مكتبة التداول

عدوى الليرة التركية تضرب الأسواق مع أسوء هبوط أسبوعي منذ الأزمة العالمية

0

غرقت الليرة التركية إلى مستوى قياسي منخفض حيث تجاوز القلق من توتر العلاقات مع الولايات المتحدة والتضخم الجامح خطط البلاد لوقف هزيمة السوق. حيث تركيا لديها بالفعل العديد من المشاكل الخاصة بها سواء على الجبهة الإقتصادية والجبهات السياسية.

أما الآن بعد أن أصبحت في خضم الخطر الجيوسياسي من حيث إحتكاكها مع الولايات المتحدة بسبب إطلاق سراح الراهب الأميركي فمن المحتمل أن هذا يعني وجود مجال أكبر لمزيد من الهبوط, وتراجعت الليرة التركية بشكل أكبر مع التصعيد الأمريكي وفرض بعض العقوبات على المسؤولين بالحكومة التركية.

حيث فقدت الليرة ما يصل إلى 16% منذ الإعلان عن العقوبات مع قلق المستثمرين من إحتمال فرض المزيد من العقوبات والإنعكاسات الأمريكية على عدم توازن تركيا الخارجي والتضخم المرتفع. أيضاً يبدو أنه قد لا يتوقف الإنخفاض في الليرة التركية في أي وقت قريب وسط المخاطر الجيوسياسية المتنامية المحيطة بالأمة والمشاعر الهشة عموماً في الأسواق النامية, وعناد السلطة المركزية ووسط وقوف البنك المركزي التركي بموقف المشاهد.

  • إستمرار تراجع الليرة التركية منذ تنتفيز العقوبات الأمريكية على المسؤولين الأتراك

كما إنخفضت الليرة إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 6.3005 مقابل الدولار بجلسات يوم الجمعة أي أكثر من نسبة 7%, وتوجهت لأسوأ إنخفاض أسبوعي لها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.

بهذا تحافظ الليرة على وضع سجلات جديدة لتتجاوز البيزو الأرجنتيني كأسوأ أداء للعملة هذا العام حيث إنخفض بأكثر من 35٪ مقابل الدولار, إنها تصل إلى مستويات جديدة كل يوم وتهبط بسرعة قياسية. إذا ما الذي يدفع بهذا السقوط الحر؟ أن المشاعر السلبية مسؤولة عن 90٪ من الإنخفاض, وهناك عوامل أخرى مثل النمو المحلي ونمو الولايات المتحدة والسياسة النقدية المحلية هي المسؤولة عن نسبة 10٪ المتبقية من الإنخفاض.

  • المشاعر السلبية للمستثمرين أكبر عامل وراء إنخفاض الليرة

الليرة التركية بمواجهة الرئيس رجب طيب أردوغان

من المقرر أن يخاطب الرئيس رجب طيب أردوغان الجماهير بوقت لاحق يوم الجمعة, وفي حين أن صهره وزير المالية بيرات البيرق من المقرر أن يعقد مؤتمراً صحفياً. حيث في وقت مبكر من يوم الجمعة دعا أردوغان الأتراك إلى عدم الذعر وفقاً لوكالة الأناضول التي تديرها الدولة, وقال “لا تنسوا ذلك إذا كان لديهم دولارات فقد حصلنا على إلهانا وشعبنا وحقناً.

كما يرفض أردوغان فكرة أن النمو البطيء هو الحل أيضاً هو خصم شرس لأسعار الفائدة المرتفعة, ودعم موجة من التحفيز المالي في الفترة التي سبقت إعادة إنتخابه في يونيو. مع ذلك, يجب إصلاح نقاط الضعف الرئيسية هذه قبل أن تستقر الأسواق, ولكن تردد أردوغان في رفع أسعار الفائدة يضعف التوقعات بإصلاح وشيك.

وما سوف يقوله أردوغان عن مصير القس أندرو برونسون له أهمية بالغة لمستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة, وهو تحالف يتفكك في مجموعة من القضايا التي تتراوح بين الخلافات حول سياسة سوريا والمزاعم بإنتهاك العقوبات على إيران.

الإقتصاد التركي

شهدت الأسواق تحرك الحكومة التركية يوم الخميس, وتحديد هدف نمو أقل من 4% بإنخفاض من 5.5% في إشارة إلى أن السلطات كانت تضرب من أجل تحديد مواطن الضعف التي تبلغ 880 مليار دولار منذ إنهيار السوق بسبب العقوبات الأمريكية الأسبوع الماضي. لكن مع ذلك أثبتت هذه الخطوة أنها غير كافية لتهدئة قلق المستثمرين. حيث يهدف إنخفاض معدل النمو إلى قلب نزاع أردوغان مع صندوق النقد الدولي.

الليره التركيه

  • الحكومة التركية تخفض توقعات النمو للأعوام الثلاثة المقبلة

أما بخصوص تحركات البنك المركزي التركي وردة فعله يشغل هذا السؤال أغلب المستثمرين وقد وضحناه في مقالتنا السابقة (الليرة التركية تهوي نحو مستوى قياسي مع تصعيد تجاري أمريكي) أما الفائدة الرئيسية حالياً عند مستوى 17.75%, ويرى أغلب الإقتصادين أنه يجب أن يكون هناك تحرك للتدخل.

حيث في ظل إرتفاع مستوى التضخم عند أعلى مستوى في 15 عام وإستمرار الترجعات الحادة للعملة قد تضع المزيد من الضغط على التضخم, ويرى بعض الإقتصاديين إنه يجب أن ترتفع الفائدة إلى 30% لوقف هزيمة الليرة. من المقرر أن يجتمع البنك المركزي في 13 سبتمبر, ومع ذلك نتوقع أن يتحرك البنك قبل ذلك الموعد مع تنامي هذا التراجع على العملة قبل أن تصل إلى مستوى صرف 7 مقابل الدولار الأمريكي.

الأسواق العالمية وعدوى الليرة التركية

وضعت التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة ودول أخرى تقلبات كبية بالأسواق هذا الأسبوع. حيث إستجابت الصين لكرامة الحرب التجارية الأخيرة لإدارة ترامب مع التعريفات الإضافية الخاصة بها.

فيما بلغت الروبل الروسية أدنى مستوى له منذ عامين بعد إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب هجوم بغاز الأعصاب في 4 مارس على عميل مزدوج سابق في المملكة المتحدة. كما توجه المستثمرين إلى الملاذ الآمن في كلاً من الين والدولار, ومع إرتفاع الدولار نحو أعلى مستوياته في عام 2018 تراجعت أغلب العملات الرئيسية.

أيضاً تراجعت عملات الأسواق الناشئة الأخرى بالتعاطف مع الليرة, وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأوروبية إلى جانب البورصات الآسيوية ووسط مخاوف من مشاكل تركيا تنتشر. قد لا تكون الأسهم الأوروبية مرتبطة بشكل كبير بالأسهم التركية أو بالليرة, ولكن العدوى ستجعل المتداولين يدفعون زر البيع وخاصة على أسهم البنوك الأوروبية التي تعتبر أكبر المقرضين.

الليره التركيه

  • أكبر البنوك الأوروبية المقرضة للشركات التركية

كما سوف يراقب المستثمرون عن كثب أسهم البنوك في أوروبا الذي يعتبر من أكبر المقرضين, وبشكل خاص بنك Banco Bilbao Vizcaya Argentaria SA و UniCredit SpA و BNP Paribas SA بعد أن خسرت العملة التركية أكثر من ثلث قيمتها هذا العام.

وقد بدأت آلية الإشراف الموحد للبنك المركزي الأوروبي على مدى الشهرين الماضيين للنظر بشكل أوثق في روابط البنوك الأوروبية مع تركيا لا ترى أن الوضع حرج حتى الآن, وقال البنك المركزي الأوروبي لا يرى أن الوضع حرج لكنه قلق من التعرض للهبوط في الليرة التركية. كما نرى أنه مع هذا الخطر يزيد الضغط على  المقترضين الأتراك مع ضعف الليرة, ويمكن أن يبدأوا بالتخلف عن سداد القروض بالعملات الأجنبية.

النظرة الفنية

مع نجاح توقعاتنا السابقة لزوج الدولار مقابل الليرة التركية بإستهداف مستوى 5.6100, وبإختراقها والإغلاق أعلاها إستكمل السعر الزخم الإيجابي. حيث RSI مؤشر القوة النسبية فوق 70 ما يعني ذلك أن الزوج في إتجاه صعودي قد يستمر أو في منطقة ذروة شراء.

حالياً مع ترقب التحركات من قبل الحكومة التركية والبنك المركزي يواجه السعر مستوى عند 6.2400, وبإختراقها مرة أخرى يعزز بالسعرللصعود لمستوى المقاومة الثاني عند 6.3800, ومن ثم قد يستهدف السعر مستوى المقاومة 6.6750. مع إختراق هذا المستوى قد نرى إستمرار بالزخم الصعودي لإستهداف مستوى 7.0020.

الليرة التركية

  • زوج عملة الدولار مقابل الليرة التركية عند مستويات تاريخية (مؤشر زمني أسبوعي)

بينما أي تعزيز للعمل التركية قد يدفع بالزوج للتراجع ليواجه مستوى الدعم عند 5.6300 ومن ثم المستوى الثاني عند 5.4600. حيث إستمرار التراجع ما دون هذا المستوى سوف يستهدف السعر مستوى 5.2220 ثم 4.8630.

Leave A Reply

Your email address will not be published.