خلال الاسابيع القليلة الماضية, كان الدولار الكندي احد افضل العملات تداولاً امام الدولار الاميركي, وذلك على الرغم من استمرار انخفاض اسعار النفط طوال الفترة الماضية, حيث استطاع الدولار الكندي ان يحقق ارتفاعات هي الاكبر امام الدولار منذ مارس من العام الجاري, بينما اسعار النفط قد وصلت الان الى ادنى مستوى له منذ اغسطس من العام الماضي, على الرغم من اتفاق اوبك الاخير بتمديد اتفاق خفض انتاج النفط حتى مارس من العام المقبل.
البنك المركزي الكندي وتغير في السياسية
شهر بعد شهر تأتي الارقام الكندية بشكل ايجابي وبأعلى من التوقعات تقريباً, وهو الشيء الذي دفع رئيس البنك المركزي الكندي بولوز بأن يمهد الطريق لغير قريب في السياسية الحالية للبنك خلال الاسابيع القليلة الماضية.
ذكر في احد كلماته الاخيرة بأنه يعتقد ان الاقتصاد الكندي ليس بحاجة لمزيد من التحفيز في أي وقت قريب, وذبك على الرغم من ان معدلات التضخم الاساسية كانت قد انخفضت خلال الاشهر الماضية الى ادنى مستوى منذ العام 2013 عند مستويات 1.1% لتسجل ثاني انخفاض شهري على التوالي.
لكن هذه التعليقات تأتي من محافظ البنك المركزي بعد استمرار انخفاض معدلات البطالة في البلاد والتي انخفضت هذا العام الى ادنى مستوى لها منذ فترة الازمة المالية العالمية ايضاً.
وبالاضافة الى ذلك ايضاً, فقد اظهرت معدلات النمو نمواً واضحهاً خلال الفترة الماضية, حيث انه وخلال العشر اشهر الماضية, اظهر الاقتصاد نمواً واضحاً خلال ثمانية اشهر منها, بينما تراجع الاقتصاد بشكل طفيف خلال شهرين فقط.
إلا ان كندا لازالت تواجه العديد من التحديات بما فيها تحديات سوق الاسكان, والذي يعتبر في حالة من الفقاعة طبقاً للعديد من التقارير, وبدأ التباطؤ بشكل واضح, خصوصاً بعد ان اعلنت العديد من شركات التمويل العقاري عن حاجتها الى اموال عاجلة لسد بعد الفجوات في ميزانياتها.
معدلات التضخم المنتظرة اليوم
خلال تعاملات الفترة الاميركية اليوم, تتجه الانظار نحو ارقام التضخم الكندية والتي من المتوقع ان يكون لها تأثير واضح على الاسواق وخصوصاً الدولار الكندي خلال جلسة اليوم
حتى اللحظة, لا توجد توقعات لكافة الارقام, بينما الرقم الوحيد الذي تتوفر التوقعات له اليوم هو مؤشر اسعار المستهلكين على المستوى الشهري والذي من المتوقع ان يرتفع بواقع 0.2% في مايو بالمقارنة مع 0.4% في ابريل الماضي.
باقي الارقام لا توجد لها توقعات حالياً بما فيها مؤشر اسعار المستهلكين الاساسي, ومؤشر اسعار المستهلكين المشترك, ومتوسط اسعار المستهلكين ومؤشر اسعار المستهلكين البسيط.
| المؤشر |
التوقعات |
السابق |
| مؤشر اسعار المستهلكين الشهري |
0.2% |
0.4% |
| مؤشر اسعار المستهلكين الاساسي الشهري |
— |
0.0% |
| مؤشر اسعار المستهلكين المشترك السنوي |
— |
1.3% |
| متوسط اسعار المستهلكين السنوي |
— |
1.6% |
| مؤشر اسعار المستهلكين المصغر |
— |
1.3% |
على الرغم من عدم وجود توقعات لمعظم الارقام المنتظرة اليوم, إلا ان معظم مؤشرات التضخم على المستوى السنوي لازالت عند اعلى مستوى لها منذ العام 2014 قرابة مستويات 1.6%, مع استقرارها عند هذه المستويات تقريباً منذ العام الكامل تقريباً.
اليوم, من المتوقع ان نشهد المزيد من الارتفاع في معدلات التضخم الكندية كما هو الحال في باقي دول العالم, وفي ما لو حصل ذلك بالفعل, فهذا سيعطي اشارة على صحة تخوف البنك المركزي الكندي من ارتفاع معدلات التضخم بشكل اكبر خلال الفترة المقبلة, وبالمقابل, لن يكون هناك حاجة للمزيد من التحفيز في أي وقت قريب, بينما من المنطقي بداية الحديث عن رفع اسعار الفائدة من جديد.
الدولار مقابل الكندي عند مفترق طرق مهم جدا
تداول الدولار الاميركي مقابل الدولار الكندي بشكل ايجابي وتدريجي منذ ابريل من العام الماضي, عندما سجل قاعاً في ذلك الوقت قرب مستويات 1.25, واستمر في الارتفاع حتى وصل الى مستويات 1.3780 خلال العام الجاري
منذ ان وصل الى قمة العام الجاري عاد الدولار مقابل الكندي الى الانخفاض بشكل تدريجي حتى وصل الى مستويات 1.32 حتى كتابة هذا التقرير.
الانخفاضات الاخيرة ادت الى تغيرات تقنية مهمة على المدى القصير على الاقل, حيث ان الزوج الان يتداول دون المتوسطات المتحركة, بما فيها متوسط 50 و 100 و 200 يوم على المستوى اليومي, وهذه اول مرة يتداول الزوج دون هذه المتوسطات منذ فبراير من العام الجاري.
وفي نفس الوقت وبالنظر الى الرسم البياني على المستوى اليومي, يختبر الدولار الاميركي مقابل الكندي مستويات خط الاتجاه المرتفع الممتد منذ ابريل من العام الماضي الى الان, ولازال يتداول حول ذلك الخط منذ ثمانية ايام عمل متتالية, وهو ما يعني ان هذه المنطقة هي منطقة تحديد اتجاه جديد.
في الوقت الحالي وفي ما لو اتت ارقام اليوم بنتائج ايجابية (ارتفاع معدلات التضخم), فهذا سيفتح المجال لمزيد من الانخفاضات من جديد وسيعتبر الحافز الاساسي لكسر خط الاتجاه المرتفع على المستوى اليومي والذي قد يؤدي الى انخفاض الزوج حتى مستويات 1.3150 و1.30 خلال الشهر المقبل.
عدا عن ذلك, ففي ما لو شهدت معدلات التضخم انخفاضاً على عكس التوقعات, فهذا من شأنه ان يعطي دفعة لبعض التصحيح نحو الاعلى والذي من المتوقع ان يكون محدوداً دون مستويات القمة السابقة حوالي مستويات 1.35 قبل استمرار الانخفاض من جديد.
