مكتبة التداول

ماذا حدث بأسواق السندات ليثير الذعر بقُرب ركود اقتصادي عالمي؟

0

في يوم آخر وجولة أخرى من الأخبار السيئة نسلط الضوء على خطر توجه الاقتصاد العالمي نحو حدوث ركود خطير محتمل.

فبعد التأجيل المفاجئ يوم الثلاثاء من قبل الولايات المتحدة في رفع الرسوم الجمركية على بعض السلع الصينية كما وضحنا في مقالتنا (لماذا رضخ ترامب لتأجيل التعريفات الجمركية؟) تلاشى بسرعة من الذاكرة حيث ساد التشاؤم بشأن الاقتصاد العالمي الأسواق في جميع أنحاء العالم.

حيث ارتفعت أغلب الأسهم العالمية ومؤشرات الأسهم الأمريكية عادت لتفقد تلك المكاسب. فيما حقق مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” يوم الأربعاء تقلباً بنسبة 4.4% على مدار يومين، وهو أكبر انعكاس إيجابي إلى سلبي منذ مارس 2018.

انخفض مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” إلى ما دون مستوى 2850، وهو مستوى رئيسي نراه كأغلب المحلّلين أنه في حالة استمرار الخسائر وكسر المؤشر 2822 أدنى مستوى في 5 أغسطس، فإن العتبة التالية تحت التهديد هي المتوسط ​​المتحرك لـ 200 يوم، والذي يقع حالياً بالقرب من 2795.

أغلقت أسواق الأسهم في منطقة آسيا متباينة يوم الخميس بعد أن انخفض مؤشر “داو جونز” 800 نقطة. وتراجع جميع الأعضاء الـ 30 في مؤشر “داو جونز” الصناعي مما دفع المؤشر دون المتوسط ​​المتحرك لـ 200 يوم للمرة الثالثة هذا الشهر، وسجل المؤشر أدنى مستوى إغلاق منذ يونيو.

منحنى العائد بأسواق السندات!

هنا نوضح للمتداول ما يخص منحنى عوائد السندات. عادة ما تتجه منحنيات العائد إلى الأعلى حيث يطلب المستثمرون تعويضاً عن تعريضهم للمخاطر على مدى فترات زمنية أطول.

كما إن الرغبة في قبول عوائد أقل على الأصول ذات المدى الطويل من تلك القصيرة الأجل تعكس التوقع بأن تلك ذات المدى الطويل ستحقق عوائد أعلى بمرور الوقت مع انخفاض جميع العوائد، وهو الأمر الذي يجعل حاملي السندات ذات المدى القصير يعاودون الاستثمار في معدلات أقل عندما تنضج.

مع تزايد المخاوف من ضعف الاقتصاد في المستقبل يقوم المستثمرون بتخفيض عائدات الأصول طويلة الأجل على أمل أن تنخفض الأسعار. فيما أن هناك حافز آخر لشراء سندات أطول، وهذا يرجع إلى قيمة التحدب الإيجابية. هذا يعني أن أولئك الذين لديهم مدة أطول سيشهدون ارتفاعاً أكبر في الأسعار مقارنة بارتفاع فترات الاستحقاق.

إشارات أسواق السندات الأمريكية والبريطانية بانكماش اقتصادي محتمل!

أرسلت أسواق السندات الأمريكية والبريطانية أكبر تحذيرات من الركود منذ الأزمة المالية العالمية.

تعززت هذه التوقعات في الأسابيع الأخيرة بسبب تدهور العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وكذلك أحداث البريكست وإشارات إلى تباطؤ النمو العالمي. بالإضافة إلى ضعف البيانات الاقتصادية الصينية والألمانية الصادرة يوم الأربعاء.

حصلت المملكة المتحدة على أكبر تحذير من الركود منذ الأزمة المالية العالمية، ولكن بنك إنجلترا حصل أيضاً على تذكير بمدى صعوبة وظيفته في الاستجابة. ففيما يسمى انعكاس منحنى العائد، وهو نذير نموذجي للانكماش الاقتصادي انخفض العائد على الدين الحكومي لمدة 10 سنوات إلى ما يعادل عامين في يوم الأربعاء للمرة الأولى منذ عام 2008.

حيث كان سوق السندات الأمريكية وجهة لتدفقات الملاذ، ونظراً لوجود عدد أقل وأقل من الأصول ذات العائد الإيجابي، ومع انخفاض العائد على سندات الخزانة لمدة 30 عاماً أقل من 2٪ لأول مرة وتجاوزت كومة الديون ذات العائد السلبي في العالم 16 تريليون دولار.

بدا سوق السندات الحكومية الأمريكية في حالة من القلق يوم الأربعاء حيث قاد المستثمرون الفارين من الأصول ذات المخاطر العالية ذات العائد على السندات لمدة 30 عاماً إلى مستوى قياسي منخفض وهبط العائد على سندات العشر سنوات إلى أقل من عامين للمرة الأولى منذ عام 2007.

مما يلوح في الأفق انخفاض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات عن العامين فيما يعتبر نذير ركود اقتصادي في الولايات المتحدة في الأشهر الثمانية المقبلة كما يرى أغلب الاقتصاديون.

يبدو أن الأسواق أصبحت غاضبة مرة أخرى ولن يكفيهم تغريدات الرئيس “دونالد ترامب” لاسترضائهم. حيث إذا كنت تلقيت رسالة واحدة من عمليات البيع التي تمت يوم الأربعاء فأنه لن يحتمل أن يهدئ أي صوت بشري واحد.

فقد أثار منحنى العائد غضب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، والذي حاول ان يلقي اللوم على رئيس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” بانه جاهل. حيث يحاول الفيدرالي إعاقة سياسته النقدية، وهذا في ظل تلاعب ألمانيا ودول غيرها كما يرى.

إن الصدمة الكبيرة الناجمة عن الحرب التجارية قد عوضت أساساً ما تفعله البنوك المركزية، وهذه بعض الإشارات من انعكاس منحنى العائد. ففي ظل التحولات التجارية وتراجع الطلب العالمي والأزمات الجيوسياسية جميعها لتحالف النمو يتجه الاقتصاد العالمي إلى أضعف توسع له منذ الأزمة المالية.

حيث سجلت الصين أضعف نمو في الإنتاج الصناعي منذ عام 2002، وانكمش الاقتصاد الألماني مع تراجع الصادرات. فيما انخفض الإنتاج في منطقة اليورو إلى أكثر مستوياته منذ أكثر من ثلاث سنوات مع تباطؤ التوسع الكلي.

سارعت البنوك المركزية إلى تقديم الدعم مع قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في الأسابيع الأخيرة، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يتبعه البنك المركزي الأوروبي الشهر المقبل.

حيث ما زال مؤشر مقياس المخاوف في الأسواق “VIX” لدى “وول ستريت” يستقر أعلى من 20 بجلسات اليوم الخميس للمرة الخامسة في 11 جلسات تداول في أغسطس، وارتفع ليصل إلى 23 ليستقر المؤشر بشكل مريح فوق متوسط ​​هذا العام البالغ 15.8 منذ بداية أغسطس.

مؤشر آخر للركود يتم مراقبته على نطاق واسع، وهو الفرق في العائد بين سندات الخزانة لثلاثة أشهر وعشرة أعوام. الذي انعكس في مارس وكان سلبياً معظم الوقت منذ ذلك الحين مما أفسد رؤية المستثمرين الذين توقعوا أن منحنى العائد سوف يزداد مع بدء الاحتياطي الفيدرالي في خفض معدلات الفائدة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.