مكتبة التداول

انهيار عقود تسليم النفط لشهر مايو، واقتصادات مهددة!

0

تراجعت عقود “ستاندرد آند بورز 500” بعد أن سجلت الأسهم الأمريكية أول مكاسب أسبوعية متتالية منذ أوائل فبراير.

افتتح مؤشر “يورو ستوكس 600” باللون الأخضر، ولكنه تأرجح بين المكاسب والخسائر متأثراً بشركات الطاقة مع تراجع سعر النفط.

مدد النفط الخام تراجعه منخفضاً إلى أدنى مستوى في أكثر من عقدين، وهذا وسط المخاوف من نفاذ أماكن لتخزين النفط الخام.

بعد أن ثبت أن تخفيضات الإنتاج غير كافية للتعامل مع انخفاض الطلب العائد بسبب الشلل الإقتصادي العالمي مع آثار فيروس كورونا.

ووضحنا هذا عبر مقالتنا الأخيرة “النفط عالق بين أزمة فيروس كورونا وتخمة المعروض في أبريل!“.

ابدأ التداول بفروقات سعرية تصل الى صفر! افتح حسابك الآن

ينتهي عقد مايو الحالي يوم الإثنين مع انخفاض العقود الآجلة لهذا العقد أكثر من 24% خلال جلسات اليوم، وانخفض خام برنت القياسي العالمي نحو 4% فقط.

هذا بعد خسارة النفط الخام ما يقارب 0.2% من قيمته في الأسبوع الماضي حيث فشلت صفقة “أوبك +”، والمنتجين الآخرين في مواجهة فقدان الطلب من الاقتصاد العالمي المعطل.

استمرار نزيف أسعار نفط خام ونفط برنت مع استمرار انهيار الطلب بسبب أزمة فيروس كورونا

تراجع الطلب واتساع الفارق بالعقود!

تشير التقديرات إلى أن الاستهلاك العالمي للنفط قد انخفض أكثر من نسبة 30% وسط قيود على البقاء في المنزل وإغلاق الأعمال بسبب تفشي فيروس كورونا.

يشعر المستثمرون بالقلق من أن مرافق التخزين في الولايات المتحدة خاصة في “كوشينغ أوكلاهوما” ستنفد طاقتها، والتي تعد نقطة التسليم الرئيسية للنفط في الولايات المتحدة.

أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام في “كوشينغ” قفزت بنسبة 48% لتصل إلى 55 مليون برميل تقريباً منذ نهاية فبراير.

لذلك نرى أن الطلب أصبح ضعيفاً، ولكن من المرجح أن يؤدي العرض فقط في شكل تخفيضات قسرية للإنتاج إلى إعادة توازن السوق.

كما أن التقلبات في العقود التي تقترب من انتهاء صلاحيتها ليست غير عادية حيث تحولت السيولة الآن بقوة إلى العقد الجديد، وذلك مع فارق أكثر من 7 دولارات.

اتساع الفارق بين أسعار تسليم عقود مايو والعقد الجديد في يونيو للنفط الخام

ربما يعكس ذلك اعتقاد المستثمرين أنه عندما تمتلئ خزانات النفط سيتحسن الطلب، وليس هناك حد للجانب السلبي للأسعار.

لكننا نرى أنه عندما تكون المخزونات وخطوط الأنابيب ممتلئة تكون الأسعار السلبية موجودة، ولكن نرى أيضاً انها ستكون قصيرة الأجل.

اقتصادات مهددة!

إن انخفاض أسعار النفط الخام الحاد قد يضر اقتصادات الدول الناشئة، وخاصة بعض أكبر الدول المنتجة للنفط في أفريقيا.

أيضاً حتى إذا استقر نفط برنت عند 30 دولاراً للبرميل فإن ذلك يقل بنسبة 46% تقريباً عن المستوى الذي استخدمته البلدان لصياغة ميزانياتها، وهذا وفقاً للبنك الدولي.

فمع انخفاض الأسعار سيتعين على دول بينها جنوب السودان وجمهورية الكونغو تقليص الإنفاق بأكثر من 8% من الناتج المحلي الإجمالي.

مما يزيد العبء على النمو الاقتصادي في المنطقة الأفريقية، والتي من المتوقع أن تشهد أول ركود لها منذ 25 عاماً في ظل أزمة فيروس كورونا.

توقعات البنك الدولي لمستويات النمو المتوقع تراجعها لبعض دول أفريقيا المعتمدة على مصادر الطاقة بسبب أسعار النفط الحالية

يتردد صدى انهيار الأسعار أيضاً عبر صناعة النفط الأمريكي حيث أغلق مستكشفي النفط 13% من أسطول الحفر الأمريكي الأسبوع الماضي.

حيث حفز وفرة النفط الخام المنتشرة في جميع أنحاء العالم على خفض التكاليف بشكل كبير وإلغاء المشروع، عطل الحفارون 66 منصة حفر.

يأتي نصف هذا الإغلاق في غرب تكساس ونيو مكسيكو وفقاً لتقديرات لبيكر هيوز، وهذا يكون قد أدى تراجع العمليات إلى انخفاض نشاط حقول النفط الأمريكية لمدة خمسة أسابيع إلى 36%

هل سيستمر هذا الانهيار في الأسعار؟

نرى هذا التراجع الحاد في عقود شهر مايو دون مستوى 12 دولار للبرميل بسبب بيع العقود الآجلة حيث يقترب من انتهاء صلاحيته، ويتم شراء العقود في الشهر التالي مع عقد شهر يونيو.

قد تسبب ذلك في فجوة حادة بين انخفاض الأسعار في أقرب التواريخ والأشهر التالية، وهي بنية تعرف باسم “contango” تعكس انخفاض الطلب في سوق فائض العرض.

هذا نراه مع تعزيز أكبر صناديق الاستثمار المتداولة التي تركز على النفط، والتي تتم إدارتها بشكل نشط مع حيازاتها الصافية من النفط الخام بأكثر من 400% خلال الشهر الماضي كعلامة على ارتفاع التدفقات إلى الصناديق.

حيث تؤدي وفرة العرض العالمية غير المسبوقة إلى انخفاض أسعار العقود بالقرب من تواريخ التسليم.

مما دفع أكبر صناديق النفط الأمريكي الذي تبلغ قيمتها 3.8 مليار دولار نقل عقودها، والتي تمثل حوالي 25% من جميع العقود المعلقة في العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأكثر تداولاً.

سينقل الصندوق المتداول في البورصة 20% من عقوده إلى الشهر الثاني من التداول حيث تؤدي وفرة العرض العالمية الغير المسبوقة إلى انخفاض أسعار العقود بالقرب من تواريخ التسليم.

كما سجلت أكبر صناديق استثمار النفط الأمريكية تدفقاً قياسياً ليوم واحد قدره 552.5 مليون دولار يوم الجمعة، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرج.

ارتفاع حيازات صناديق الاستمار للنفط الأمريكي ما يقارب مليار دولار حتى الأسبوع الماضي

مع ذلك، نرى بعض الثبات بعقود شهر يونيو مقارنةً بالتراجع الحاد في عقود شهر مايو مع قرب التسليم خلال نهاية جلسات اليوم.

هذا التراجع مع أسعار النفط قد لا يستمر طويلاً، وقد نرى انتعاش بأسعار النفط خاصة مع اقتراب بدء سريان إتفاق “أوبك +” منذ بداية مايو.

أيضاً مع وصول المخزون العالمي لمستويات مشبعة، وهو ما قد يدفع أيضاً بعض الدول الأخرى للإنضمام لخفض الإنتاج بعد هذا التراجع الحاد.

إذاً عمليات الشراء على المدى المتوسط ستكون هي الأفضل مع بدء التداول على عقود شهر يونيو، والتى ستشهد إيجابية عاجلاً أو آجلاً مع بدء سريان اتفاق خفض الإنتاج في مايو.

Leave A Reply

Your email address will not be published.