مكتبة التداول

ماذا حصل للجنيه الاسترليني ولماذا؟

0

خلال فترة التداولات الاسيوية الصباحية يوم الجمعة الماضي, اصبح المتداولون في الفترة الاسيوية على تحركات كبيرة وقاسية جداً للجنيه الاسترليني مقابل جميع العملات العالمية, والتي لم تحصل له منذ اكثر من 10 سنوات تقريباً. انخفض الجنيه الاسترليني مقابل الدولار وحده بأكثر من 6% خلال دقائق بسيطة جداً, وذلك قبل ان يعود الى الارتفاع من جديد ليعوض بعض من الخسائر. العديد وضع اللوم على المتداولين بالخوارزميات, كما كان الحديث ايضاً عن خطأ بشري, وحتى ان البعض وضع اللوم على الرئيس الفرنسي بسبب تصريحاته حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي بشكل قاسي. في هذا المقال, نلقي نظرة على كل السيناريوهات لهذه الحركة الكبيرة.

النظرة العامة للجنيه الإسترليني

بكل الاحوال, الجنيه الاسترليني كان من المفترض ان يستمر بفقدان قيمته خلال الاشهر المقبلة, وذلك بسبب سياسة البنك المركزي البريطانية الحالية والذي قام فيها باضافة المزيد من التيسير الكمي وخفض معدلات الفائدة العامة الى ادنى مستوياتها في التاريخ. وعلى اثر ذلك, النظرة العامة لجنيه الاسترليني لازالت سلبية بشكل عام. لكن تكمن المشكلة في سرعة الانخفاض التي حصلت يوم الجمعة, حيث ان معظم البنوك الاستثمارية العالمية كانت تتوقع ان تنخفض قيمة الجنيه الاسترليني ما بين 5% و 10% خلال الاشهر الثلاث الى الست المقبلة.

الاسباب المحتملة وراء انخفاض الجنيه الاسترليني

تصريحات سياسية: هناك العديد من الاشخاص وضعوا اللوم على الرئيس الفرنسي فرونسوا اولاند. وهذا من الممكن ان يكون احد الاسباب التي ادت الى بداية انخفاض الجنيه الاسترليني مقابل باقي العملات العالمية. لكن في ما لو كان هذا الكلام صحيحاً, لكان الجنيه الاسترليني قد انخفض بشكل معقول او لنقل 100 نقطة تقريباً, لكن انخفاض بواقع 6% خلال دقائق يعد شيء قد لا يصدق, كما ان التعليقات من الرئيس الفرنسي غير كافية بأن نشهد هكذا انخفاض. اذا, ما الذي ادى الى هذا الانخفاض الكبير, كما ذكرنا من قبل, من الممكن ان تكون تصريحات الرئيس الفرنسي هي سبب في بداية الانخفاض, لكن الشيء الذي ادى الى انخفاضات اكبر قد يكون بسبب تفعيل اوامر وقف للخسائر من قبل المتداولين وايضاً من قبل البنوك العالمية, حيث من الممكن ان يكون قد تم تفعيل هذه الاوامر مع الموجة الاولى للانخفاض, وهو ما قد يؤدي ايضاً الى الانخفاض الكبير الذي شهده الجنيه الاسترليني.

الاصبع الضخم: هو تعبير يعلمه متداولين اسواق الاسهم اكثر من متداولين اسواق العملات لانه قد حصل اكثر من مرة في سوق الاسهم حول العالم. وفي قصة الجنيه الاسترليني فهذا يعني ان احدهم قد قام ببيع كمية كبيرة من الجنيه الاسترليني عن طريق الخطأ. عن طريق الخطأ في هذه الحالة يعني ان كمية البيع التي حصلت هي اكثر مما كان مخططاً له. على الرغم من هذا, إلا انه وعند حدوث هذا الخطأ يتم تعديله من جديد بشكل سريع وتعود الاسعار الى ما كانت عليه في السابق. لكن حتى هذه اللحظة لم يعود الجنيه الاسترليني مقابل باقي العملات العالمية الى اسعار ما قبل الانخفاض الى الان.

متداولين الخوارزميات: هذا السيناريو قد يكون الاقرب والاكثر واقعية, حيث ان التداول من خلال المعادلات الخوارزمية يعتمد على السرعة العالية جداً في اصدار اوامر البيع والشراء لا تصل اليها برامج التداول العادي, حيث ان كميات العقود التي يتم ارسالها الى الاسواق في بعض الاحيان لا تستطيع خادمات الاسواق استيعابها, وهو ما يؤدي الى تحرك الاسواق بشكل خاطئ وبشكل غير طبيعي.

دور بنك انجلترا المركزي

لم نشهد اي اعلان او بيان واضح من قبل بنك انجلترا المركزي يعلن فيه تدخله في الاسواق, لكن البنك اعلن فقط انه امر لجنة الاسواق المالية بفتح تحقيق رسمي في انخفاض الجنيه الاسترليني للوقوف حول الاسباب التي ادت الى هذا الانخفاض. وهذا التحقيق في الغالب قد يأخذ اسابيع او حتى اشهر ليتم الاعلان عن نتائجه, لكن في نهاية الامر لن يتغير اي شيء في الاسواق .

ماذا نعلم الان؟

كما ذكر سابقاً, هناك العديد من السيناريوهات الممكنة والتي ادت الى الانخفاض الحاد في الجنيه الاسترليني, لكن من الممكن ان نحكم اكثر على الموضوع بشكل اكبر عندما يعلن البنك المركزي البريطاني عن نتائج التحقيق . وبغض النظر عن كل ذلك, بالتأكيد لن نستطيع ان نعلم كل الامور والمعلومات التي ادت الى هذا الانخفاض سواء الان او بعد حين. هل سيغير ذلك من النظرة العامة للجنيه الاسترليني؟  الجواب القصير لهذا السؤال هو لا. الانخفاضات الحادة او الارتفاعات الحادة في الاسواق لأي سبب كان لا يعني ان الاتجاه سيستمر او ان الاتجاه سيتغير في اي وقت قريب.

ما العمل بعد الان؟

دائما ما ننصح المتداولين وبشكل مستمر بأن لا يبقوا اي من تداولاتهم مفتوحة او متروكة ما بعد فترة التداولات الامريكية بدون مراقبة او بدون اوامر وقف لحمايتهم من اي حركة ممكن ان تحصل كما حصل في الجنيه الاسترليني. حتى ان بعض المرات لا يستطيع النظام تنفيذ اوامر الوقف, لان الحركة قد تكون اسرع من تنفيذ العقد اصلاً. وعليه, دائما ما ننصح العملاء بأن لا يتركوا اي عقود مفتوحة في الاسواق وهم غير متواجدين على المكاتب لمتابعتها.

Leave A Reply

Your email address will not be published.