مكتبة التداول

عدوى الأسواق الناشئة تصيب الأسهم العالمية

0

إنخفضت الأسهم في أوروبا وأسيا مع إستمرار الضغوط في العديد من الأسواق الناشئة مما زاد من المخاوف المتعلقة بإنتقال العدوى, ومع عدم رؤية المستثمرين تراجع في التوترات التجارية يعزز الدولار مكاسبه للجلسة الخامسة كما وضحنا في مقالتنا بالأمس (الدولار يعزز موقعه كملاذ آمن) وهبطت السلع بقيادة النفط.

  • أسوأ مستوى لعملات الأسواق الناشئة منذ مايو 2017

يأتي هذا بعد يوم من تراجع عملات الأسواق الناشئة كما كان دور سوق الأسهم في المقعد المصابين مع إنحدار الأسهم من اليابان إلى أستراليا والإنخفاض في الفلبين وإندونيسيا من بين الأسوأ. بينما تستمر التوترات التجارية في الضغط على الأسهم الأوروبية تتحول الأسواق الناشئة إلى سبب آخر للمستثمرين لدفع زر البيع على الأسهم الأوروبية.

يبدو أن عمليات بيع الأسهم الأوروبية لليوم الثاني مرتبطة بشكل متزايد بالمخاوف من عدوى الأسواق الناشئة بشكل عام. يبدو أن الإرتباط الذي يمتد على مدار شهر بين مؤشر يوروب ستوكس 600 ومؤشر MSCI للأسواق الناشئة بالقرب من أقوى مستوى في سبعة أشهر تقريباً.

  • عدوى أسهم الأسواق الناشئة تصيب الأسهم الأوروبية مما دفعها لتتحرك بشكل مترادف

حيث إنخفض مؤشر يوروب ستوكس 600 إلى أدنى مستوى له منذ يوليو بقيادة إنخفاض أسهم شركات التعدين وصناعة السيارات. كما إنخفضت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية أيضاً مع ترقب التصعيد من إدارة ترامب بفرض رسوم جمركية بمعدل 200 مليار على الواردات الصينية خلال يوم غد الخميس.

مع ذلك, قد يكون ضعف اليورو مفيداً لأرباح الشركات الأوروبية في الخارج, ولكنه ليس جيداً لأسهمها هذه الأيام. قد تحولت العلاقة السلبية عادة بين عملة منطقة اليورو والأسهم إلى نتائج إيجابية حيث أصبحت كلتا المخاوف السياسية تهيمن على نحو متزايد مثل الصراع المحتمل لإيطاليا مع الإتحاد الأوروبي.

  • العملة الموحدة لمنطقة اليورو والأسهم تتحرك جنباً إلى جنب منذ أكثر من شهرين

أيضاً تعرضت الأسهم الإسبانية للهبوط من الهبوط في البيزو الأرجنتيني والبرازيل, وكذلك الإضطراب الإقتصادي في تركيا.حيث تقع أسبانيا بالقرب من إيطاليا وتركيا على نحو غير مريح, وبالتالي فإن أي تدهور في أي من الحالتين يمثل معاكسة معتبرة للأصول الإسبانية وتحول المستثمرين لدفع زر البيع على الأسهم الأوروبية.

كما فر المستثمرون الأمريكيون من الأسهم الأسبانية عند أعلى مستوى لها منذ ما يقرب من عقدين من الزمن يوم الجمعة وسط مخاوف من تضرر شركات البلاد من أزمات العملات في الأسواق الناشئة من الأرجنتين إلى تركيا.

  • أكبر معدل بيع للأسهم الأسبانية من قبل المستثمرين الأمريكيين منذ بدء الألفية الجديدة

متى يتوقف النزيف بالأسواق الناشئة؟

الأسواق الناشئة مازالت ترقد في غرفة الإنعاش بعد أن إنخفضت العملات وحدها بنسبة 13% لهذا العام. حيث بدأت العدوى تنتشر عبر القارات من الأرجنتين إلى إندونيسيا, وإنخفضت أيضاً السندات والأسهم.

كما لم يظهر هبوط الأسعار في الأسواق الناشئة أي علامة على التراجع قريباً مع ضعف معظم العملات وتوجه مؤشر الأسهم نحو سوق هابط.

حيث كانت الدول الأكثر تضرراً هي تلك التي لديها أضعف العوامل الأساسية, وتراجعت عملة الراند جنوب إفريقي حيث أظهرت البيانات تراجع إقتصادها إلى حالة الركود.

كما تراجعت الليرة التركية وسط مخاوف من أن البنك المركزي سيهزم المستثمرين في إجتماع السياسة النقدية الأسبوع المقبل. في حين انخفض البيزو الأرجنتيني إلى رقم قياسي, وإنخفضت الروبية الأندونيسية إلى أدنى مستوى لها في عقدين حتى بعد تكثيف البنك المركزي لحمايتها.

  • مؤشر MSCI لعملات وأسهم الأسواق الناشئة مستمر بالتراجع نحو أقل مستوى في أكثر من عام

إن أصول الأسواق الناشئة لديها مجال أوسع للسقوط, وذلك بفضل المستثمرين الذين كانوا مترددين حتى الآن في تخفيض مراكزهم بالبيع بعد أن كانت واحداة من أكثر الصفقات شعبية في السنوات الأخيرة, والتي كانت أسرع نمواً بعد الأزمة العالمية. حيث كانت الصين الوكيل للأسواق الناشئة في منطقة الدببة بعمليات بيع قوية حتى قبل بدء عمليات البيع الأخيرة.

فيما بدء المستثمرون حذرين حيث أن الإضطرابات في الدول النامية تسيطر على إنتباه المتداولين, ويفكر البعض فيما إذا كانت المشاكل ستنتقل إلى الأسواق المتقدمة. مع ظن البعض أن الولايات المتحدة تبدو وكأنها سوق ناشئة, وهذا بعد نمو الإقتصاد الأمريكي 4.2% في الربع الثاني تقريباً بنفس السرعة مثل الصين, في حين أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يشهد موجة صعود قياسية.

إضافة إلى تحديات الأسواق الناشئة يتطلب هذا التوسع الأمريكي الآن المزيد من التمويل بالدولار أكثر من ذي قبل حيث يقوم الفيدرالي بتقليص ميزانيته العمومية, وإلى أن تصل شروط التمويل إلى التوازن بين الولايات المتحدة والأسواق الناشئة قد تستمر المعاناة.

فإن الإقتصادات الناشئة تعاني من التدمير المتسارع للسيولة من قبل البنك الفدرالي الأمريكي أثناء تشديد السياسة النقدية السريع, وهذا ما يدفع تكاليف التمويل في جميع أنحاء العالم مما يلقي بظلالها على البلدان التي تمتعت بنمو أسرع من الدول المتقدمة.

إستمرار المعاناة من العدوة مع مضاعفات الحرب التجارية!

مع إرتفاع معدل الفائدة في الولايات المتحدة تستمر قوة الدولار ومقابل نظرائه من العملات الرئيسية. مع إرتفاع مخاوف المستثمرين من أزمة البريكسيت والتحديات الأوروبية كما من المخاطر الغريبة في الأسواق الناشئة, ومن الأزمات المالية في الأرجنتين وعجز تركيا المزدوج إلى إنتخابات البرازيل المثيرة للجدل ومشروع قانون إصلاح الأراضي في جنوب إفريقيا.

  • مؤشر مورجان ستانلي لتقلب العملات العالمية يحوم قرب متوسط 5 سنوات

ليأتي تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتكثيف الخلاف التجاري مع الصين مع إعلان التعريفة الجمركية على ما يصل إلى 200 مليار دولار من المنتجات الصينية الإضافية يوم الخميس  قد لا يساعد ذلك.

حيث ستضرب التعريفة الأمريكية ما يصل إلى 200 مليار دولار من البضائع الصينية, والتي قد تصبح سارية المفعول في وقت قريب يوم الجمعة. ووفقاً لمعهد بيترسون للإقتصاد الدولي فإن 23% من الواردات التي إستهدفتها هذه الجولة في الحرب التجارية هي سلع إستهلاكية مثل الحواسيب والأثاث والمنتجات الزراعية, وبذلك فأن أي كبح في الإنفاق الإستهلاكي سيؤدي إلى كبح جماح الإقتصاد.

Leave A Reply

Your email address will not be published.