ترامب يعيد العلاقات مع المنطقة العربية

خلال الايام القليلة الماضية, عاد الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب الى كتابة التاريخ مرة اخرى, حيث وقع أكبر صفقة سلاح في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية.

وهذه الصفقة تأتي في ظل استمرار حالة التوتر الجيوسياسية سواء في المنطقة او حول العالم وخصوصاً حالة الحرب الباردة مع كوريا الشمالية.

على الرغم من ذلك, إلا ان القرارات التي تم اتخاذها والصفقات التي تم التوقيع عليها في المملكة العربية السعودية وخلال زيارة الرئيس الاميركي تظهر مدى التزام الولايات المتحدة تجاه هذه المنطقة, وتأتي هذه الجهود لمحاولة اعادة الاستقرار والامن لهذه المنطقة مرة اخرى.

هناك العديد من المواضيع التي تم مناقشتها في العديد من الاجتماعات التي حصلت, بما فيها سوريا وايران واليمن ومكافة الارهاب وغيرها من المواضيع المهمة, وهو الشيء الذي اخذته الاسواق العربية على الاقل بشكل ايجابي, بما فيها مؤشر السوق السعودي والذي ارتفع بحوالي 1% عند اغلاق تداولات يوم الاحد.

إلا ان القرارات التي تم اتخاذها والمعاهدات وصفقات السلاح التي تم الاتفاق عليها في السعودية خلال الايام الماضية بالتأكيد لم تلقى اي ترحيب من الجارة ايران, خصوصاً بعد ان اعلنت الادارة الاميركية الجديدة اعادة بعض العقوبات على بعد الاسماء الرسمية والشركات الايرانية خلال الاسبوع الماضي.

ماذا تعني هذه الزيارة للمنطقة العربية بشكل عام

من وجهة نظري, تعتبر هذه الزيارة بمثابة الروتين الرسمي, والذي قام به العديد جميع الرؤساء السابقين للولايات المتحدة الامريكية بعد انتخابهم. حيث ان المملكة العربية السعودية تلعب دوراً كبيراً في المنطقة وفي اسعار النفط بالتأكيد.

على الرغم من ذلك, هل هذا يعني ان العلاقات ما بين الولايات المتحدة الامريكية والدول العربية ستتحسن وتتطور اكثر مما كانت عليه في السابق؟ نأمل ذلك, لكن هذا الامل كان متواجد ايضاً خلال زيارة رئيس الولايات المتحدة السابق باراك اوباما ايضاً.

الجميع يتطلع خلال الفترة المقبلة الى الامن والاستقرار في المنطقة, لكن الامور لا تمشي في المسار الصحيح الى الان. لكن الاسواق على الاقل لديها حس من الامل بأن ترامب قد يأتي بالتغيير من جديد.

بعد المباحثات والقرارات والمعاهدات الايجابية التي تم الاعلان عنها وتوقيعها في المملكة العربية السعودية, ذهب ترامب الى فلسطين / اسرائيل والجميع حول العالم سيتابع كلماته وتعليقاته بشكل حذر جداً.

حتى اللحظة, يبدوا ان الولايات المتحدة الامريكية لديها نية التغير, وقد تدفع عملية السلام للامام في المنطقة, لكن السؤال يكمن هنا في ما لو ستستطيع ادارة ترامب الجديدة بتحقيق الهدف المعقد للعديد من الامور في المنطقة.

الدولار يفشل في الارتفاع

على الرغم من نتائح الزيارة للمملكة العربية السعودية والنتائج الايجابية لهذه الزيارة للاقتصاد الاميركي ايضاً, إلا ان المؤشر العام للدولار الاميركي فشل في الارتفاع او المحافظة على المكاسب التي سجلها خلال ساعات الصباح الاولى, ليعود الى الانخفاض من جديد نحو مستويات 97.0.

احد الاسباب التي ادت الى الانخفاض من جديد تعود الى استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في الولايات المتحدة الاميركية والتي حتى اللحظة لازالت غير واضحة.

وطالما ان الاسواق لم تحصل على معلومة واضحة حول رئيس الاستخبارات الفدرالية السابق وفضيحة مطالبة ترامب منه وقف التحقيق في قضية مستشار الامن القومي السابق, ففي الغالب ما ستطغى حالة عدم اليقين على الاسواق. بمعنى ان اي ارتفاع للدولار او الاسواق الاميركية من المتوقع ان تكون هذه الارتفاعات محدودة.

من الناحية التقنية على الاقل, فمستويات الدعم المهمة للمؤشر العام للدولار الاميركي تتمركز حالياً عند مستويات 96.60 والتي من المتوقع ان تصمد وتدعم الدولار قليلاً خلال تداولات هذا الاسبوع, خصوصاً وان المؤشرات التقنية قد وصلت الى مستويات تشبع عمليات البيع على العديد من المستويات.

احتمالات ارتفاع الاسواق الامريكية اليوم

تشير العقود الاجلة لمؤشرات الاسهم الاميركية الى افتتاحية ايجابية طفيفة لجلسة اليوم المنتظة بعد قليل. على الرغم من ان المؤشرات في دول الاتحاد الاوروبي لم تستطيع ان تعود الى المنقطة الخضراء خلال تعاملات اليوم, ولازالت معظم المؤشرات في المنطقة الحمراء حتى لخظة كتابة هذا التقرير.

على الرغم من ذلك, إلا ان صفقة السلاح ما بين الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية قد تكون فرصة لتداول بعض الاسهم الاميركية لايوم وصخصوصاً اسهم قطاع الدفاع العسكري بشكل اكبر.

احد الاسهم الذي من الممكن على المتداولين متابعته خلال جلسة اليوم هو سهم NPK او شركة National Presto Industries, والذي اغلقت تداولات يوم الجمعة الماضي عند مستويات 104.0 دولار للسهم.

كما ان هناك سهم آخم من الممكن متابعته ايضاً وهو سهم شركة AeroVironment Inc. والذي اغلق تداولات الاسبوع الماضي عند مستويات 30.85 دولار يوم الجمعة , لكنه مرتفع بأكثر من 20% منذ بداية العام الجاري.

هذه الاسهم من الممكن ان تكون احد اكبر الرابحين خلال الجلسة الاميركية المقبل. بالاضافة الى ذلك ايضاً, من الممكن ان تنخفض حالة عدم اليقين قليلاً خلال الفترة المقبلة حول فضيحة البيت الابيض حتى يتم الاعلان عن تاريخ الشهادة العلنية لرئيس الاستخبارات المركزية الاميركية, وهو الشيء الذي قد يؤدي الى ارتفاعات للاسواق الاميركية لتعويض بعض من خسائرها الاسبوع الماضي.