مكتبة التداول

نزاع تصويت البريكست وآثاره على الإسترليني والأسهم

0

شهدت أسهم المملكة المتحدة تراجع بشكل حاد مقارنة بالأسهم الأوروبية منذ التصويت على خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي عام 2016.

حيث تراجعت أسعارها الشهر الماضي إلى أقل مستوى في أكثر من ثمانية أعوام، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن السوق تسعر البريكست بدون صفقة. حيث أن الفجوة أقل قليلاً من متوسط العشر سنوات، وهذا ممثلاً في تقييم مؤشر فوتسي 100 البريطاني مقارنة بمؤشر يوروب ستوكس 600 الأوروبي.

انخفاض تقييم الأسهم البريطانية بالنسبة إلى الأوروبية

هذا السيناريو يخاطر بتقليص الاقتصاد في المملكة المتحدة بنسبة 8% وفقا للكونفدرالية الصناعية البريطانية مما يشير إلى أن الأسهم سوف تستمر في الانخفاض.

حيث شهد آخر تحديث للنمو استمرار اقتصاد المملكة المتحدة في فقدان الزخم في الأشهر الثلاثة حتى نوفمبر مع تراجع الصناعة، وهذا وفقاً للبيانات الصادرة يوم الجمعة الماضية حيث تباطأ النمو إلى 0.3% من 0.4% في الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر وهذا عند توقعات السوق.

أما على أساس شهري نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2% في نوفمبر متجاوزاً التقدير السابق وتوقعات السوق عند 0.1%. وأيضاً تقلص القطاع الصناعي بنسبة 0.8% بعد أن ارتفع بنسبة 0.3% في الفترة السابقة حيث تقلصت القطاعات الفرعية الأربعة الرئيسية للإنتاج، وكانت آخر مرة حدث فيها ذلك في أكتوبر 2012.

المملكة المتحدة تشهد تراجع النمو في الأشهر الثلاثة الماضية حتى نوفمبر 2018

نزاع تصويت البريكست غداً بالبرلمان!

في الوقت الذي تدخل فيه واحدة من أكثر الأسابيع الصاخبة في فترة رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي” تسعى إلى تجنب ما هو شبه مؤكد ليكون هزيمة كبيرة يوم غداً الثلاثاء في تصويت مجلس العموم على الاتفاقية التي تفاوضت عليها مع الإتحاد الأوروبي.

بدأت رئيسة الوزراء تيريزا ماي محاولة أخيرة لإنقاذ صفقة خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي محذرة المتشككين الذين يخططون لقتل خطتها بأن بريطانيا يجب أن تبقى في الإتحاد الأوروبي عن المغادرة دون اتفاق. مما وضع الجنيه الإسترليني ضمن تقلبات كبيرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

ارتفاع معدل التقلبات على الجنيه الإسترليني منذ استفتاء عام 2016

قد يكون أمامها 24 ساعة لإنقاذ صفقة مع الاتحاد الأوروبي استغرقت عامين تقريباً للتفاوض، ولكن المهمة تبدو عملياً ميؤوس منها. فيبدو أن رئيسة الوزراء لا تقترب من الحصول على الدعم الذي تحتاجه مما كانت عليه في ديسمبر عندما تم سحب التصويت بشكل كبير قبل أن يتم رفضه.

السؤال الآن هو ماذا قد يحصل بعد ذلك؟ يجادل المؤيدون لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي بأن على “تيريزا ماي” العودة إلى الإتحاد الأوروبي، وإعادة التفاوض على الأجزاء الأكثر إثارة للجدل في الصفقة قبل طرح اتفاقية معدلة للتصويت.

على الرغم من أن بروكسل أشارت إلى وجود مساحة صغيرة للتسوية، ويقال أيضاً إن كبار المسؤولين يحثون “تيريزا ماي” على البحث عن خطة مشتركة مع حزب العمال المعارض مما يزيد من احتمال وجود بريكست أقل إضطراباً.

في غضون ذلك يريد حزب العمل الإطاحة بالحكومة بإجرائه إنتخابات عامة. حيث أمس الأحد أشار زعيم الحزب “جيرمي كوربين” إلى أن حزبه قد يجلب اقتراعاً بسحب الثقة خلال أيام إذا خسرت تيريزا ماي التصويت على صفقة البريكست.

غير أن فرصته في الفوز ضئيلة والفشل سيضعه تحت الضغط لدعم الدعوات المتزايدة للحزب من أجل إجراء استفتاء ثان، وهذا بدوره يخاطر برد فعل عنيف من العديد من مؤيدي حزب العمال الذين صوتوا لمغادرة الإتحاد الأوروبي.

مع ذلك، الهزيمة ستترك بريطانيا في طريقها لمغادرة الإتحاد الأوروبي دون أي ترتيبات تجارية جديدة، وبحسب تحليل بنك إنجلترا فإن مثل هذا الانقسام الفوضوي قد يدمر سعر الجنيه وأسعار المساكن، ويغرق بريطانيا في حالة ركود أسوأ من الأزمة المالية قبل عقد من الزمان.

وينتظر الاتحاد الأوروبي أن يرى نتيجة تصويت الثلاثاء والهزيمة المتوقعة قبل النظر في رده، وما زال يتوقع البعض أن يكون هناك تأجيل حتى شهر مايو 2019 لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.

سيناريوهات الجنيه الإسترليني!

اعتماداً على التصويت وردّ فعل “تيريزا ماي” عليه قد تقفز العملة إلى أعلى مستوى لها منذ مايو 2018 أو تنخفض إلى أدنى مستوى لها منذ استفتاء البريكست في يونيو 2016. حيث أصبح السوق الآن أكثر تشاؤماً بشأن توقعات الجنيه الإسترليني خلال تسعة أشهر من ثلاثة أشهر.

وبالرغم من شكوك خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي فقد اكتسب الجنيه الإسترليني أكثر من 1.5٪ منذ بداية 2019 ليتداول أعلى 1.28 اليوم الإثنين بعد انخفاضه بنسبة أكثر من 6٪ العام الماضي.

في حالة فشل التصويت غداً، قد يدفع ذلك بالجنيه الإسترليني للانخفاض أكثر من 4% نحو مستويات 1.24 مقابل الدولار. حيث بعد أن يهبط لتلك المستويات من المحتمل أن يبقى الإسترليني حول هذا المستوى حتى الربع الأول مع عدم وجود أي أخبار إيجابية من المرجح أن تقدم أي شيء آخر غير الارتداد المؤقت.

توقعات المستويات المستهدفة للجنيه الإسترليني مقابل الدولار في حالة حدوث السيناريوهات المذكورة

في حالة الدعوة لاستفتاء آخر، وفقاً للاستطلاعات يرى الأغلبية أنه في حالة فشل التصويت قد تقوم الحكومة باستدعاء استفتاء ثاني نحو الخروج من الإتحاد الأوروبي، وبهذا ستكون تلك النتيجة الأكثر دعماً للجنيه الإسترليني مما قد يؤدي إلى ارتفاع السعر إلى 1.33 مقابل الدولار.

قد يكون الاستفتاء الثاني هو السيناريو الأكثر شيوعاً لدى المستثمرين، ولكنه ربما يكون أكثر النتائج تعقيداً لتحقيقه. حيث لا توجد أغلبية في البرلمان من أجل تصويت آخر، ومع حزب العمل المعارض الذي يؤيد إجراء انتخابات عامة.

الدعوة لانتخابات عامة، فإذا كانت هناك انتخابات عامة يمكن أن يعاني ​​مزيداً الإسترليني ليهبط نحو مستويات 1.22 مقابل الدولار، والمزيد من الخسائر على العملة بسبب قلق المستثمرين من أن حكومة بقيادة “جيريمي كوربين” من حزب العمال ستعزز الضرائب والإنفاق.

الخروج بدون اتفاق، على الرغم من أنه ليس أمام بريطانيا أكثر من شهرين للتوصل إلى اتفاق للخروج من الإتحاد الأوروبي فهناك احتمالات منخفضة من المراقبين بعدم التوصل إلى صفقة، وهو أقل احتمال لجميع السيناريوهات. حيث إذا حدث ذلك قد يضع الجنيه الإسترليني تحت المزيد من الضغط لينخفض ​​إلى 1.15 مقابل دولار.

Leave A Reply

Your email address will not be published.