مكتبة التداول

البنك الشعبي الصيني يتحرك لدعم اليوان الصيني, والصادرات الصينية تنتصر

0

 

ضعف اليوان الصيني أكثر من 6% مقابل الدولار في الأشهر الثلاثة الماضية, وهو أسوأ أداء عملة في آسيا. حيث يأتي هذا الإنخفاض وسط نزاع تجاري متصاعد مع الولايات المتحدة وعلامات على تباطؤ الإقتصاد في الداخل.

بينما فاجأت بيانات صادرات وواردات الصين بالإرتفاع في يوليو, ولكن في ظاهرها أن إرتفاع الصادرات أشار إلى أن الأثر الأولي محدود من الحرب التجارية مع الولايات المتحدة حيث لا يزال الطلب العالمي القوي بمثابة دعم للصادرات الصينية.

إرتفعت الصادرات من الصين بنسبة 12.2% على أساس سنوي إلى 215.57 مليار دولار في يوليو من عام 2018 بعد زيادة بنسبة 11.2% في يونيو, وهذا أعلى من توقعات السوق بزيادة 10%. أيضاً إرتفعت الواردات بنسبة 27.3 ٪ على أساس سنوي متجاوزة التوقعات بمقدار 16.5 ٪, وبزيادة من 14.1 ٪ في يونيو على الرغم من إشتعال الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

اليوان الصيني

  • صادرات الصين والواردات والميزان التجاري

يجب أن تساعد الصادرات القوية الطلب على السلع الخام والوسيطة من الخارج كما فاقت الواردات بقوة التوقعات على الرغم من الدلائل على تباطؤ الإقتصاد المحلي. جزء من هذا قد يعكس البضائع المستوردة لإعادة التصدير. في الوقت نفسه, ظل الطلب على السلع قوياً, وربما توقعاً لإرتفاع الإنفاق على البنية التحتية مع تحول سياسة الحكومة لدعم الإقتصاد.

حيث قد يكون تحول الصين الداعم للنمو قد أدى إلى تسريع بناء البنية التحتية, ودعم الطلب المحلي وتعويض الرياح المعاكسة الصاعدة الناتجة عن تخفيض المديونية والحرب التجارية.

مع ذلك, فإن إرتفاع معدل نمو الصادرات في شهر يوليو هو الشهر الذي طبقت فيه الولايات المتحدة رسوم جمركية بنسبة 25٪ على 34 مليار دولار من البضائع الصينية. كما أكملت إدارة ترامب مؤخراً خطط فرض تعريفات جديدة على الواردات الصينية بقيمة 16 مليار دولار أمريكي, وبذلك قد يصل إجمالي قيمة المنتجات التي تغطيها الرسوم إلى 50 مليار دولار أمريكي.

اليوان وتحرك البنك الشعبي الصيني

إرتفع اليوان خلال الجلسات الصباحية بعد بيانات الصادارات, ولكن عاد ليفقد تلك المكاسب مع قوة الدولار ليتراجع اليوان الصيني مقابل الدولار بنسبة 0.33% تقريباً عند 6.8414. بينما إستقرت معظم العملات الآسيوية الأخرى على مؤشرات أن الصين لن تتسامح مع المزيد من الضعف في عملته.

حيث شهد كلاً من الدولار النيوزيلندي والدولار الأسترالي دعم بعد أن تجاوز نمو صادرات الصين التوقعات في يوليو حتى مع تصاعد الحرب التجارية للبلاد الآسيوية مع الولايات المتحدة. أيضاً إرتفع الدولار النيوزلندي بعد أن أظهر تقرير للبنك المركزي أن توقعات التضخم قبل عامين قد إرتفعت في الربع الثالث.

في حين صعد الدولار الاسترالي بعد أن قال رئيس البنك الإحتياطي الأسترالي فيليب لوي في خطاب له إن التضخم قد يسارع إلى الوصول إلى الهدف في عام 2020 كما وضحنا في مقالتنا (الدولار الإسترالي ينتعش بعد ثبيت الفائدة من بنك أستراليا للإجتماع 22 على التوالي).

اليوان الصيني

  • تتبح حركة اليوان الصيني هذا الأسبوع مع كلاً من الدولار الإسترالي والنيوزيلندي

ووفقاً لأشخاص مطلعين على تحركات البنك الشعبي الصيني تضمنت الجهود التي بذلها البنك الصيني مؤخراً لدعم اليوان الصيني إجتماعاً يوم الإثنين مع أكبر المقرضين في البلاد حيث تم التأكيد على إستقرار العملة, وحث البنوك على منع أي “سلوك القطيع” في سوق الصرف الأجنبي. حيث أظهرت السلطات الصينية إشارات على أنها بدأت تشعر بعدم الإرتياح إزاء المزيد من ضعف اليوان.

اليوان الصيني

  • يتحرك اليوان بعيداً عن أضعف مستوى في عامين بعد تحركات البنك الشعبي الصيني

أما مع إنحدار اليوان الصيني مقابل الدولار على مدى الأشهر الثلاثة الماضية ضمن أكبر إنخفاض بين العملات الآسيوية كان هناك القليل من الأدلة التي دفعت صانعي السياسة إلى التحرك ضد هذه الخطوة, وذلك في وقت متأخر من يوم الجمعة بعد أن سجلت العملة إنخفاضها الأسبوعي الثامن على التوالي مما دفع البنك الشعب الصيني إلى جعله أكثر تكلفة لوضع رهانات قصيرة.

حيث يعد إجتماع يوم الإثنين علامة أخرى على أن المسؤولين الصينين يركزون على تجنب تدفقات رأس المال إلى الخارج. كما الذي حدث في الفترة بين عامي 2015 و 2016, والتي إنتهت في النهاية إلى تكبد الصين مئات المليارات من الدولارات في إحتياطيات النقد الأجنبي.

تحديات الحرب التجارية

يمكننا أن نشهد المزيد من التعافي على المدى القريب في اليوان إذا شعر السوق أن دعم السياسة الذي يقدمه صناع السياسة الصينيون قادر على دعم النمو, وهذا بدوره سيساعد أيضاً العملات الآسيوية.

لكن قد يكون هناك المزيد من التحديات حيث قالت الولايات المتحدة إنها ستبدأ فرض رسوم بنسبة 25% على واردات صينية إضافية بقيمة 16 مليار دولار في غضون أسبوعي في 23 أغسطس مما يزيد من حدة الحرب التجارية بين أكبر إقتصادين في العالم.

حيث أن الجمارك الأمريكية ستبدأ في تحصيل الرسوم على 279 خط إنتاج من 284 بنداً في القائمة الأولية, وإعتباراً من 23 أغسطس. تغطي القائمة الجديدة المنتجات التي تتراوح من الدراجات النارية إلى التوربينات البخارية وسيارات السكك الحديدية, وستكون هذه هي المرة الثانية التي تضع فيها الولايات المتحدة الرسوم على السلع الصينية بعد تحركات الشهر الماضي.

تأثير التصعيد التجاري على اليوان الصيني

كانت وتيرة الضعف خلال الشهرين الماضيين مفرطة للغاية, وبعض التحركات لسعر صرف الدولار الأمريكي مقابل اليوان الصيني حول مستوى 6.80 إلى 6.90. مع ذلك, على المدى المتوسط ​​إلى المدى الطويل من المحتمل حدوث المزيد من ضعف اليوان. حيث العوامل الرئيسية السلبية هي المزيد في رفع سعر الفائدة من قبل البنك الفدرالي الأمريكي وتصاعد الصراع التجاري.

أيضاً إذا إستمرت مفاجآت السلبية مثل فرض رسوم جمركية على واردات صينية  لتصل إلى قيمة 500 مليار دولار كما إقترح الرئيس دونالد ترامب, وإرتفاع مؤشر الدولار فوق مستوى 100 فأن الرقم 7 لسعر الصرف هو رقم آخر ويمكن إختراقه بسهولة.

بينما سيحاول البنك الشعبي الصيني تجنب عبور سعر صرف الدولار مقابل اليوان مستوى 7, وذلك لأنه قد يثير المخاوف بشأن تدفقات رأس المال إلى الخارج مما قد يؤدي إلى التباطؤ والمزيد من التداعيات الإقتصادية.

 

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.