مكتبة التداول

ما مدى سرعة تعافي الأسواق؟

0

بعد أن أصبحت الحكومات في مختلف أنحاء العالم الآن تتحرك نحو إنهاء اجراءات الإغلاق وإعادة الاقتصادات للعمل من جديد، فإن السؤال الآن هو: ماذا بعد؟

ينص قانون الاقتصاد على إنه عند ترك الأسواق لشأنها الخاص، ستميل بطبيعة الحال نحو النمو. والأسئلة التي تطرح نفسها في هذه المرحلة هي: هل يمكننا أن نتوقع العودة إلى الوضع الطبيعي؟ ومتى تعود الأسواق إلى ما كانت عليه قبل الوباء؟

قد يقول الكثير من الناس أن الأمور قد تغيرت إلى الأبد بسبب كوفيد-١٩، وقد يكونون محقين في بعض النواحي.

ولكن هذه ليست المرة الأولى التي يتعين فيها على العالم أن يتعامل مع وباء كبير، حتى إنه لا يندرج ضمن أكثر ٥٠ وباء مميت أو مدمّر.

كان وباء ١٩١٨ مخيفاً وخطيراً في ذلك الوقت بنفس القدر إن لم يكن أكثر من حالتنا الحالية. ولكن العشر سنوات اللاحقة لذلك الوباء، أصبحت تعرف في التاريخ باسم “العشرينات الصاخبة”.

هل تشعر بالثقة الكافية لبدء التداول؟ افتح حسابك الآن 

التعلُّم من التجربة

بطبيعة الحال، هناك سبب يجعلنا نكرر دوماً أن أداء الماضي لا يعادل النتائج في المستقبل.

ولكن يمكننا أن ننظر إلى الأحداث السابقة لبعض المبادئ التوجيهية وأن نفهم كيف يمكننا أن نتوقع أن تتطور الأمور. لقد تغير الكثير منذ عام ١٩١٨، ولكن الأسواق عانت أيضاً من أوبئة أخرى منذ ذلك الوقت، وإن لم تكن بنفس القدر من الشدة.

في عام ٢٠٠٣ كان هناك تفشي آخر للفيروس التاجي، والذي عرف بسارس، في نهاية فترة الركود عام ٢٠٠٢ (انفجار فقاعة الانترنت).

إحصائياً، بمتوسط آخر ١٠٠ عام، تعافت الأسواق خلال ١٤ شهراً في أعقاب هبوط حاد للأسواق والذي قضى على ٢٠-٤٠٪ من قيمة الأسهم.

وهذه هي تحديداً دورة الانحدار الحالية التي نمر بها. ولكنها تشمل حالات الركود الناجمة عن المشاكل المالية الأساسية، والتي تستغرق وقتاً أطول في معالجتها عبر الاقتصاد.

هل لا يزال سيناريو الانتعاش ذي الشكل ” V” ممكناً؟

توقعت شركة بوينج مؤخراً أن يبقى معدل النقل الجوي عند ٢٥٪ من مستويات ما قبل الوباء في سبتمبر. وهي علامة تشير إلى أن العديد من التدابير الاقتصادية الأكثر تكلفة ربما تبقى هنا لفترة طويلة.

ومن ناحية أخرى، فإن حجوزات العطلات لشهر سبتمبر ينظر إليها على إنها عند مستويات مماثلة لتلك التي كانت عليها في السنوات السابقة. وحتى الرحلات البحرية تشهد طلباً متزايداً في أواخر الصيف.

ومن الواضح أنه حتى الأشخاص الذين يراقبون عن كثب من حيث الطلب الاستهلاكي التقديري لا يتفقون على المدة التي يمكننا توقعها ليحدث التعافي. والواقع أن التعافي من المرجح أن يكون متفاوتاً، لأن التأثير كان متفاوتاً.

ولقد أظهرت دراسة مسح حديثة أن الغالبية العظمى من المؤسسات المالية كانت قادرة على التحول السريع إلى العمل عن بعد، وهذا يعني أنها كانت أقل تأثراً.

ويقارن هذا بالإنتاج الصناعي، ولا سيما في مجال العمالة المهاجرة مثل تعبئة الأغذية، والتي عانت من تأثير أكبر، رغم إنها كانت تعتبر عملاً أساسياً.

الإشارات التي يجب ملاحظتها

ويبدو أن وسائل الإعلام تركز على متى يعود الناس إلى العمل، ولكن إذا لم يكن هناك أي شخص لشراء المنتجات التي تنتجها الشركات، فإن العودة إلى العمل لن يكون لها أي تأثير كبير.

ولعل السؤال الحقيقي هنا يكون: متى يعود الطلب الكلي؟ وبوسعنا أن نقيس هذا من خلال الأسعار، ومعاملات البطاقات الالكترونية، واستطلاعات ثقة المستهلك.

والسؤال التالي هو: ما مقدار الطاقة الإنتاجية التي دمرت؟

من المرجح أن تكون أرقام الإنتاج الصناعي، ومؤشرات مديري المشتريات الخدمي ومقاييس التجارة حاسمة هذه المرة. فإذا كان الاقتصاد في نمو، والناس تشتري، فإن شحن هذه المنتجات للعملاء سيكون في ازدياد. وقد يكون تتبع متوسط تكلفة حاويات الشحن مكاناً جيداً للانطلاق.

المقالات المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

Leave A Reply

Your email address will not be published.