مكتبة التداول

هل يتدخل البنك المركزي الياباني مع استمرار ارتفاع الين

0

منذ بداية تعاملات العام الجاري, اظهر الين الياباني قوة واضحة في تحركاته خصوصاً امام الدولار الاميركي وذلك بعد ان كان قد انخفض على مدار الاشهر الاخيرة من العام الماضي.

وتأتي الارتفاعات الاخيرة للدولار مقابل الين على اثر الارتفاعات الواضحة في الدولار بعد ان بدأ الفدرالي الاميركي عملية تضييق السياسة النقدية. على الرغم من ذلك, إلا ان هذه السياسة لا تعتبر اشارة ايجابية او مريحة للبنك المركزي الياباني.

لازال البنك الياباني يحاول ان يضغط على الين بشكل عام, وذلك لمكافحة انكماش الاسعار الذي لطالما عانت منه اليابان. على الرغم من ذلك, إلا ان سياسة البنك المركزي الياباني تبدوا غير كافية حالياً.

حفي بداية العام الجاري, كان الدولار مقابل الين يتداول حوالي مستويات 118.0, بينما ومع اغلاق تداولات يوم الجمعة الماضي, اغلق الدولار مقابل الين عند مستويات 111.0.

معدلات التضخم ومعدلات النمو والعديد من المؤشرات الاقتصادية لازالت في حال من التباطؤ, ليس فقط في اليابان بينما حول العالم, وهو ما يعني ان على البنك المركزي الياباني ان يفكر في أي خطة للخروج من برنامج شراء الاصول في أي وقت قريب.

انخفاض معدلات التضخم

بعد ان عانت اليابان من انكماش الاسعار في العام 2016 ,عادت الاسعار ومعدلات التضخم الى الارتفاع خلال العام الماضي حتى اليوم. في نوفمبر من العام الماضي سجلت معدلات التضخم اليابانية اكبر ارتفاع شهري منذ اكثر من عامين تقريباً.

على الرغم من ذلك, إلا ان الاسعار ومن ذلك الحين سجلت تباطؤً واضحاً لتعود الى 0.2% فقط, وهذه القراءة هي الاضعف منذ اكتوبر من العام الماضي. وفي نفس الوقت ايضاً, كان الين في ارتفاع مستمر خلال نفس الفترة التي عادت الاسعار فيها الى التراجع. هل هذا يعني ان الين هو المحرك الرئيسي؟ قد يكون ذلك صحيحاً.

معدلات نمو غير مستقرة

على الرغم من ان اليابان استطاعت ان تسجل معدلات نمو ايجابية خلال الخمس ارباع الماضية على التوالي, وسجلت ارتفاعاً مستمراً على مدار ثمانية ارباع متتالية على المستوى السنوي, إلا ان الارقام الاقتصادية في القديد من القطاعات لازالت غير مستقرة ومتخبطة في نفس الوقت, وذلك بسبب استمرار الاجراءات غير المستقرة ايضاً من البنك المركزي الياباني

معدلات الفائدة السلبية من الممكن ان تساعد العديد من القطاعات الاقتصادية لكن ليس كل الاقتصاد بشكل عام, خصوصاً وان نسبة الدين الى الناتج الاجمالي قد وصلت الى ما فوق مستويات 250%, بينما العجز الحكومي في الميزانية قد وصل الى ما فوق مستويات 4.5%.

على الرغم من ذلك, إلا ان معدلات البطالة في البلاد تعتبر من ادنى معدلات البطالة حول العالم والتي وصلت الى ما دون مستويات 3% تقريبا.

هل هذا يعتبر كافي للبنك المركزي بأن يقوم بالخروج من برنامج شراء الاصول؟ ليس بالضرورة, خصوصاً وان معدلات الاجور في البلاد لازالت منخفضة ولا تظهر اتجاه ايجابي الى الان. وما يهم البنك المركزي حالياً هو التضخم ومعدلات الاجور اكثر من أي شيء آخر.

وبما ان معدلات التضخم عادت الى التباطؤ من جديد مع انخفاض معدلات الاجور, فالوقت الحالي لا يعتبر الوقت الجيد بأن يقوم المركزي الياباني بالتفكير في تغير السياسة الحالية في أي وقت قريب.

الى اين يتجه الين خلال الفترة المقبلة؟

كما نعلم جميعنا في الاسواق, الين الياباني يعتبر احد اصول الملاذات الامنة عند الازمات او التوترات العالمية, وهو الشيء الذي لا يريده البنك المركزي الياباني في هذه الاثناء.

بالنظر الى الرسم البياني على المدى الطويل, قام الدولار مقابل الين بالارتفاع من مستويات التصحيح بواقع 50% على المستوى الشهري (من ادنى مستويات 2011 حتى اعلى مستويات العام 2015)

وفي نفس الوقت ايضاً, قام البن بالتصحيح بأكثر من 70% من حركة الانخفاض التي حصلت من اعلى مستويات العام 2015 الى ادنى مستويات العام 2016, قبل ان يستمر الانخفاض من جديد الى مستويات 107.90 خلال تعاملات الشهر الماضي.

المؤشرات التقنية بشكل عام لازالت تشير نحو المزيد من الانخفاض, وهو ما يرجح استمرارية الاتجاه العام المنخفض على المدى الطويل, وذلك طالما ان الدولار مقابل الين يتداول دون مستويات القمة الاخيرة والتي كانت تتمركز عند اعلى مستويات العام 2017 عند 118.80.

على الرغم من ان الدولار مقابل الين يتداول فوق المتوسطات المتحركة الرئيسية, إلا ان على المتداولين الانتباه بأن الاتجاه العام الايجابي للدولار الاميركي قد انتهى منذ بداية العام الجاري, وهو الشيء الذي قد يبقي الضغط على الدولار مقابل الين خلال الفترة المقبلة.

بمعنى ان الاتجاه العام للدولار مقابل الين يبقى سلبياً على الرغم من الارتفاعات الاخيرة التي شهدها الزوج. وفي نفس الوقت, الى اين من الممكن ان يتجه الزوج خلال الفترة المقبلة؟ من خلال استعمال ادوات فيبوناتشي (اداة التوسيع) من الممكن ان نلاحظ ان المستويات الاولى للزوج قد تكون عند مستويات 101.0 تتبعها مستويات 91.50. متى؟ قد نرى هذه المستويات خلال العام الجاري.

اما على المدى القصير, فلازال الدولار مقابل الين يتداول دون خط الاتجاه المنخفض على المستوى اليومي, وذلك على الرغم من الاختراق الوهمي الذي حصل خلال تداولات الاسبوع الماضي, بينما عاد الزوج الان الى الانخفاض الى ما دون ذلك الخط, وهو ما يعني احتمالية كبر لمزيد من الانخفاضات من جديد.

وفي ظل هذه التحركات, تعطينا اشارات اكبر ان الزوج يتعرض لمزيد من الضغوط البيعية في كل مرة نشهد فيه ارتفاعات متوسطة, وهو ما يعني استمرار توقعات الانخفاض خلال الايام والاسابيع والاشهر المقبل.

متى من الممكن ان يتدخل البنك المركزي الياباني؟

على المتداولين الانتباه دائماً بأن البنك المركزي الياباني قد يتدخل في أي وقت في الاسواق. ارتفع الين لا يعتبر شيء يريده البنك المركزي لا حالياً ولا مستقبلاً, خصوصاً وان مخاوف انكماش الاسعار قد عادت الى الطاولة من جديد, خصوصاً في ما لو انخفض الدولار مقابل الين الى ما دون ادنى مستويات العام الجاري.

وعليه, اذا كنت من متداولي الين الياباني, لدينا نصيحة وحيدة, لا تتزوج من الصفقة الخاصة بالين, بمعنى لا تحمل صفقة الين لفترة طويلة جداً. حتى في ما لو لم يصل الين الى الاهداف التي تتوقعها

الدخول والخروج من الصفقات في وقت قصير افضل من حمل الصفقات لمدة اشهر طويلة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.