأفضل الفروقات السعرية

Leave A Reply

Your email address will not be published.