مكتبة التداول

إلى متى سيدوم ازدياد الإقبال على المخاطرة؟

0

كانت الأسواق تتحرك بشكل كبير في الأسبوع الماضي على خلفية تحسن معنويات المخاطرة.

وتميل وسائل الإعلام إلى التركيز على أحداث محددة قد تخلف تأثيراً قصير الأجل، مثل رفع البنك المركزي الأوروبي لمشتريات الأصول (الأمر الذي ساعد في دعم اليورو كما كان متوقعاً). ولكن مثل هذا التحرك الثابت في معنويات المستثمرين ينطوي عموماً على مجموعة من العوامل التي تشير إلى التفاؤل.

فقد انتعش مؤشر “ستاندرد آند بورز ٥٠٠”، وهو المقياس الرئيسي للأسهم في الولايات المتحدة، بنسبة ٤٠٪ منذ أن لامس القاع في نهاية أفضل فترة امتداد طيلة الـ٥٠ يوماً في التاريخ.

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

وتماماً كما كان الانهيار الناجم من “كوفيد-١٩” تاريخياً، يبدو أيضاً أن التعافي سيكون كذلك. ويعد الدولار الأسترالي من الأمثلة الاخرى، وهو المرتبط ارتباطاً قوياً بمعنويات المخاطرة، فهو لم يسترد فقط جميع خسائره منذ بداية تفشي المرض فحسب، ولكنه في الواقع يتحرك نحو مستويات أعلى.

وعند هذه النقطة، سواءً كنا نتحدث عن انتعاش على شكل حرف V أو على شكل حرف U، يبدو أنه حجة دلالية.

ولكن هل سيدوم هذا الأمر؟

إن مشاعر المجازفة تعزز الأسواق إلى أن تتوقف عن ذلك. وإذا ذهبنا إلى الاتجاه التاريخي، فإن الانكماش القوي يعقبه عودة سريعة نسبياً إلى السوق الصاعدة.

فتاريخياً، كانت هذه الفترة يعقبها نمو أبطأ، ولكنه مع ذلك لا يزال نمو. وعادة، سيتبع ذلك متوسط مكاسب في “ستاندرد آند بورز” بنسبة ٦.٢٪ على مدى الأشهر الستة القادمة. ومكاسب بنسبة ١٩.٤٪ خلال العام القادم.

مع ذلك، لا يزال أمام السوق الكثير لكي تتمكن من التعافي.

ومن ناحية أخرى، يشير بعض محلّلو الأسواق إلى نسب طلبات الشراء على عقود الخيارات والتي تظهر أن حماس المتداولين قبل بدء التحسن المفترض في النمو ربما دفع السوق إلى الإفراط في الشراء. ويزعم هؤلاء المحلّلون أن التصحيح على المدى القريب مرجح. ولكن هذا قبل أن نضع في الحسبان الأثر الاقتصادي المتأخر الناتج عن عمليات الإغلاق بسبب الجائحة.

ما مدى صحة البيانات حقاً؟

تغلب تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة بشكل كبير على التقديرات القادمة مع أكبر زيادة في الوظائف على الإطلاق.

ومع ذلك، فكما ذكر في معاينة الوظائف غير الزراعية، فإن هذا لا يتوافق كثيراً مع “خلق فرص العمل”، بل مع الأشخاص الذين يعودون إلى الوظائف التي كانت لديهم بالفعل.

وبالتعمق في تقرير التوظيف، وجدنا أن فقدان الوظائف الدائمة كان تقريباً ٣٠٠ ألف وظيفة. في السيناريو الطبيعي، وفي غياب سلبيات الجائحة، سيكون هذا الرقم على قدم المساواة مع الركود الكبير.

ولا تعكس هذه البيانات سوى محاولة الاقتصاد العودة إلى الوضع الطبيعي. ولكن يبقى السؤال المطروح حول ما إذا كان من الممكن الحفاظ على النمو الأولي (إعادة النمو) قائماً.

ومع انتهاء عمليات الإغلاق، فستقوم الشركات بالتوظيف في محاولة للعودة إلى طبيعتها. ولكن إذا تبين استحالة ذلك بسبب الخسائر الناجمة أثناء فترة الإغلاق مقترناً بقيود جديدة، فقد نشهد تراجعاً آخر في الشهرين المقبلين.

ومن ثم هنلك المخاوف من موجة ثانية في الخريف!

نماذج أخرى؟

حتى الآن، فإن الصين تعد هي نموذج التفاؤل المستمر، والتي نجحت في التغلب على تفشيها من دون عودة ظهور وانتشار الفيروس من جديد مع إعادة الفتح.

ولو أن العالم لم يكن قد أغلق بعد ذلك أيضاً، لكان الاقتصاد الصيني في وضع أفضل بكثير.  والافتراض هنا هو أن هذا المسار الأفضل حالاً هو ما سيتبعه بقية العالم بمجرد انتهاء عمليات الإغلاق.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

Leave A Reply

Your email address will not be published.