مكتبة التداول

الأسواق العالمية تتهيأ للانتقال من وضع أزمة صحية إلى أزمة مالية طويلة المدى!

0

تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأوروبية جنباً إلى جنب مع الأسهم الآسيوية بعد ارتفاع عدد القتلى في العالم بسبب وباء فيروس كورونا، وفشل الكونجرس في الاتفاق على خطة مساعدة إضافية.

حيث بلغت العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية الثلاثة حدها اليومي مع الهبوط البالغ 5٪ عند افتتاح التداول اليوم الإثنين.

انخفض الدولار مقابل نظرائه الرئيسيين بعد أن قام البنك الفيدرالي الأمريكي ونظرائه من البنوك الأخرى بعمليات يومية لتوفير الدولار في جميع أنحاء العالم.

وفي الولايات المتحدة منع الديمقراطيون بالكونجرس التصويت يوم أمس الأحد على المضي قدماً في حزمة مساعدات ضخمة. حيث قالت رئيسة مجلس النواب “نانسي بيلوسي” إن الإجراء لن يحقق أهدافه.

حيث يري الديمقراطيون إن مشروع قانون التحفيز بسبب تفشي فيروس كورونا خطة لإنقاذ للشركات، وإنه بدون حماية للعمالة اليومية.

مخاوف الأسواق تتحول من ركود إلى كساد!

كنا نأمل أن يكون الوضع الحالي لأزمة وباء فيروس كورونا على شكل حرف “U” أي فترة ركود اقتصادي، ولكن الوضع يتزايد خطورة مع استمرار الشلل الاقتصادي العالمي.

وبدأنا نخشى في تغير نظرتنا للوضع الحالي وفقاً لرؤية أغلب الاقتصاديين وأيضاً بسبب تزايد حالات الإصابة والموتى مع وباء فيروس كورونا.

حيث أصبحت النظرة المتشائمة كبيرة نحو وضع الركود العالمي للمدى الطويل بأن يكون شكل حرف “L” أي كساد للاقتصاد العالمي.

إن مدى التشتت في التوقعات للتأثير الاقتصادي وضح مدى عدم سابقة هذا الوضع، وإنها أزمة صحية بدأت تتحول إلى أزمة مالية كبرى.

حذر بنك “مورجان ستانلي” من أن الوباء قد يتسبب في تقليص الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة قياسية 30٪ في الربع الثاني.

علاوة على ذلك، قدر مسؤول في البنك الفيدرالي الأمريكي أن معدل البطالة يمكن أن يرتفع بشكل كبير مع استمرار إغلاق الشركات في محاولة للقضاء على انتشار الوباء الفتاك.

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس “جيمس بولارد” أن معدل البطالة في الولايات المتحدة من مستوى 3٪ إلى 30٪ في ذروته.

في غضون ذلك، ذكرت وكالة “رويترز” يوم السبت نقلاً عن مسؤول كبير في صندوق النقد الدولي أن تأثير الوباء سيكون شديداً للغاية، وأن الهدف الرئيسي للحكومات يجب أن يكون الحد من انتشار الفيروس.

استمرار إنهيار الأسواق الأمريكية!

تتوالى الخسائر على الأسهم والتقنيات الاستهلاكية التقديرية تليها المواد الأساسية، والصناعات والمواد الاستهلاكية غير الدورية والاتصالات والبيانات المالية.

فبعد انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية بنسبة 5٪ في وقت مبكر من الجلسة الآسيوية، تشهد العقود الآجلة لمؤشر “داو جونز” تراجع ما يقارب 3.8٪ خلال الجلسات الأوروبية.

كما يشهد مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” تراجع ما يقارب 3.8٪. وبينما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر “ناسداك 100” ما يقارب 2.8٪.

انخفض مؤشر “داو جونز” ما يقارب نسبة 36٪ منذ ذروة 12 فبراير في حين انخفض مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 32٪. وبالنسبة لمؤشر “ناسداك 100” فقد انخفض بنسبة 30٪ تقريباً عن ذروة 19 فبراير.

يبدو أن هذا التراجع سوف يستمر في ظل تفشي فيروس كورونا، وعدم نجاح الحكومات والبنوك المركزية العالمية مع عمليات التحفيز من وقف هذا النزيف.

على الصعيد الفني، يتداول مؤشر “داو جونز” قرب مستوى دعم هام عند 18000، والذي باختراقه قد يزيد الضغط على المؤشر للهبوط نحو قيعان عام 2016 قرب مستوى 15450.

بينما الخطر الأكبر سيكون مع تراجع المؤشر دون مستوى 15000، وهو ما يعني إن الانهيار قد يستمر لمناطق 10000 للمؤشر.

لذا نود من المتداولين الحذر الشديد من التقلبات المقبلة على أسواق الأسهم والسلع، والذي قد يؤدي لارتفاع المخاطر مع بدء صدور البيانات الاقتصادية بالربع الأول خلال الأسابيع القادمة.

بينما فيما يخص تحركات السلع، يمكنك الاطلاع على نظرتنا لمعدن الذهب من خلال مقالتنا “من قال أن الذهب ليس ملاذاً آمناً!“.

أما فيما يخص نظرتنا لمصادر الطاقة مع أسعار النفط، يمكن الاطلاع عليها من خلال مقالتنا تلك “حرب النفط تاريخية، والأزمة كبرى!“.

Leave A Reply

Your email address will not be published.