مكتبة التداول

هل تتصدى الحكومات بشكل مناسب للمعلومات المغلوطة حول “كوفيد-١٩”؟

0

يتعين على الحكومات أن تحصل على معلومات دقيقة حتى يتسنى لها اتخاذ القرارات.

وفي ظل الديمقراطية، حيث تخضع الحكومة لإرادة الشعب، فلا بُد من إطلاع عامة الناس على الأمر من أجل تقييم تصرفات الحكومة.

ومع ذلك، يبدو أنه مع تفشي مرض “كوفيد-١٩”، كان الحصول على تلك المعلومات واستخدامها لاتخاذ قرارات أفضل، يمثل تحدياً فريداً.

وباعتبارها المؤسسة ذات السلطة الأكبر، فإن القرارات التي تتخذها الحكومة هي الأكثر أهمية، وبالتالي فمن المفترض أن يكون لديها أفضل المعلومات.

وفي ظل هذا المنطق فمن المفهوم أن يلجأ الناس إلى الحكومة للحصول على المعلومات، أو على الأقل يتوقعون من الحكومة أن تفعل شيئاً ما لتوفير معلومات جيدة.

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

المسألة معقدة

بيد أن هناك مشكلة خاصة في هذا الصدد. ففي العديد من الحالات، تشارك الحكومة ذاتها في المعلومات المضللة، ويرجع هذا غالباً إلى المصالح الشخصية أو السياسية لبعض المسؤولين.

على سبيل المثال، ألقى وزير الخارجية الصيني باللائمة على الجنود الأميركيين في تفشي هذا المرض. وهذا موقف غير مستغرب بطبيعة الحال، ولكن في الآونة الأخيرة، تدهورت الثقة الشعبية في وسائل الإعلام، الأمر الذي جعل المشكلة أكثر تعقيداً.

ففي نهاية المطاف، تجني وسائل الإعلام المال من خلال عرض محتواها أمام أكبر عدد ممكن من المشاهدين.

فهي تعتمد في كثير من الأحيان على الحقائق الفنية التي تناقض الحقائق والمعلومات الموثوقة.

عندما يكذب الجميع فلا ثقة في أحد

اشتهر أصحاب نظرية المؤامرة بانتقاء المعلومات لتقديم الروايات. وغالباً ما تكون هذه الروايات والفرضيات غريبة، مثل أن شبكة الجيل الخامس كانت السبب وراء ظهور “فيروس كورونا”.

ولكن من الناحية التنقية، فإن الأمر لا يختلف كثيراً عن مصدر إعلامي حسن السمعة ومرموق يستخدم البيانات التي تظهر أعلى معدلات الوفيات، أو أسوأ السيناريوهات في النماذج. وفي نهاية المطاف، فإن “التواطؤ” ما هو إلا مرادفاً “للتآمر”.

لكل شخص مصلحة خاصة في الترويج لأنواع معينة من المعلومات. من الترويج لملحقات فيتامين سي كعلاج للكوفيد، إلى مغردي تويتر الذين يحاولون جذب الانتباه بزعمهم أنهم ممرضات، وليس من المستغرب أن يستسلم كثيرون ببساطة ويختاروا تصديق من يتفقون معه بالرأي. 

أنت لست حلاً إذا كنت تمثل جزءاً من المشكلة

وتستطيع الحكومات أن تجعل خبرائها متاحين للأسئلة المطروحة، لكن غالباً ما ينكر الناس وجهات نظر الخبراء ولا يحبونها كونها تابعة لروايات الحكومة. ويمكن القول انهم ليسوا مخطئين تماما بهذا التفكير.

فقد قلّل العديد من الخبراء في العالم من فائدة أقنعة الوجه في البداية للمساعدة في الحفاظ على الإمدادات اللازمة للعاملين الطبيين ذوي الأهمية البالغة في ظل هذه الظروف الاستثنائية. ومنذ ذلك الحين بدأوا ليس بالتوصية بارتداء الأقنعة فحسب، بل في كثير من الحالات جعلوا الأقنعة إلزامية.

حتى إذا كانت الخطة هي مساعدة الناس، فإنها لا تزال أجندة قائمة. وفي بيئة تتسم بعدم اهتمام الناس بالنزاهة والصدق بقدر اهتمامهم بإظهار خداع خصومهم، فإن هذه المشكلة لا تزال قائمة.

المقالات المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

Leave A Reply

Your email address will not be published.