مكتبة التداول

ثيران “الذهب” تتحضر لأول قرار تسهيل من الفيدرالي في أكثر من عقد

0

يراقب مستثمرو المعدن الثمين أحد الأحداث الرئيسية لهذا الأسبوع مع محادثات التجارة وقرار البنك الفيدرالي اللذان يعتبران محرك هام لمؤشر الدولار، وهذا كما وضحنا في مقالتنا السابقة (الدولار بين محورين أساسيين اليوم: المحادثات التجارية والفائدة!).

كما لا يزال لدى المستثمرون مجموعة كبيرة من نتائج الشركات وبيانات الوظائف الأمريكية يوم الجمعة للتنافس معها، ويراهن الثيران بالأسواق على الذهب نحو ارتفاع المعدن أكثر من المعدلات.

حيث يتم تداول معدن الذهب بالقرب من أعلى مستوى خلال ست سنوات في ظل إشارة البنوك المركزية إلى سياسة نقدية أسهل، ويبدو أن المعدن الثمين في طريقه لتحقيق المكاسب للشهر الثالث على التوالي.

الذهب قد ينهي تداولاته في يوليو مع مكاسب للشهر الثالث على التوالي وقبل قرار البنك الفيدرالي

كما رأينا، جذبت السبائك اهتمام المستثمرين مع تزايد المخاطر الأخرى حيث تضيف مجموعة كبيرة التوترات الجيوسياسية، والتي تعزز التحوط نحو الملاذ الآمن على الرغم من ارتفاعات الدولار.

حيث سجل الذهب في يونيو أكبر تقدم شهري منذ أن صوتت المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي قبل ثلاث سنوات، وفي ظل استمرار مخاوف البريكست والاضطرابات في هونغ كونغ والتوترات على مضيق هرمز والاحتكاكات التجارية العالمية.

توسعت الحيازات في جميع أنحاء العالم للسبائك الذهبية بمقدار 43.4 طن هذا الشهر، وهذا بعد زيادة قدرها 109.5 طن في يونيو.

ففي وقت سابق من هذا الشهر عززت صناديق التحوط وغيرها من المضاربين الكبار موقفهم الصعودي في عقود الذهب الآجلة الأمريكية وخياراتها إلى أعلى مستوى لها منذ سبتمبر 2017 حسبما أظهرت بيانات حكومية.

كما ارتفعت حيازات الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل 2013 اعتباراً حتى جلسات اليوم الأربعاء.

يعزز المستثمرون من حيازات الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب مع تصاعد المخاوف الجيوسياسية والنمو العالمي

إذ يتداول الذهب قرب مستوى 1430 دولار للأونصة قبل ساعات من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي. بينما يبحث المحلّلون ومتداولون الذهب عن تأكيد من رئيس الفيدرالي “جيروم باول” بأن هناك المزيد من التخفيضات المستقبلية في السوق لتبرير أقوال البعض إن المعادن الثمينة ربما تكون قد تقدمت على نفسها.

لكننا نرى أن التحركات حالياً على أسس أساسية أكثر من أنها تقنية حيث يستفيد الذهب من مؤشرات تباطؤ الاقتصادات التي تغذي الطلب على المعدن كأصل ملاذ، وهناك علامات على أن الأمور يمكن أن تسوء قبل أن تتحسن للنمو العالمي.

وتؤكد تلك النظريات ما رأيناه في تقرير صندوق النقد الدولي مع توقعاته للنمو العالمي، وهو أدنى مستوى له بالفعل منذ الأزمة المالية، قائلاً إن الانتعاش المتوقع في عام 2020 ما زال محفوف بالمخاطر.

أيضاً الاقتصادات في جميع أنحاء العالم تحت ضغط مستمر من تباطؤ الطلب الصناعي، ومع أحدث البيانات الواردة هذا الشهر رأينا مؤشر مديري المشتريات الصيني اليوم الأربعاء في منطقة انكماشية مع استمرار الضغوط على المصدرين.

كما انخفض مؤشر مديري المشتريات في أوروبا الأسبوع الماضي مدفوعاً بتقلص إنتاج المصانع في ألمانيا وفرنسا، وفي المملكة المتحدة على أثر البريكست الفوضوي.

مع ذلك، نرى أنه تتمثل أحد العوامل الإضافية والرئيسية المحددة لأداء قطاع المعدن في النصف الثاني وما بعده في احتمال توقف الدولار عن الارتفاع على خلفية تسهيل الاحتياطي الفيدرالي.

النظرة الفنية

أما على الصعيد الفني تحققت توقعاتنا منذ بداية أبريل الماضي أن يستمر الذهب في تحقيق المكاسب واستهداف أعلى من 1365 دولار للأونصة، والتي لم يحققها من مارس 2014.

الرسم البياني لتوقعاتنا الفنية للذهب منذ بداية أبريل بأن يستهدف مستويات أعلى من 1365 دولار للأونصة

كما وضحنا في نظرتنا الفنية على المدى المتوسط للنصف الثاني هذا العام أن معدن الذهب يشكل نموذج فني هام وهو الرأس والكتفين وما زال يحافظ على تداولاته أعلى نقطة الارتكاز عند 1365، وأعلى مستوى المقاومة الأولية عند 1390.

الرسم البياني لتوقعاتنا الفنية للذهب منذ منتصف يونيو ما زالت ضمن نطاق الأهداف الصاعدة التي قد يستهدفها حتى نهاية العام

حالياً نرى أن الذهب إذا نجح في إغلاق أسبوعي أعلى مستوى المقاومة الثانية قد يمهد الطريق أمام رالي المكاسب لاستهداف الأسعار مناطق 1500 دولار للأونصة حتى نهاية العام الجاري.

Leave A Reply

Your email address will not be published.