مكتبة التداول

النفط عالق بين أزمة فيروس كورونا وتخمة المعروض في أبريل!

0

وسط استمرار المخاوف العالمية بشأن تأثير فيروس كورونا، حذر صندوق النقد الدولي من أن الاقتصاد العالمي من المقرر أن ينكمش بنسبة 3٪ هذا العام، وهو الانكماش الأكثر حدة منذ الكساد الكبير.

وضحنا هذا الأثر السلبي على الاقتصاد العالمي من خلال مقالتنا “موسم أرباح غامض! واقتصادات مهددة مع وباء كوفيد-19“، وهذا مع بدء صدور بيانات أرباح الربع الأول.

حيث عادت أغلب أسواق الأسهم العالمية للتداول بالمناطق الحمراء خلال جلسات اليوم الأربعاء، وهو ما نراه مع تداولات جميع الأسهم الأوروبية.

تداول بأمان مع حماية من الرصيد السالب. افتح حسابك وابدأ الآن!

إن تلك التقديرات السلبية للاقتصاد العالمي تعتبر إشارة إلى أن الطلب على الطاقة قد يظل ضعيفاً لفترة أطول مما كان متوقعاً، وهذا بشرط إذا ما استمر تفشي فيروس كورونا أو عاد بفصول أخرى.

لتتراجع العقود الآجلة لأسعار النفط الخام بأكثر من 10٪ يوم الثلاثاء مع تراجع الطلب، ووفرة المعروض الضخمة بالرغم من صفقة خفض الإنتاج بين أكبر المنتجين في العالم.

ما زالت أزمة فيروس كورونا تقود تراجع النفط مع تراجع الطلب وهذا بالرغم من اتفاق أوبك+

في حين أن اتفاق تخفيضات الإنتاج من منظمة “أوبك” وحلفاؤها غير المسبوقة في العرض الشهر المقبل إلا أن مرافق تخزين الفائض المتبقي يمكن استنفادها بحلول منتصف العام.

ووضحنا تلك الأزمة الحالية على ارتفاع أسعار النفط بالرغم من الاتفاق التاريخي من قبل “أوبك+” من خلال مقالتنا “يقف فيروس كورونا عائقاً أمام الأسواق والاتفاق التاريخي من أوبك+!“.

هذا بعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية وروسيا ومصدر آخر في تحالف “أوبك +” أنهم سيخفضون الإنتاج بشكل جماعي بما يقل قليلاً عن 10 ملايين برميل يومياً على مدار الشهرين المقبلين.

تشاؤم وكالة الطاقة الدولية!

قالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب العالمي على النفط سينخفض ​​بنسبة قياسية بلغت 9٪ هذا العام بسبب عمليات إغلاق الفيروسات التاجية مما يحبط جهود “أوبك” لاحتواء وفرة الخام الناتجة.

على الرغم من جهود “أوبك +”، ستظل المخزونات العالمية تتراكم بمقدار 12 مليون برميل يومياً في النصف الأول من العام وفقاً للوكالة.

والتي حذرت أيضاً من أن التخمة تهدد بإرباك الخدمات اللوجستية لصناعة النفط من خلال السفن وخطوط الأنابيب وخزانات التخزين في الأسابيع المقبلة.

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري إن عقداً من نمو الطلب سيزول في عام 2020 عندما ينخفض ​​الاستهلاك بما يزيد قليلا على 9 ملايين برميل يومياً.

حيث سيعاني شهر أبريل من أشد الضربات مع تقلص استخدام الوقود بنحو الثلث إلى أدنى مستوى له منذ عام 1995، وهذا بسبب الشلل الناتج عن تفشي فيروس كورونا.

وكالة الطاقة الدولية تتوقع أن الطلب على النفط قد يتراجع ما يقارب 10 مليون برميل في 2020 بسبب فيروس كورونا

تخمة المعروض!

ان أسعار النفط لا زالت تعاني في أبريل حيث يختنق العالم بكميات كبيرة من النفط، وسوف ينفد من أماكن تخزينه في غضون شهر.

بعبارة أخرى، لا تزال حرب الأسعار مستمرة حتى الآن حيث  لم يعجب السوق انخفاض خام برنت القياسي العالمي بما يصل إلى 6٪ في لندن يوم أمس الثلاثاء.

بينما تعهدت “أوبك” والحلفاء الآخرون بخفض الإمدادات ابتداءً من الشهر المقبل، ولكنهم يواصلون إغراق السوق لتتضخم المخزونات العالمية واختبار حدود الطاقة الاستيعابية.

بلغت صادرات المملكة من النفط الخام حتى الآن في أبريل 9.3 مليون برميل في اليوم وفقاً لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها بلومبرج. وذلك مقارنة بمقدار 6.8 مليون برميل يومياً خلال الأسبوعين الأولين من مارس.

تؤدي الإمدادات الساحقة إلى دفع خام غرب تكساس الوسيط إلى عمق أكبر على الرغم من تخفيضات الإنتاج

بشكل عام،

قد نرى خلال الأسابيع القليلة القادمة عودة إيجابية لأسعار النفط مع بدء سريان اتفاق “أوبك+” في مايو، ومع التزام بعض الدول الاخرى.

حيث ما زالت الشركات النفطية الأمريكية تعاني حتى مع نفاد منتجي النفط الأمريكيين من أماكن لتخزين إمدادات النفط المتضخمة.

فإنهم لا يسارعون تماماً إلى قبول عرض إدارة “ترامب” بتخزين براميلهم غير المرغوب فيها في مخزون الطوارئ في البلاد. وكما تستمر تلك الشركات في خفض حفارتها مع تراجع الأسعار لتلك المستويات.

نفط خام ونفط برنت عند أقل مستوياتهم منذ عقدين في أبريل وهذا قبل بدء سريان اتفاق أوبك+ في مايو

من هنا نتوقع أنه خلال الاتفاق السابق لمنظمة “أوبك” وحلفائها لم يكن هناك التزاماً بالمعدلات المحددة وتحملت السعودية العبئ بشكل كبير.

لكن هذا الاتفاق التاريخي من بداية مايو قد يشهد التزاماً من جميع الأطراف بالإضافة لإنضمام دول أخرى. وهذا بسبب وضع الاقتصاد العالمي مع جائحة فيروس كورونا وحاجة الدول المعتمدة على مصادر الطاقة تعويض بعض المكاسب مع عودة ارتفاع الأسعار.

على أساس فني، يعود النفط الخام للتداول دون مستوى 20 دولار للبرميل، وهو ما يضع السعر أمام مواجهة عند مستوى دعم هام نحو مستوى سعر 16 دولاراً للبرميل خلال شهر أبريل.

لكن إذا ما رأينا عودة إيجابية للنفط الخام وأغلق هذا الأسبوع أعلى مستوى 20 دولاراً للبرميل، قد يعزز من الزخم الإيجابي لاستهداف مستوى 25 ثم 28 دولاراً للبرميل.

Leave A Reply

Your email address will not be published.