مكتبة التداول

إلي أي مدى يتعين على المتداولين القلق بشأن حالات العدوى والوفيات بعد تلقي اللقاحات؟

0

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بعد ورود العديد من تقارير وسائل الإعلام التقليدية عن وفاة ٢٣ شخصاً في النرويج بعد تلقيهم لقاح كوفيد “فايزر” و “بيو أنتك”

سارعت السلطات إلى توضيح عدم وجود صلة بين اللقاح والوفيات. لكن هذا لم يوقف التكهنات المتفشية.

وأفادت أنباء أخرى عن حالات لأشخاص أصيبوا بالعدوى بعد تلقيهم اللقاح، حتى أن بعض هذه الأنباء أفادت عن حالات وفاة لأشخاص بكوفيد نتيجة للتلقيح.

وإذا كانت اللقاحات تهدف لمنع الناس من الموت من الكوفيد وتوفير المناعة، فما الذي يحدث؟

تداول بأمان مع حماية من الرصيد السالب. افتح حسابك وابدأ الآن!

هناك كم من النقاط التي يتوجب فهمها أولها عناوين الأخبار المضللة. وثانياً، الافتقار العام في فهم كل ما يتعلق باللقاحات والمخاطر والنسب التي تستغلها وسائل الإعلام.

وإليك ما تحتاج إلى معرفته.

العدوى بعد تلقي اللقاحات

يتوفر لقاح فيروس كورونا الأول منذ أقل من شهرين فقط. ولم يمض سوى شهر على توفره بأعداد مجدية.

ويستغرق الأمر 12 يوماً بعد الحقن الأول لإنتاج مناعة ملحوظة وستة أسابيع كاملة لتحقيق فعاليته المعلنة بنسبة ٩٥٪.

وبعبارة أخرى، لا تزال الغالبية العظمى من الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح في طور تطوير المناعة. وبالتالي، لا يزالون بحاجة إلى الحفاظ على التدابير الوقائية.

فعلى سبيل المثال:

شخص ما يتلقى اللقاح. وبعد أسبوع يقرر الذهاب إلى حفلة حيث شخص ما هناك قد يكون مصاب بالفيروس. وبالتالي فهو معرض لخطر الإصابة بالمرض تماماً كما لو لم يكن قد تلقى اللقاح.

وذلك أن فعالية اللقاح تصل لنسبة ٥٢٪ بعد مرور ثلاثة أسابيع من وقت التطعيم. ثم بعد ذلك يحتاج المريض إلى جرعة ثانية والانتظار لمدة ثلاثة أسابيع أخرى قبل أن يحصل على التأثير الكامل للقاح.

لذلك من السابق لأوانه القول إن اللقاح لم ينجح.

العدوى لا تزال متوقعة

نعم، فحتى في بلوغ اللقاح كامل فعاليته، فما زلنا نتوقع إصابة عدد من الأشخاص بالفيروس حتى مع التطعيم.

ويذكر أن لقاح فايزر فعال بنسبة ٩٥٪. وهذا يعني أن ما يصل نسبته إلى ٥٪ من الأشخاص الذين يتلقون اللقاح لا يزالوا معرضين للإصابة بالمرض لاحقاً.

وأي تقرير إعلامي عن حالة أو حالتين لأشخاص أصيبوا بالعدوى بعد تلقيحهم، حتى ولو حدث بعد الموعد المحدد بـ ٦ أسابيع، فهو ليس بشيء يدعو للقلق.

ولوضع الأمر في نصابه الصحيح، تم توفير أكثر من ٦٨ مليون جرعة حتى كتابة هذا التقرير. وهذا يعني أنه ما لم يكن هناك أكثر من ٣.٤ مليون شخص يصابون بالمرض بعد العدوى، فلا داعي للقلق.

ولاحظ أن “الإصابة بالمرض” هنا تعني ظهور الأعراض. وستظهر بعض الاختبارات إيجابية بالفعل من خلال اختبار اللقاح والاستجابة المناعية الناجمة عن اللقاح.

ولكن موت الناس أمر مخيف!

اتفق معك. ولهذا السبب هذه العناوين موجودة.

لاحظ أن معظم هذه التقارير الإعلامية وضعت كلمة “بعد” بدلاً من “نتيجة لـ”. وهذا لأنهم يعلمون أنه ليس صحيحاً، لكنهم ما زالوا يريدون التلميح إليه.

وتسارع السلطات الصحية لإعطاء اللقاح للأشخاص الأكثر ضعفاً في المناعة. وهذا يعني في المقام الأول كبار السن الذين يعانون بالفعل من أمراض أخرى مزمنة متعددة.

وهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كوفيد، وأكثر عرضة للوفاة من مجموعة متنوعة من الأسباب في الأيام أو الأسابيع التي تلي التطعيم.

وقامت النرويج بتلقيح أكثر من ٤٠ ألف شخص فوق سن الثمانين.و توفي منهم ٢٩ شخصاً حتى الآن. وما قبل كوفيد، كان يموت حوالي ٣٥٠ شخصاً في هذا العمر كل أسبوع.

وخلاصة القول هي أن وسائل الإعلام ستحاول بيع العناوين الرئيسية للحالات الفردية. ولكن ما لم تكن هناك تقارير عن إصابة آلاف الأشخاص بمضاعفات بعد ستة أسابيع، فمن المحتمل ألا يكون هذا أمراً يدعو المتداولون للقلق.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

Leave A Reply

Your email address will not be published.