مكتبة التداول

العقوبات الأمريكية على إيران وسيناريوهات النفط!

0

كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر من أكبر المشترين لقطاع الطاقة الإيراني, ولكن توقفت عن ذلك المصدر ولم تشترِ النفط من إيران لأكثر من 25 عاماً حيث زاد ذلك التحدي لقطاعات إضافية بعد التوجه النووي من قبل الإدارة الإيرانية.

حيث شهدت إنفراج بالعلاقات في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في عام 2015, وذلك مع الصفقة التي توصلت إليها الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى لتخفيف العقوبات مقابل فرض قيود على برنامج إيران النووي.

لكن عادت من جديد العقوبات الأمريكية على إيران إلى حيز التنفيذ يوم الإثنين مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستهدفة قطاع الطاقة والمالي, وهذا بعد تغطية لحملة قامت بها إدارة الرئيس دونالد ترامب لإخراج الشركات من إيران. على الرغم من أن الولايات المتحدة منحت إعفاءات مؤقتة لثمانية بلدان فإن الضغط العالمي على إيران قد بدأ.

 

لماذا هذه العقوبات على إيران؟

 

وفقاً للتصريحات الأمريكية أنها بهدف حظر برنامج التسلح النووي الإيراني وإجبار إيران على التخلي عن طموحاتها النووية, وما يسميه بدعمها للإرهاب في الشرق الأوسط عن طريق خنق عائداتها النفطية.

 

ووفقاً لتصريحات ترامب قال إنه منفتح على صفقة مع إيران تحظر برنامج الأسلحة النووية حيث أن حملة الضغط التي يطلق عليها الحد الأقصى تستهدف حكومة إيران وليس شعبها.

 

لكن المزيد من العقوبات ستأتي إلى أن تقرر الحكومة الإيرانية التخلي عن سلوكها التدميري أو الإستمرار في السير نحو الكارثة الإقتصادية كما قال الرئيس الأمريكي, وهذا يوضح إستمرار المخاوف الجيوسياسة بأسواق الطاقة في ظل الفترة الرئاسية لترامب حتى يحصل على مراده من الإتفاق النووي.

 

الرد الأيراني على تلك العقوبات؟

 

صرح الرئيس الإيراني روحاني إن بلاده لن تجري محادثات إلا إذا كرمت الولايات المتحدة إلتزاماتها في الإتفاق مع إيران, وهذا في ظل الدعم الذي يحظى به مع إلتزام الإتحاد الأوروبي القائم مع إيران بما يخص البرنامج النووي.

كما قال روحاني في إجتماع مع مسؤولي الإقتصاد موجهاً للإدارة الأمريكية “إحترموا إلتزاماتكم ثم سنتحدث, وليس لدينا أي مشاكل مع المحادثات إذا كان الطرف الآخر طرفاً يقدّر كلمته ووعده وإتفاقه.”

 

من المستهدف من تللك العقوبات, وهل سيتعاون الجميع؟

 

أن قائمة العقوبات الأمريكية التى فرضت يوم الإثنين 5 نوفمبر تستهدف 900 شركة, وكان من بين أولئك 50 مصرفاً إيرانياً و 200 فرد, وسفن شحن مرتبطة بقطاع الشحن والطاقة الإيراني وقطاع الطائرات.

فعلى الأغلب يمكن للولايات المتحدة أن تجبر العالم على الضغط على إيران, وكما نرى أنه من الصعب على تلك الدول أن تستغنى عن السوق الأمريكي لصالح السوق الإيراني.

حيث قال وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو يوم الإثنين في مؤتمر صحفي في واشنطن. بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على بنوك وسفن وطائرات وشركات مرتبطة بصناعات الطاقة والمالية الإيرانية.

تعهد بتوقيع عقوبات سريعة وشديدة على من يتم ضبطهم بخرق العقوبات, وقال إن حملة الضغط الأمريكية كلفت إيران 2.5 مليار دولار من عائدات النفط منذ مايو. أضاف أيضاً بومبيو إن أكثر من 100 شركة قد إنسحبت بالفعل من السوق الإيرانية منذ مايو, وأظهرت الولايات المتحدة في الماضي إستعدادها لشن مخالفات صارمة للجزاءات الأمريكية.

 

هذا يعود بنا بالذاكرة إلى يوليو 2014 حيث أرغمت الولايات المتحدة كلاً من البنك الفرنسي BNP Paribas SA على دفع 8.9 مليار دولار لإنتهاكه العقوبات الأمريكية ضد السودان وكوبا وإيران. أيضاً شركة Commerzbank AG الألمانية على دفع 1.45 مليار دولار لنقل الأموال عبر النظام المالي الأمريكي للسودان وإيران.

 

  •  تراجع واردات الدول المستورة للنفط الإيراني خلال الأشهر الماضية مع قرب تنفيذ العقوبات الأمريكية

كما أضاف وزير الخزانة ستيفن منوشين إن الطريق الوحيد لتخفيف العقوبات هو أن يوقف قادة إيران دعمهم للإرهاب ويتخلى عن طموحاته النووية على الفور, وأن الولايات المتحدة تراقب النظام الإيراني بتركيز الليزر.

 

لماذا تراجعت أسعار النفط بعد تنفيذ أشد عقوبات على قطاع الطاقة الأيراني, وهل يستمر؟

إيران تعتبر ثالث أكبر منتج في أوبك التي تضخ ما يقرب من أربعة ملايين برميل في اليوم في وقت سابق من هذا العام, ومع ما يزيد على نصف ذلك من الصادرات.

حيث أغلب صادرات إيران إلى المشترين في آسيا كما تأتي أوروبا في المرتبة الثانية, وتعتبر الصين والهند من أكبر مستوردي النفط حيث تحتلان مكانة بارزة في قائمة المشترين مثل تركيا واليابان وكوريا الجنوبية. فقد خفض المشترون بالفعل مشترياتهم تحسباً للعقوبات, وخفضوا صادرات إيران من النفط من 2.7 مليون إلى 1.6 مليون برميل يومياً وفقاً لتقديرات الولايات المتحدة.

 

  • معدل النسب للدول المستوردة للنفط الإيراني والتي سوف تقلص من واردتها حتى تصل إلى صفر مع سريان العقوبات الأمريكية في 5 نوفمبر

مع تلك الأهمية لموقع إيران من إنتاج النفط شهد النفط صعود كبير بالأسعار ليحقق مكاسب أكثر من 26% خلال 2018 مع التلميح للعقوبات الأمريكية بالإضافة لبعض العوامل الأخرى, ولكن عاد وفقد ذلك الزخم ليخسر ما يقدر من 65% من تلك المكاسب.

لتتراجع أسعار النفط بعد إتفاق بعض الدول بتعويض ذلك النقص من الإمداد الإيراني حيث هناك ثلاثة بلدان منها المملكة العربية السعودية والعراق وروسيا تستطيع تعويض النقص المتوقع في النفط الثقيل أو الأكثر لزوجة الذي توفره إيران.

 

  • توضيح لمكاسب الإمداد السعودى منذ مايو مقارنة الخسائر الإيرانية مع سريان العقوبات الأمريكية

أيضاً بعد توضيح بإستثناء مؤقت لبعض الدول من تلك العقوبات الأمريكية على إيران, ومع التنازلات التي تم الإعلان عنها يوم الإثنين خفف المخاوف بشأن إحتمالات وجود سوق عالمية ضيقة في نهاية العام, وإنخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1% ليصل إلى 62.52 دولار للبرميل كأقل مستوى منذ أبريل 2018.

حيث ذكر بومبيو وزير الخارجية الأمريكي أن الحكومات الثمانية التي منحت إعفاءات من العقوبات النفطية هي الصين والهند وإيطاليا واليونان واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا, وأشار إن التنازلات كانت مجرد إجراءات مؤقتة لتخفيف إنتقالهم من الخام الإيراني وتجنب زعزعة إستقرار سوق الطاقة.

 

  • النفط بعد أن حقق أعلى مستوياته في 4 سنوات مع مخاوف العقوبات يعود ويفقد أكثر من 17% من مكاسبه في 2018 مع إستناءات دول مؤقتاً ووعد البعض بتعويض النقص

لكن بعض الجمهوريين في الكونجرس تعهدوا بالتشريعات للقضاء على التنازلات حيث تترقب الأسواق نتائج الإنتخابات الأمريكية النصفية إذا ما سينجح الجمهوريين من السيطرة على أغلب المقاعد مما يعزز السياسة الحمائية للرئيس ترامب, والذي سيكون له أثر على قوة الدولار كما وضحنا في مقالتنا السابقة (سوق العمل الأمريكي يعزز تحركات البنك الفدرالي).

بينما لم يظهر الرئيس الإيراني حسن روحاني أي أهمية وصرح يوم الإثنين إن الولايات المتحدة مجبرة على إعفاء ثماني دول من العقوبات على مبيعات النفط عندما قالت في وقت سابق إنها تريد خفض مبيعات النفط الإيرانية إلى الصفر أليس هذا إشارة على إنتصار إيران.

 

إلى أين أسعار النفط؟

لا تتصارع أوبك فقط مع العقوبات الأمريكية التي تقلص العرض الإيراني, والإنتاج في فنزويلا أيضاً بسبب الأزمة الاقتصادية. كما أن أكبر مصدر للإمداد العالمي الجديد النفط الصخري الأمريكي يعاني أيضاً من آلام متزايدة بسبب إختناقات خطوط الأنابيب وقوى العمل التي تعيق النمو.

حيث تكافح منظمة أوبك وحلفاؤها للتعويض عن العقوبات الأمريكية على صادرات إيران, وبالنسبة لجميع ضغوط الإمدادات العاجلة هذه يتبنى أكبر منتجي النفط في العالم نهج الترقب والإنتظار حتى إجتماعهم في العاصمة الجزائرية يوم الأحد.

مع أصرار كل من المملكة العربية السعودية وروسيا والإمارات العربية المتحدة على إمتلاكها الطاقة الفائضة لتلبية إحتياجات السوق, ولكنها لن تتحرك بشكل إستباقي.

لكن هل يدوم ذلك! هنا تعود بنا الذاكرة قبل عقد من الزمان عندما إرتفع سعر خام برنت إلى ما يقرب من 150 دولاراً للبرميل قبا أن يتراجع بعد أشهر قليلة حيث تسبب إرتفاع أسعار الوقود والأزمة المالية العالمية في تراجع الطلب.

في هذه المرة يمكن أن تؤدي الحرب التجارية المتعمقة بين الولايات المتحدة والصين إلى تهديد النمو الإقتصادي في آسيا والإضطرابات في الدول الناشئة إلى زيادة تأثير إرتفاع الأسعار على نمو الطلب العالمي.

هذا يدفع بأغلب التوقعات للمسثمرين بأنه ما زالت الأرصدة محفوفة بالمخاطر والنقص في الطاقة الإحتياطية مع الإشارات المتضاربة للدول التي تكافح في منظمة أوبك وحلفاؤها للتعويض عن العقوبات الأمريكية على صادرات إيران.

مما قد يجعل أسعار النفط الخام تعود للزخم التصاعدي قرب مستويات 90 دولاراً أو حتى 100 دولار لكلاً من أسعار النفط الخام, وأسعار خام برنت إذا ما تحققت جميع المخاطر المحتملة في السوق.

 

  • مازالت توقعات الخبراء والمستثمرين ترى أن الأسعار قد تعود للصعود بالأشهر المقبلة كما هو موضح في أسعار خام برنت

 

النظرة الفنية لأسعار النفط الخام

تسعى الإدارة الأمريكية بإدارة الرئيس ترامب للسيطرة على أسعار النفط مع سريان العقوبات على إيران, وذلك بعد إنتقاد ترامب في أكثر من مناسبة أسعار النفط المرتفعة كما هاجم منظمة الأوبك ومحاولة الضغط عليها لتعويض الإمدادات الإيرانية. مع كل هذا تراجعت أسعار النفط بشكل كبير لتفقد أغلب مكاسبها هذا العام, ولكن على المدى الطويل مازالت ضمن الإتجاه الصاعد.

على المدى القصير,

يواجه السعر مستوى دعم عند 62.50, ومع أختراقه قد يواجه مستوى الدعم الثاني عند 61.90 قاع 9 أبريل ثم مستوى الدعم الثالث عند 60.85 قاع 15 مارس 2018.

بينما إذا ما عادت الأسعار وشهدت زخم صعودى قد يواجه مستوى مقاومة عند 63.40, ومن ثم 64.75. حيث إذا ما نجح بإغلاق يومي أعلاها يعزز من السعر لإستهداف 67.46 متوسط متحرك 200 يوم.

على المدى الطويل,

كما نرى ما زالت أسعار النفط الخام ضمن القناة الصاعدة حيث يواجه السعر مستوى دعم محوري عند 58.35, وهو قاع القناة الصاعدة وعند متوسط متحرك 100 أسبوع. حيث الحفاظ على هذا المستوى وعدم إغلاق إسبوعي ما دونها قد يعزز من الأسعار للعودة لإختبار متوسط 50 أسبوع عند 66.24.

وإذا ما حافظ على تداولاته أعلاها قد يواجه مستوى مقاومة عند 70.00 ثم مستوى 73, ومع أي إغلاق أسبوعي أعلها قد يدفع بأسعار النفط الخام إلى 79.00 دولار للبرميل.

 

  • النفط الخام مازال يتداول ضمن القناة الصاعدى على المدى الطويل (مؤشر زمني أسبوعي)

بينما مع إغلاق أسبوعي ما دون 58.35 والحفاظ على التداول ما دونها قد يدفع بالسعر للمزيد من التراجع نحو مستوى دعم أولي عند 54.80, وبإختراقها يرى السعر المزيد من التراجع لإختبار متوسط متحرك 200 أسبوع عند 52.13.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.