مكتبة التداول

نظرة أساسية لعملة “الليرة التركية” قبيل عاصفة خفض الفائدة!

0

تشهد الليرة التركية تداولات مستقرة قرب أقل مستوياتها في 3 أشهر حيث تراجع زوج عملة الدولار مقابل الليرة التركية قرب متوسط متحرك 55، وهو الخط الذي ثبت أنه من المستحيل تخطيه بأي طريقة مستدامة على مدار السنوات الخمس الماضية بعد أن قلل الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” من خطر فرض العقوبات.

الليرة التركية أمام مستوى هام قرب متوسط متحرك 55 يوم قبيل قرار خفض الفائدة هذا الأسبوع

يأتي هذا بعد أسبوعين من قرار الرئيس “رجب طيب أردوغان” بإقالة محافظ البنك المركزي “مراد سيتينكايا” الذي رفض تخفيض أسعار الفائدة كما وضحنا في مقالتنا السابقة (صلاحيات “أردوغان” تعرقل مكاسب الليرة التركية!).

فيما يرى “أردوغان” أن رئيس البنك المركزي الجديد المعين من قبله “مراد أويسال” أن يتبع خط الحكومة بشأن السياسة النقدية. حيث أوضح “أردوغان” أنه يتوقع أن يستجيب البنك المركزي لدعواته لخفض أسعار الفائدة بعد التعديل في أعقاب توقف السياسة الذي استمر لأكثر من تسعة أشهر، واقتناعاً منه بأن ارتفاع أسعار الفائدة يسبب التضخم.

معدل الفارق بين معدل الفائدة والتضخم يتوسع لأكبر مستوى منذ 2011 بمقدار تجاوز 8٪

اتسعت الفجوة بين متوسط سعر الفائدة على الودائع وسعر الفائدة الرئيسية إلى 560 نقطة أساس في مارس، وهو الأوسع منذ عام 2011 على الأقل حيث تم فرض قيود غير رسمية على أسعار الفائدة على الودائع.

على الرغم من أن السياسة كانت تهدف على الأرجح إلى زيادة الإنفاق إلا أنها كانت أحد العوامل الرئيسية وراء الزيادة في ادخار الدولار مما تسبب في انخفاض الليرة في مارس وأبريل، ولكن تقلصت هذه الفجوة منذ تهدئة سقف الفائدة على الودائع.

معدلات الفائدة على الودائع تتقارب مع سعر الفائدة الرئيسية

قد ينتهي الرئيس “رجب طيب أردوغان” من خسارة اللعبة الطويلة المتمثلة في خفض أسعار الفائدة التركية بعد تثبيت محافظ البنك المركزي الجديد. حيث تسعر الأسواق خفض ما يقارب 200 نقطة أساس لتصبح عند 22٪ من 24٪، وهذا في اجتماع السياسة للبنك المركزي التركي المقرر يوم الخميس في 25 يوليو.

معدل سعر الفائدة الحالي من البنك المركزي التركي عند مستوى 24٪

إن تباطؤ التضخم واستقرار أكبر في الليرة خلق البيئة لخفض سعر الفائدة هذا الشهر، ومن شأن تحسن توقعات التضخم أن يوقف أي شكوك أخيرة بشأن تخفيضات أسعار الفائدة التي تلوح في الأفق.

كما سيكون التحفيز مفيداً لاقتصاد يكافح من أجل اكتساب الزخم بعد الخروج من الركود التقني في الربع الأول. حيث يتوقع الاقتصاديون الآن حدوث انكماش أعمق خلال الربع الثالث عن التوقعات السابقة، وهذا قبل أن يعود إجمالي الناتج المحلي إلى النمو السنوي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2019.

يتوقع اقتصاديين بلومبرج المزيد من تباطأ الاقتصاد التركي في الربع الثاني والثالث مع تقديرات يوليو قبل أن يتعافى بنهاية 2019

مع ذلك، سيكون قرار سعر الفائدة يوم الخميس فرصة لتقييم “مراد أويسال” الذي تم تعيينه محافظ البنك المركزي قبل حوالي أسبوعين.

لكننا نرى أنه في ظل ضغط الرئيس “رجب طيب أردوغان” من أجل خفض أسعار الفائدة، فإنه يمكن أن يؤدي الخفض الأكبر مما كان متوقعاً إلى انخفاض العملة وتراجع التضخم.

أما إذا كان خفض الفائدة أقل أو موافقاً للتوقعات قد يعزز من قيمة العملة مقابل الدولار، ولكن الدافع الأكبر للتغيير هو الخطاب الحذر من محافظ البنك الجديد “مراد أويسال” إذا كان أكثر تشاؤماً أو أكثر تفاؤلاً.

Leave A Reply

Your email address will not be published.