مكتبة التداول

الجنيه الإسترليني يكافح!

0

يبدو أن عملة الجنيه الإسترليني ما زالت تحت ضغط البريكست، وما زالت العملة تكافح في ظل البيانات الاقتصادية الواردة وتطورات اتفاق البريكست بين المسؤولين بالمملكة المتحدة بإدارة رئيسة الوزراء “تيريزا ماي” والاتحاد الأوروبي.

فقد أضاف اقتصاد المملكة المتحدة أفضل معدل توظيف في الربع الرابع منذ مارس 2018 بمقدار 167 ألف متجاوزاً توقعات السوق عند مقدار 151 ألف، وأعلى من المقدار السابق عند 141 ألف. كما ظل نمو الأرباح عند نفس التقدير السابق مع بقاء متوسط الدخل بنسبة 3.4٪ على أساس سنوي في الربع الرابع، وهو أكبر ارتفاع منذ ثلاثة أشهر حتى يوليو 2008.

المملكة المتحدة ما زالت تشهد معدل نمو الأجور عند أعلى مستوى في أكثر من عقد، ومعدل التوظيف يرتفع لأعلى مستوى منذ 11 شهر

ليبقى معدل البطالة في المملكة المتحدة 4% في الربع الرابع من عام 2018، وهذا عند توقعات السوق وكذلك التقدير السابق ليبقى ثابت عند أدنى مستوى خلال 44 عاماً. بينما انخفض عدد العاطلين عن العمل بمقدار 14.2 ألف مقارنة بالتقدير السابق عند 20.2 ألف.

معدل البطالة بالمملكة المتحدة مازال عند أدنى مستوى منذ عقود

بشكل عام، فإن قوة المكاسب الوظيفية تبقى مفاجئة في ظل التباطؤ الأخير في نمو الناتج الرئيسي، ويبدو أن مرونة المكاسب في الوظائف تعكس الطفرة باستمرار بعض الشركات في توظيفها على افتراض أن النمو سوف يتسارع في وقت لاحق هذا العام في حالة التوصل إلى اتفاق للبريكست.

لكن هذا يأتي لتلبية الطلب بدلاً من تعزيز الاستثمار حيث أن قرارات التوظيف أسهل في عكس اتجاهها إذا كان هناك تباطؤ بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حسبما قال أحد صانعي السياسة في بنك إنجلترا “جيرتين فيليجه” الأسبوع الماضي.

فمن المحتمل أن تبقى سوق العمل قوية في نهاية العام الماضي حتى مع تباطؤ الاقتصاد، وإذا كان هناك اتفاق يخص البريكست بنهاية الشهر المقبل، حيث أن هذا الحكم يشكل جزءاً من توقع أن يقوم بنك إنجلترا برفع أسعار الفائدة في أغسطس.

أما على أساس فني للجنيه الإسترليني، نجحت توقعاتنا بأن يصعد الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي كما وضحنا في مقالتنا السابقة (الجنيه الإسترليني تحت الضغط مع يوم آخر من الفشل السياسي) حيث يمكن الاطلاع على المستويات السعرية المقبلة بعد الحفاظ على مستوى الدعم 1.2780، وهذا يضيف المكاسب للزوج لاستهداف المقاومة الأولية عند 1.2990 متوسط متحرك 21 يوم.

محادثات اتفاق البريكست

من المقرر أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي فيما يزيد قليلاً عن خمسة أسابيع، ولا يوجد حتى الآن اتفاق واضح بشأن الشروط التجارية التي سيتم تطبيقها بين الطرفين.

وكما وضحنا باالسابق إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي 29 مارس، يتوقع الاقتصاديون ضربة خطيرة للاقتصاد في المملكة المتحدة. هذا مع خسائر قد تصل إلى 25% من قيمة العملة، وهبوط في أسعار المنازل بنسبة تصل إلى 30% وركود محتمل.

بينما تعمل المملكة المتحدة والمسؤولون الأوروبيون على نص قانوني جديد لمساندة الحدود الإيرلندية المثيرة للجدل. لكن الوقت ينفد بالنسبة لرئيسة الوزراء “تيريزا ماي” لإقناع البرلمان الممزق خلف خطتها، وهذا وسط شائعات بأن المزيد من السياسيين قد ينشقون عن كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين.

أرسلت “تيريزا ماي” وزراء لطلب تنازلات من الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين، ولكن انقسم سبعة أعضاء من حزب العمال من حزب المعارضة الرئيسي في بريطانيا لتشكيل حركة جديدة وتحويل المشهد السياسي وتعقيد حسابات رئيسة الوزراء بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

فيما سيتوجه وزير الخارجية “جيريمي هانت” إلى كوبنهاغن أثناء جولته في العواصم الأوروبية للضغط على القضية التي تقول إن هناك لها طريقاً للخروج من مأزق البريكست.

وفي بروكسل يوم الإثنين التقى “ستيفين باركلي” سكرتير البريكست والنائب العام “جيفري كوكس” بمسؤولين من الإتحاد الأوروبي في محاولة للتوصل إلى حل وسط، ويعتقد مساعد “ماي” أن أمامها حتى 27 فبراير للتوصل إلى اتفاق أفضل قبل نفاد صبر البرلمان وأصواته للسيطرة على العملية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.