مكتبة التداول

دونالد ترامب في المكتب البيضوي

0

يوم تاريخي في الولايات المتحدة والعالم, دونالد ترامب وصل الى المكتب البيضاوي في البيت الابيض اخيراص وبشكل رسمي تسلم مقاليد حكم الدولة الاقوى في العالم, والعمل قد بدأ بالفعل. خلال الساعات الـ48 الماضية كان لها تأثير واضح على الأسواق ونحن لازلنا في الايام الاولى من حكمه, وللاسف ان التأثير حتى اللحظة يعتبر سلبي للاسواق. على الرغم من ذلك, امامنا ايام واسابيع واشهر مقبلة تحمل لنا العديد من الامور والقرارات التي سيكون لها تأثير كبير على الاسواق الأمريكية والعالمية بشكل عام. وعليه, على المتداولين الانتباه جيداً والحذر من هذه القرارات التي ستؤدي الى تذبذب كبير في الأسواق.

تأثير ترامب على الأسواق

خلال تداولات اليوم الأول للاسبوع الجديد, لا توجد الكثير من الارقام الاقتصادية المهمة سواء خلال الجلسة الاسيوية او الاوروبية والامريكية ايضاً. على الرغم من ذلك, إلا ان تذبذب الاسواق قد ارتفع منذ الدقيقة الاولى لتداولات تلك الجلسة.

المؤشر العام للدولار الامريكي قد فقد خلال الجلسة الاسيوية أكثر من 0.5% امام جميع العملات العالمية, لينخفض بشكل أكبر امام الين الياباني والذي ارتفع بواقع 1.03% امام الدولار الى الان. الذهب بدوره ارتفع بأكثر من 5 دولارات ليتداول الان فوق مستويات 1215 دولار, بينما الفضة ارتفعت الى مستويات 17.10 دولار للاونصة الى الان.

اما الاسواق الاسيوية, فقد ارتفعت بشكل طفيف جداً اليوم, لكن مؤشر السوق الياباني نيكاي كان الخاسر الاكبر امام جميع المؤشرات الاخرى ليسجل انخفاضاً بأكثر من 1.3% على اقر الارتفاع الكبير في الين خلال نفس الجلسة.

اخيراً, اسعار النفط عادت الى الانخفاض مع بداية تداولات الاسبوع, لتفقد حوالي 0.5% من قيمتها. خام غرب تكساس يتداول قرب مستويات 53.0 دولار والتي تعتبر مستويات دعم مهمة, وخام برنت يقترب من مستويات 55.50 دولار للبرميل.

ماذا علينا ان نتابع خلال الفترة المقبل؟

خلال فترة المئة يوم المقبلة من فترة الرئيس الجديد دونالد ترامب ستكون مهمة جداً, حيث انه من المتوقع ان يعلن عن العديد من القرارات والتي من الناحية النظرية حالياً سيكون لها تأثير على الدولار الامريكي وعلى الاقتصاد العالمي خلال الاشهر المقبل. حيث قدم دونالد ترامب الوعود التالي والتي من المتوقع ان يتخذها خلال المئة يوم الاولى من رئاسته:

تعيين قضاة جدد مهمتهم دعم الدستور الأمريكي وحماية التعديل الثاني للدستور الامريكي.

انشاء جدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الامريكية للحد من الهجرة غير الشرعية ليعطي الفرصةللامريكين بايجاد فرص للعمل في اعمال ذات مردود مالي مجزي.

اعادة النظر واعادة تقييم اتفاقات التجارة مع الدول الاخرى والضغط على الشركات التي تقوم بتصدير الوظائف خارج الولايات المتحدة الامريكية.

الغاء واستبدال قانون الرعاية الصحية المعروف باوباما كير

ازالة كافة القيود الفدرالية على انتاج الطاقة

الدفع بتعديلات دستورية جديدة لدستور الولايات المتحدة الامريكية لفرض قيود على اعضاء الكونجرس الامريكي

القضاء على مناطق حيازة السلاح

صياغة قوانين جديدة بحيث انه وفي ما لو تم الاعلان عن قانون جديد, يجب الغاء قانونين قديمين

تكليف رئيس هيئة الاركان المشتركة الى وضع خطة شاملة لحماية البنية التحتية الحيوية الامريكية من الهجمات الالكترونية وكل شيء آخر من الهجمات.

تسمية الصين “كمتلاعب في العملات”

كيف يمكن لقرارات الرئيس الجديد أن تؤثر على الأسواق

الرئيس الامريكي الجديد قال بأنه من الآن فصاعداً اي قرار او تفاوض يجب ان يبنى على ان اميركا اولاً. بالتأكيد هكذا تصريح لا يعتبر تصريحاً سلبياً بتاتاً بل على العكس. لكن وعلى الذغم من ذلك, لا يوجد اي سبب بأن تقوم الدول الاخرى بأن توافق على مطالب دونالد ترامب بشكل مباشر, ككندا والمكسيك مثلاً. لكن التفاوض بشأن اتفاقيات التجارة سيكون صعب جداً.

مهما كانت القرارات التي من المنتظر اتخاذها خلال الفترة المقبلة, على المتداولين الانتباه الى ان ارتفاع التذبذب لا مفر منه. الرئيس الجديد ليس بالرئيس الاعتيادي فهو لا يحمل اي رصيد سياسي بتاتاً. لكن الشيء الذي نحن متأكدون منه حالياً هو أن دونالد ترامب قد يكون الرصاصة الجديدة التي قد تشعل حرب العملات بشكل كبير جداً وستكون اصعب مما كانت عليه من قبل.

امام بالنسبة للشركات الامريكية, وطبقاً للخطة التي وضعها الرئيس الجديد, فسيقوم بوضع العديد من الضرائب على الشركات التي تقوم بتصنيع منتجاتها خارج الولايات المتحدة الامريكية وتعود بها لتبيعها داخل الدولة. وعليه, قد توافق الشركات على ان تدفع الضرائب حيث ان العودة الى الولايات المتحدة الامريكية وتصنيع منتجاتها هناك سيكلفها مبالغ هائلة جداً. وعلى الرغم من ذلك ايضاً, من سيدفع الضريبة في النهاية هو المستهلك الامريكي, حيث ان الشركة ستحمل الضريبة على المستهلك في النهاية, وعلى اثر ذلك, سنشهد ارتفاعات كبيرة في معدلات التضخم بشكل اسرع من التوقعات.

ترامب والفدرالي الامريكي

الرئيس الجديد لطالما اتهم الفدرالي بقيامه بعمل سيء للاقتصاد وهو ليس معجب بجانيت يلين رئيسة الفدرالي الامريكي. كما انه ضد ارتفاع معدلات الفائدة العامة في البلاد على الرغم من ان الفدرالي قد بدأ في رفع اسعار الفائدة مؤخراً مخاولاً العودة لما يسمى بمعدلات الفائدة الطبيعية ما قبل الازمة المالية العالمية. لكن على الرغم من ذلك, إلا انه من المبكر جداً الحديث عن العودة الى معدلات الفائدة الطبيعية حيث ان امام الفدرالي طريق طويل جداً للوصول الى ذلك. لكن سياسة الفدرالي الامريكي المقبلة قد تكون ضد خطط دونالد ترامب وهو في النهاية ما سيؤدي الى نوع من الاشكال ما بين الاثنين وهو الشيء الذي لن يعجب الأسواق بشكل عام.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.