مكتبة التداول

أسبوع مزدحم لمستثمرين الأسهم والسلع!

0

يواجه المستثمرون أسبوعاً مليئاً بالأحداث المؤثرة في السوق، ومن بين الأحداث الكبرى ستواصل الولايات المتحدة والصين جهودهما لحل مأزقهما التجاري هذا الأسبوع، وكذلك الإنهاء المؤقت للإغلاق الحكومي الأمريكي وآثاره على السوق كما وضحنا في مقالتنا السابقة (أثر إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي على الأجندة الاقتصادية).

الأسهم،

سيقوم كبير مساعدي الرئيس الصيني “شي جين بينغ” نائب رئيس الوزراء بزيارة واشنطن لإجراء محادثات، ومن المقرر أن يجتمع مع الممثل التجاري الأمريكي “روبرت لايتايزر” ووزير الخزانة “ستيفن منوشين” يومي الأربعاء والخميس كما من المتوقع أن يصدر المفاوضون بياناً بعد الجلسة.

وتراجعت الأسهم الأوروبية إلى جانب الأسهم الآجلة بالولايات المتحدة في حين تراجعت الأسهم الآسيوية اليوم الإثنين حيث من المحتمل أن يكون الأسبوع حاسم للتجارة العالمية والسياسة النقدية للبنك الفيدرالي.

بينما من المنتظر أيضاً من عمالقة التكنولوجيا “أبل” و”مايكروسوفت” و”فيسبوك” و”علي بابا” و”ساب” و”كوالكوم” و”تسلا” و”سامسونج” و”سوني” أن يعلنوا عن أرباحهم عن الربع الرابع.

على الرغم من تلك التراجعات يقترب خط الانخفاض التراكمي المعياري لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500” من سجله السابق الذي سجله في سبتمبر، وستدفع بضعة أيام أخرى من المكاسب الواسعة إلى ارتفاع جديد. حيث حافظ مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” على مكاسب بنسبة 0.9% يوم الجمعة على تداوله فوق متوسطه المتحرك لمدة 50 يوم، وهو مستوى فني رئيسي للدعم.

يقترب خط الارتداد التراكمي لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500” من قمته السابقة منذ سبتمبر الماضي

أما على الصعيد الأوروبي ففي يوم الثلاثاء سيصوت برلمان المملكة المتحدة على التعديلات التي أدخلت على اتفاق “تيريزا ماي” مع الاتحاد الأوروبي بما يخص البريكست، ومع موعد آخر يوم الأربعاء سيناقش البرلمان الأوروبي خروج بريطانيا.

الذهب،

انتعش الذهب في ديسمبر الماضي ويناير 2019 مع تزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي واستمرار التوسع في الأسهم في الصناديق المتداولة في البورصات.

كما شهدت أحدث التحركات تخفيض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي متنبئاً بأنه سوف يتوسع بأضعف وتيرة في ثلاث سنوات في عام 2019، ويحذر من أن التوترات التجارية الجديدة قد تؤدي إلى المزيد من المشاكل.

سوف يراقب مستثمري المعدن الثمين تصريحات رئيس الفيدرالي للحصول على علامات تخص رفع معدلات الفائدة هذا العام

هذا الأسبوع سيركز المستثمرون بالذهب على أول اجتماع للسياسة النقدية للبنك الفيدرالي لهذا العام للحصول على أدلة حول ما سيحدث لاحقاً. حيث من المقرر أن يعقد رئيس الفيدرالي “جيروم باول” مؤتمراً صحفياً بعد اجتماعات السياسة الثمانية المقرر إجراؤها هذا العام، وهو ضعف العدد الذي صدر في 2018.

هذا يعطي الفرصة لتوضيح بتكرار متزايد موقف الاحتياطي الفيدرالي، وقد تساعد رسالة يوم الأربعاء التي تشير إلى وقفة ممتدة لرفع الفائدة في الحفاظ على الذهب فوق مستوى 1300 دولار للأونصة في حين أن إشارة العكس قد تضعف جاذبية المعدن.

وسيتم أيضاً إطلاق موجة من الأرقام الاقتصادية الأمريكية بما في ذلك بيانات الناتج المحلي الإجمالي وبيانات الوظائف.

النفط،

ارتفعت أسعار النفط بنسبة 10% تقريباً في عام 2019 بعد انخفاض بنسبة 19.5% في 2018 حيث بدأت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك”وحلفاؤها في خفض الإنتاج لتهدئة المخاوف من وفرة الإمدادات. على الرغم من أن الإنتاج القياسي للولايات المتحدة وارتفاع المخزونات والحرب التجارية ترقى إلى مستوى المكاسب.

كان لأزمة عميقة في فنزويلا تأثير صعودي ضئيل على الأسعار الأسبوع الماضي كما أن احتمال فرض عقوبات أمريكية عليها قد يهدد بجعلها أكثر تحدياً لـ “أوبك” لإدارة الأسواق.

وفقد النفط الخام ما يزيد عن 1.1% بجلسات اليوم الإثنين بعد صعوده 2.1% بآخر جلستين، وارتفع عدد منصات الحفر التي تستهدف النفط بمقدار 10 لتصبح بمقدار إجمالي 862 منصة. كما أظهرت بيانات من شركة الخدمات النفطية “بيكر هيوز” مع ارتفاع أسعار النفط الخام هذا العام مما أثار التفاؤل.

منصات النفط العاملة في الولايات المتحدة ترتفع للمرة الأول في العام الجديد بمقدار 10 منصات حفر نفطية

حيث أوقف النفط مكاسبه بالقرب من 53 دولار للبرميل وارتفعت منصات الحفر الأمريكية للمرة الأولى هذا العام، مما يشير إلى مزيد من الزيادات في إنتاج النفط الخام في البلاد وتراجعات المواجهة بين الولايات المتحدة وفنزويلا.

تخلت فنزويلا عن قرارها قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة لتهدئة التوترات بعد قرار واشنطن الاعتراف بزعيم المعارضة ورئيس البرلمان “خوان جويدو” كرئيس للدولة. كما سعى الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو” يوم السبت إلى تخفيف حدة التوتر مع الولايات المتحدة من خلال التراجع عن قراره السابق بطرد جميع الدبلوماسيين.

انخفض مؤشر التقلبات على النفط الأسبوع الماضي إلى 36.1 نحو أقل مستوى في 2019 والأقل منذ 12 نوفمبر

كما سيسجل جبابرة صناعة النفط أرباحهم هذا الأسبوع وفقاً لتقارير ستصدرها شركة “رويال داتش شيل بي إل سي” يوم الخميس. يليها عمالقة الولايات المتحدة مع شركتي “إكسون موبيل كورب” وشركة “شيفرون كورب” يوم الجمعة، وستكون هناك أيضاً أرقام من شركتي “كونوكو فيليبس” و”هيس كورب”.

سيركز المستثمرون على ما إذا كانت الشركات قادرة على توليد ما يكفي من النقود للحفاظ على كل من أرباحها وخطط إعادة الشراء. في حين لا يزال لديها ما يكفي من النمو للنمو بعد هبوط النفط في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2018.

يرى الاقتصاديون في “بلومبرج” أن شركة “شيل” تحتاج إلى الاستثمار في مجالات جديدة حيث استغلت أكثر من احتياطاتها بالمقارنة مع أقرانها من الشركات الأخرى.

ومن بين الشركات التي ترفع تقاريرها سيكون هناك تقرير مخرجات تمت مراقبتها بعناية من “جلينكور بي”. أيضاً ستقوم شركة “كاتربيلر”، وهي شركة تصنيع الحفارات بإعلان أرقام أرباحها في وقت لاحق اليوم الإثنين.

فيما من المقرر صدور بينات مخزون النفط الخام الأمريكي في 30 يناير المقبل بعد أن سجل المخزون ارتفاع بمقدار 0.8 مليون برميل بالأسبوع المنتهي في 16 يناير.

بشكل عام،

ستكون كل الأنظار صوب اجتماع الفيدرالي والمحادثات التجارية، ومن غير المحتمل أن يلهم أي منهما أسباباً لا يمكن دحضها لاحتضان المخاطر.

أيضاً من المرجح أن يكرر “جيروم باول” وشركاه التأكيد على أن البنك الفيدرالي سوف يصمد مع رفع أسعار الفائدة في الوقت الحالي، الأمر الذي سيكون موضع ترحيب، ولكن كل ما ستفعله هو تخفيض معدل الخصم وليس بالضرورة أن يساعد نمو عائدات الشركات الأعلى.

أما بالنسبة للمحادثات التجارية فإن أفضل ما يمكن أن نأمله هو أن توافق الولايات المتحدة والصين على مواصلة التفاوض، ولكن لن يؤدي الإجتماع الذي يستمر يومين إلى حل جميع المشكلات الهيكلية. حيث مع استمرار الاحتكاك التجاري هناك حجة تدفع إلى أن تقديرات المحللين لأرباح الأسهم العالمية قد تبدو في وقت قصير متفائلة للغاية.

لكن إذا استمر حجم التجارة في التباطؤ وهو أمر محتمل فإن تقديرات الأرباح ستفسح المجال لمزيد من الانخفاض.

Leave A Reply

Your email address will not be published.